جلالة الملك يدعو لتعاون الشركات العربية لان الامر حيوي للجميع

عمان
14 أيلول/سبتمبر 2004

دعا جلالة الملك عبدالله الثاني اليوم الشركات الاردنية العاملة في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الى التعاون مع "شركائنا العرب" موضحا ان "هذا الامر حيوي جدا لنا ويجب ان نقود عملية تحول جماعي برؤية واحدة وهدف واحد" وهو زيادة الانتاجية والنمو الاقتصادي.



وجاءت دعوة جلالته خلال رعايته بحضور جلالة الملكة رانيا العبدالله الجلسة الافتتاحية لمنتدى الاردن لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات الذي يعقد في قصر "الملك الحسين بن طلال للمؤتمرات" على الشاطىء الشرقي للبحر الميت ولمدة يومين.



واضاف جلالته ان "كل ما فعلناه في هذا المجال لم يكن للاردن فقط" محذرا من السير على نفس الوتيرة الحالية في المجال الاقتصادي حيث يخطو العالم بخطوات اسرع ومطالبا بايلاء التعليم اهمية قصوى والا "سيتجاوزنا الجميع، بلدانا ومنطقة باكملها."



واكد ان التحديات امامنا كبيرة ولدينا طريق طويل نقطعه رغم ماحققناه في مجال السياسات وبناء القدرات والجهود التي احدثت فرقا في مختلف القطاعات في الاردن وخاصة في مجالي الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وقطاع التعليم، داعيا الى الاستمرار في دعم الميزة التنافسية لقطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في الاردن ليصبح جزءا من الخريطة العالمية في هذا المجال.



واورد جلالته احصائيات مثيرة للقلق حول العالم العربي فحجم صادرات هذه المنطقة باستثناء البترول لا يتجاوز 5ر1 بالمئة من حجم التجارة العالمية وشاب واحد فقط من اصل ثلاثة من مواطني الشرق الاوسط وشمال افريقيا يجد فرصة عمل في بلده مضيفا ان هذه النسبة سترتفع لتصبح واحدا من كل خمسة بحلول العام 2010 الا اذا تحركت الحكومات والقطاع الخاص في المنطقة بسرعة اكبر لتغيير هذه الصورة.



ودعا الى عدم المساومة في هذا المجال والعمل لاستهداف لا السنوات الخمس المقبلة وحدها بل الاجيال القادمة "اولادنا واولادهم"، الامر الذي يتطلب رفع سقف الهدف عاليا وقال جلالته "فليس هناك ما هو اسوأ من تخفيض السقف."



وشكر جلالته الشركات الاجنبية المشاركة في المنتدى وخاصة شركة سيسكو سيستمز ومايكروسوفت لالتزامهما ليس بدعم الاردن فقط بل بدعم المنطقة.



ويذكر ان شركة سيسكو سيستمز من المساهمين الرئيسيين في مبادرة التعليم في الاردن وشبكة التعليم الجامعي والابحاث التي اطلقت امس في الجامعة الاردنية وتضم ثماني جامعات اضافة الى مشروع اكاديمية سيسكو التي تدرب طلابا وطالبات على تكنولوجيا المعلومات.



اما شركة مايكروسوفت فهي ايضا مساهم رئيسي في مبادرة التعليم الاردنية واطلقت في عمان خلال هذا الاسبوع شراكتها الوحيدة في الشرق الاوسط مع شركة استارتا للحلول البرمجية.



ويختلف هذا المنتدى عن المنتديين اللذين سبقاه عامي 2000 و 2002 في انه لم يعد شأنا محليا خالصا بل ينظر الى السوق الاقليمية، خاصة وقد اصبحت سوق الاتصالات اكثر تشعبا بين دول المنطقة وبدأت الشركات المحلية تسعى لدخول دول المنطقة الاخرى.



ويشارك في المنتدى الذي حضر افتتاحه سمو الامير فيصل ابن الحسين وسمو الاميرة سمية بنت الحسن ورئيس الوزراء ورئيسا مجلسي الاعيان والنواب والمستشار الخاص لجلالة الملك ووزير البلاط الملكي الهاشمي وسمو الامير رعد بن زيد كبير الامناء وعدد من كبار المسؤولين 600 مشارك من شركات عالمية واقليمية رائدة في مجال تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات لمناقشة قضايا مثل: تحديد الطرق لانتهاز الفرص الاقليمية، والربط الاتصالي لتحقيق النمو الاقليمي والشراكات الاقليمية وتوليد القيمة في العالم العربي والاستثمار في المستقبل والرؤية بخصوص التعليم، وبناء حوار شبابي من اجل الابتكار.



ويقول جلالة الملك عبدالله الثاني في كلمة مكتوبة في وثائق المنتدى ان المنتدى يعقد "بهدف توسيع رؤيتنا وتوسيع عملنا للاستفادة من الفرص الاقليمية المتزايدة.. وانا مؤمن انه بالعمل معا نستطيع ان نسير الى الامام بتركيز وطاقة اكبر للوصول الى نوع جديد كليا من التعاون يبني اسواقا وقدرات اقليمية جديدة."



من ناحيته قال الرئيس/المدير التنفيذي لشركة سيسكو سيستمز، احدى رعاة المنتدى، جون تشامبرز ان شركته قررت الاستثمار في الاردن بعدة مبادرات والالتزام بالمنطقة مثلما التزمت بالاستثمار قبل عدة سنوات في الصين والهند، مؤكدا ايمانه بان المنطقة ستشهد نموا في العقد القادم مشابها لما حدث في اوروبا الشرقية في السنوات الماضية.



واضاف انه يؤمن كذلك بما يمكن للتكنولوجيا ان تفعله لتغيير المجتمع وخلق فرص عمل وزيادة الانتاجية وتحسين الخدمات الصحية والتعليمية، خاصة اذا اقترن التركيز عليها بالتركيز على ايجاد نظام تعليمي كفؤ وتغيير طرق عمل الحكومات.



ووصف تشامبرز جلالة الملك بانه "واحد من اهم قادة العالم برؤيته وابداعه وتصميمه"، وانه يمتلك الحكمة اللازمة لمعرفة العناصر التي تصنع التغيير من تخطيط وتنفيذ ومتابعة وتحفيز لمن يعملون معه.



وتحدث تشامبرز باعجاب عما شاهده يوم امس في مدرسة حكومية في عمان تم فيها اطلاق منهاج الكتروني للرياضيات صممته شركة روبيكون الاردنية، قائلا : "لم يكن بامكاني ان اصدق في اي منطقة من العالم انا موجود او ان اصدق حماس الطلاب وحبهم للرياضيات."



وقال وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات فواز الزعبي ان الهدف الاكبر للمنتدى هو خلق الشراكات.. مشيرا الى الشراكة التي ابتدأت في هذا القطاع قبل خمس سنوات بين القطاعين الخاص والعام في الاردن لمعرفة ما يجب فعله لخلق اقتصاد المعرفة الذي يعزز الانتاجية ويخلق فرص العمل.



واضاف ان الرؤية الاردنية في هذا المجال تتلخص في السماح للقطاع الخاص ان يزدهر ويقود الطريق، مستشهدا بنجاعة هذه الرؤية بزيادة صادرات الاردن من تقنيات المعلومات وتنفيذ عدة مبادرات لتكنولوجيا المعلومات في مجال التعليم المدرسي والعالي بمشاركة فاعلة من الشركات الاردنية، واكد ان عملية التغيير التي بدأت في الاردن "لا رجعة عنها."



واوضح ان الاردن يستهدف صناعة تقنيات معلومات بقيمة مليار دولار في العام 2008 وتحرير قطاع الاتصالات العام القادم.



رئيس جمعية انتاج تكنولوجيا المعلومات مروان جمعة قال: يا جلالته الملك انكم اشركتم شركات تكنولوجيا المعلومات الاردنية قبل خمس سنوات برؤيتكم لجعل الاردن مركزا لتكنولوجيا المعلومات في المنطقة وطلبتم منهم التفكير بطرق جذب احدث التقنيات والشباب الاردني المتحمس من اجل تحقيق هدف اسمى وهو تحسين حياة المواطنين الاردنيين.



وتابع جمعة يقول انه وبعد خمس سنوات نرى ان قطاع تكنولوجيا المعلومات الاردني من انجح الشركات في الاردن والمنطقة، وهو محفز للتغيير الايجابي في حياة الانسان وانتاجية الاقتصاد. واعرب عن امله في ان يشكل المنتدى دفعة قوية لعملية التعاون بين شركات المنطقة لمنفعة دول المنطقة وشعوبها.