جلالة الملك يدعو لزيادة التنسيق لتسريع وتيرة التعلم الالكتروني

عمان
28 أيلول/سبتمبر 2003

طالب جلالة الملك عبدالله الثاني القطاع الخاص الاردني بزيادة مستوى التنسيق والتعاون بين اعضائه من جهة والحكومة من جهة اخرى لتسريع وتيرة التحول نحو التعلم الالكتروني في المملكة مؤكدا ان الاردن على اعتاب مرحلة جديدة في هذا المجال.



وحذر جلالته خلال افتتاحه اليوم المنتدى الاردني للتعلم الالكتروني 2003 من نتائج عدم الايمان بان توفير المعرفة هي الطريق الوحيدة لتأمين مستقبل الاردن ومستقبل ابنائه "وما من شك انه ما لم نسلح الشباب في المجتمع بالمهارات التعليمية والمعرفة والمبادرة فاننا لن نتمكن من ضمان مستقبلنا ومستقبلهم."



واضاف جلالته ان "رسالة المملكة هي العمل ليس فقط من اجل ابنائها بل ومن اجل الشباب العرب تحت سن الخامسة والعشرين الذين يشكلون 60 بالمائة من سكان الوطن العربي."



وقال ان هذه المبادرة التي تاتي في سياق جهودنا للاصلاح الشامل للعملية التربوية سعينا طويلا من اجل تحقيقها "وتابعت عن كثب مراحلها وباقي عناصر الاصلاح التربوي لكونه القطاع الاكثر اهمية في سياق عملية التحديث."



وبين جلالته ان تحقيق ذلك يتطلب منا جهودا جادة وشاملة تهدف الى ضمان ان يحصل الاردنيون جميعا على فرص متساوية لافضل تعليم يطلق طاقاتهم الكامنة ويعمل على انسجام ابداعاتهم.



واكد جلالته ان هذا الجهد يتطلب اكثر من الدور الحكومي وذلك من خلال تفعيل دور الشراكة الفاعلة مع القطاع الخاص والمنظمات الدولية مثل البنك الدولي والشركات العالمية مثل مايكروسوفت التي جاءت الى الاردن باعتباره مثالا رائدا وانموذجا للاصلاح لضمان حصول الاردنيين جميعا على تعليم ذي نوعية مميزة وادخال محتوى التعليم الالكتروني الى المنهاج الدراسي.



وجمع المنتدى الذي استمر ليوم واحد ونظمته شركة المجموعة المتكاملة للتكنولوجيا، وهي شركة رائدة في مجال التكنولوجيا في الاردن، بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم وشركة مايكروسوفت العالمية عددا كبيرا من صانعي القرار في المجال التربوي من اكثر من عشرين دولة من المنطقة وخارجها.



وينتظر ان تعلن المجموعة عن عقد شراكات جديدة مع شركات محلية في قطر وعمان والبحرين لتوسيع تجربة التعلم الالكتروني في الاردن ليشمل هذه الدول.



وناقش المؤتمرون كافة نواحي التعلم الالكتروني والمراحل التي قطعها الاردن في هذا المجال من خلال الجهود المتناسقة للقطاعين العام والخاص لادخال التعليم الالكتروني الى المملكة وذلك باطلاقه في مائة مدرسة ريادية في الاردن فيما عرف بمبادرة "بوابات التعليم الالكتروني" التي اعلنت خلال انعقاد المنتدى الاقتصادي العالمي في البحر الميت في حزيران الماضي.



واعلن القائمون على المؤتمر عن ربط مدارس في الاردن ونيوجيرسي في الولايات المتحدة والبحرين من خلال منظومة للتعليم الالكتروني تتيح انخراط الطلاب في عملية التعلم من خلال الكمبيوتر.



وفي الوقت الذي عقدت فيه جلسات المنتدى في الاردن عقد منتدى مماثل في نيوجيرسي وقد تم وصل المنتديين في مناقشة تفاعلية حية انضمت اليها ثلاث مدارس في عمان والمنامة ونيوجيرسي عبر استخدام تقنية اديو ويف وهي منظومة التعليم الالكتروني التي يتم من خلالها حوسبة كافة المناهج الدراسية.



ووصف المدير العام لعمليات مايكروسوفت في الشرق الاوسط شربل فاخوري الخطوات الاردنية في مجال التعليم الالكتروني بانها رائدة خاصة وانها تبدأ عملية التعلم من الصف الاول الابتدائي وتركز على تدريب المعلمين على تقنيات المعلومات.



واضاف فاخوري ان المنتدى يشكل فرصة جيدة لتبادل الخبرات والافكار وهو يضطلع بدور اقليمي كبير نظرا لتميزه من ناحيتي الشخصيات المشاركة والمضمون الغني والمفيد.



وقد ركز مدير البرامج التربوية في شركة مايكروسوفت اوروبا والشرق الاوسط وافريقيا مارك ايست على دور شركته وشركائها المحليين في مختلف انحاء العالم في مشروع التعلم الالكتروني.



وقال ايست ان التكنولوجيا التي تقدمها مايكروسوفت تتيح للقيمين على القطاع الاكاديمي مساعدة الطلاب والاساتذة على حد سواء في استغلال كامل قدراتهم وذلك عبر استخدام تقنيات الشركة والافادة من بحوثها ومنتجاتها.



واضاف ان الشركة اولت اهمية كبيرة للاردن وشريكتها فيه، المجموعة المتكاملة للتكنولوجيا، نظرا للجهود القيمة المبذولة في هذا المجال من القطاعين العام والخاص.



من جهته اكد رئيس المجموعة المتكاملة للتكنولوجيا وليد تحبسم ان التعاون مع مايكروسوفت سيثمر عن مشاريع فريدة ومتنوعة في المستقبل اذ ان تعاون المجموعة مع مايكروسوفت ووزارة التربية والتعليم سيؤسس لنمط جديد من التعلم يستنبط الامكانات المخفية لشريحة واسعة من المستفيدين سواء كانوا طلابا ام اساتذة ما يصب في مصلحة الاردن على المدى الطويل.



وقال مدير شركات تقنيات المعلومات الاردنية "انتاج" مروان جمعة ان هذا المنتدى وهو الاول من نوعه في الشرق الاوسط، يركز على استعراض مكونات التعلم الالكتروني والمتمثلة في المحتوى والتكنولوجيا والابداع.



وقال وزير التربية والتعليم خالد طوقان ان الاردن بدأ عملية الاصلاح التربوي وادخال تكنولوجيا المعلومات الى النظام التعليمي منذ عام 1999بناء على امر جلالة الملك عبدالله الثاني الذي اوصل رسالة واضحة لجميع المعنيين ان لا تنمية اقتصادية مستدامة بدون تنمية بشرية مستدامة تعتمد على التعلم المستمر في البيت والمدرسة والعمل.



واكد طوقان ان التعلم الالكتروني يوفر الادوات اللازمة لعملية التعلم المستمر.



من ناحيته قال وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات فواز الزعبي ان استخدام تكنولوجيا المعلومات في التعليم شرط للوصول الى الاقتصاد المبني على المعرفة مضيفا ان الاردن يرى التعليم حقا انسانيا اساسيا للفرد وللشعب ككل.



واكد ضرورة وجود شراكة بين القطاعين العام والخاص بحيث يقدم القطاع الخاص الادوات اللازمة لتسريع تنفيذ الرؤية الاردنية للاصلاح التعليمي.