جلالة الملك يرحب بطلب الرئيس الأميركي بانسحاب إسرائيل من الأراضي الفلسطينية

عمان
08 نيسان/أبريل 2002

أعرب جلالة الملك عبدالله الثاني عن ترحيبه بطلب الرئيس الأميركي جورج بوش بانسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي الفلسطينية ورؤيته لإقامة دولة فلسطينية مستقلة لكن جلالته بين ان هذا الطلب غير كاف لأننا نريد أن نشهد واقعا ملموسا على الأرض بالسرعة الممكنة.

وقال جلالته في مقابلة مع شبكة التلفزيون الأمريكية "سي بي اس" أن بيان الرئيس الأميركي أعطى أملا جديدا لشعوب المنطقة إلا أن استمرار العمليات العسكرية للجيش الإسرائيلي أدى إلى معاناة هائلة ودمار كبير للشعب الفلسطيني.

وردا على سؤال حول ما إذا استمرت إسرائيل بعملياتها العسكرية وتأثير ذلك على المنطقة قال جلالته أن ذلك سيكون مدمرا إذ انه سيثبت أن الإسرائيليين ينوون الاستمرار في عملياتهم العسكرية غير عابئين بما يقوله الآخرون.

وقال جلالته: "الإسرائيليون يعتقدون دوما أن المشكلة هي أمنية إلا أنها ليست كذلك فهي مشكلة سياسية مشيرا إلى أن إسرائيل هي دولة محتلة وهي الدولة الوحيدة في العالم التي تحتل شعبا آخر... لكن يبدو أن الناس لا يستوعبون ذلك."

وردا على سؤال حول احتمالية حدوث حرب تمتد إلى باقي المنطقة قال جلالته أننا في الأجواء الحالية قريبون جدا من هذه الاحتمالية ولهذا من الضروري أن يدرك الإسرائيليون انه لم يعد من الممكن احتمال ما تقوم به إسرائيل في منطقة الشرق الأوسط.

وقال جلالته لقد عانينا من عدم الاستقرار في المنطقة وشهدنا أوقاتا عصيبة في الماضي لكنني تعلمت من المغفور له الملك الحسين طيب الله ثراه أن لا نستسلم في الأوقات الصعبة واعتقد أن هذا الظرف يتطلب من القادة التطلع إلى الأمام وإحلال العقلانية والاستقرار في المنطقة وبالسرعة الممكنة.

وأعرب جلالته عن أمله في أن يتفهم الأميركيون أهمية وضع حد للعمليات العسكرية الإسرائيلية لأنه من السهولة بمكان أن تتصاعد لتتعدى حدود إسرائيل وفلسطين.

وردا على سؤال حول ماذا يقول جلالته للأمريكيين الذين يقولون لا شأن لنا بما يجري قال جلالته نحن لا نطالب الأمريكيين أن يقوموا بالتضحية بأرواحهم وان كل ما نطلبه منهم هو ان يتمتعوا بالقوة الأخلاقية ليتمكنوا من دفع الأجندة السياسية قدما.. وأضاف: "إذا اخترتم النأي بأنفسكم عن ما يحدث فانتم بذلك تؤخرون أي فرصة قد تتوفر لاجتثاث التطرف".. فلا يمكن الحصول على الأمن إذا لم يتوفر السلام.

وأعرب جلالته عن أمله في أن يدعم الأمريكيون انسجاما مع أيمانهم بالعدل الأبرياء وذلك بأن يتفهموا ما يحدثه الإسرائيليون من فاجعة للفلسطينيين وان يتخذوا خطوة تضع حدا لما يحدث.

وتابع جلالته قائلا أرجو أن يفهم الأمريكيون انطلاقا من إنصافهم ودعمهم لكل الشعوب البريئة ما يحدث للشعب الفلسطيني وان يتدخلوا ليقولوا كفى ما حدث.

وردا على سؤال حول احتمالية أن تنقل إسرائيل عملياتها العسكرية إلى جنوب لبنان أكد جلالة الملك عبدالله الثاني أن ذلك سيكون خطأ كبيرا لمحاولة إسرائيل تحويل الانتباه إلى مكان آخر للتقليل من تأثير ما يحدث مع الفلسطينيين.