الزاوية الإعلامية
دعا جلالة الملك عبدﷲ الثاني القائمين على صندوق الملك عبدﷲ الثاني للتنمية الى إطلاق برنامج لدعم البحوث العلمية التطبيقية لطلبة الدراسات العليا وأعضاء الهيئات التدريسية في الجامعات وربطه بشكل رئيسي باحتياجات الصناعة المحلية.
وشدد جلالته خلال زيارة قام بها اليوم الى صندوق الملك عبدﷲ الثاني للتنمية ولقائه بأعضاء مجلس أمنائه على ضرورة رفع مستوى البحث والتطوير في الاردن بالتعاون مع مركز الملك عبدﷲ الثاني للتصميم والتطوير"كادبي" والجامعات الاردنية بما يعود بالنفع على الصناعة المحلية.
يذكر ان صندوق الملك عبد ﷲ الثاني للتنمية الذي تأسس في نهاية عام 2001 هو مؤسسة غير حكومية تسعى للمساهمة في الجهود الوطنية لدفع عملية التنمية المستدامة وذلك من خلال استثمار قدرات المواطنين وإمكانياتهم الكامنة في المحافظات.
كما أكد جلالته على ضرورة الاستفادة من تجارب المؤسسات البحثية العالمية ومأسسة التعاون معها لتهيئة الفرصة للطلبة الأردنيين الدارسين في الخارج لإجراء أبحاثهم التطبيقية في الأردن مما يساعد على توطين التكنولوجيا وترسيخ ثقافة البحث العلمي التطبيقي.
وشدد جلالته على ضرورة التركيز على الشباب وخاصة الذين يفتقدون للموارد المالية اللازمة لاتمام دراساتهم العليا لمنحهم بعثات داخل الاردن وخارجه في المجالات التي يحتاجها السوق المحلي داعيا إدارة الصندوق الى توسيع شريحة المستفيدين من برنامج المنح الدراسية لإتاحة الفرصة امام عدد أكبر من الطلبة غير القادرين والمتميزين للحصول على بعثات دراسية لإكمال تعليمهم الجامعي. ولتحقيق هذه الغاية أعلن جلالته عن تبرعه بتغطية المخصصات المالية اللازمة لهذا البرنامج.
وقال جلالته ان الظروف المعيشية والاقتصادية تتطلب تكثيف جهود الجميع من اجل توفير سبل العيش الكريم للمواطنين والتركيز على اقامة مشاريع تنموية في المحافظات لمحاربة ظاهرتي البطالة والفقر. واضاف "ان دعم ورعاية الشباب هي من أهم الأولويات للاردن" مؤكداً اعتزازه بالبرامج التي قدمها الصندوق لدعم الشباب والتواصل معهم وتعزيز مشاركتهم في الحياة العامة وتنمية وترسيخ ثقافة الإبداع والتميز لديهم.
وأشار جلالته الى لقاءاته المتعددة مع الطلبة الاردنيين الذين يدرسون في الجامعات الاوروبية والاميركية الذين تميزوا بابحاثهم العلمية داعيا مجلس الامناء الى التفكير بكيفية استقطاب هؤلاء المبدعين للعودة الى بلدهم وخدمة قضية التنمية والتطور فيه.
وأعرب جلالته عن شكره وتقديره لرئيس وأعضاء مجلس أمناء الصندوق على جهودهم المتميزة في تطوير مسيرة الصندوق التي تأتي للتأكيد على أهمية البحث العلمي التطبيقي في نهضة وتميز الشعوب ودوره في استغلال طاقات الشباب الأردني وإبداعاتهم.
واعرب رئيس مجلس امناء الصندوق فيصل الفايز عن تقديره البالغ لدعم جلالة الملك لمشاريع الصندوق. واكد ان رؤية جلالة الملك التي انبثق عنها هذا الصندوق قبل نحو خمس سنوات شكلت قفزة نوعية في دعم المشاريع التنموية في المملكة.
وحسب مدير الصندوق طارق عوض فان الصندوق يقدم منحا دراسية للمبدعين سيصل مجموعها العام الحالي الى 1200 منحة كما انه يدعم مشاريع البحث والتطوير في الجامعات من خلال دعم مشاريع التخرج للطلاب الذين يحتاجون الى تمويل للمضي في ابحاثهم. وأفاد فيلم وثائقي قصير عن برنامج دعم البحث العلمي في الجامعات ان عدة دول حاولت ان تستقطب مشروع خالد المصري وزميل اخر له للتخرج وهو عبارة عن اختراع الة CNC الا انهما رفضا عروض العمل والدراسة واصرا على تسجيل براءة الاختراع في الاردن.
وفي حالة اخرى قام خالد الرشدان في مشروع تخرجه بتصميم غواصة غير مأهولة استخدمت فيها تكنولوجيا مختلفة من حيث طريقة الغوص والعوم وتمت تجربتها بنجاح. وقد ساهم الصندوق بدعم 50 مشروع تخرج للطلبة حصلت ثلاثة مشاريع منها على براءات اختراع. واضاف عوض ان حجم انفاق الصندوق منذ تأسيسه وحتى عام 2005 يناهز 27 مليون دينار متوقعا ان ينفق الصندوق العام الحالي حوالي 7 ملايين دينار.
واستعرض عوض مساهمة الصندوق في تمويل برامج تهدف إلى تمكين المواطنين وتعزيز إنتاجيتهم بهدف إشراكهم في النشاطات الاقتصادية والاجتماعية حيث نفذ منذ تأسيسه العديد من المشاريع والبرامج الاستثمارية والتنموية.
وعمل الصندوق على المساهمة في انشاء شركة البحر الميت للمؤتمرات والمعارض التي قامت بتأسيس مركز الحسين بن طلال للمؤتمرات في منطقة البحر الميت مشيرا الى ان الشركة بصدد البدء بمشروع توسعة لهذا المركز. كما ساهم الصندوق بتأسيس الشركة الأردنية لتقنيات التدريب التي عملت على توفير أكثر من مئتي فرصة عمل للأردنيين في مجال تكنولوجيا المعلومات، وتمويل منظومة التعليم الالكتروني والتبرع بها لوزارة التربية والتعليم بالإضافة الى المساهمة بتأسيس البنك الوطني لتمويل المشاريع الصغيرة الذي سيباشر بمنح القروض للمواطنين مطلع الشهر المقبل في ثلاثة فروع في الكرك والزرقاء والوحدات.
ولعب الصندوق دورا مهما في تنفيذ مشروع زراعي نموذجي في منطقة القاسمية بمحافظة معان يدار وفق أحدث الطرق الزراعية. وقد وفر هذا المشروع أكثر من 150 فرصة عمل لأبناء المحافظة كما نفذ مشروع الشركة المتكاملة لمنتجات الزيتون في عجلون وعدد من الاستراحات ومحطات الوقود في منطقة باير وقصر الطوبة من أجل المساهمة في إيجاد بؤر تنموية في المنطقة خاصة مع عزوف القطاع الخاص عن الاستثمار في هذه المناطق.
أما في مجال البرامج والمبادرات فقد قام الصندوق ببناء وتشغيل 114 مركزا لتكنولوجيا المعلومات في محافظات المملكة استفاد منها أكثر من (133) ألف مواطن من خلال التدريب والتأهيل واستخدام الانترنت والخدمات الالكترونية.. ويتوقع ان يتم انشاء 11 محطة جديدة خلال العام الحالي. وعمل الصندوق على تنفيذ برنامج لتأهيل المتقاعدين العسكريين في مجال التعليم وتكنولوجيا المعلومات ساهم بتدريب (7342) متقاعدا عسكريا حصل أكثر من (500) منهم على فرص عمل داخل وخارج المملكة.
وساهم الصندوق كذلك بانشاء مكاتب الإرشاد المهني في الجامعات والتي قامت بتدريب (24) ألف طالب وطالبة شاركوا في (650) دورة تدريبية، وتنظيم معرض سنوي للوظائف بالتعاون مع القطاع الخاص لتعريف الطلبة والخريجين بفرص العمل المتاحة. وعمل المعرض بدوره على توفير 3200 فرصة عمل دائمة و6350 موسمية للخريجين والطلبة.
كما يقوم الصندوق بتنفيذ العديد من البرامج الرامية للتواصل مع الشباب ومنها البرنامج التلفزيوني "الحكي إلنا" الذي يتم عرضه حالياً على شاشة التلفزيون الأردني. ويهدف هذا البرنامج إلى تهيئة التلفزيون الأردني كواحد من المنابر الإعلامية الوطنية للشباب يطرحون فيها آراءهم فيما يدور حولهم ويتحاورون حول مشاكلهم والتحديات التي تواجههم بسقف مرتفع من الحرية المسؤولة والحوار الجاد والجريء.
ويشارك في البرنامج (3000) شاب وشابة يمثلون جميع الجامعات الأردنية. وحضر الاجتماع نائب رئيس مجلس أمناء الصندوق الدكتور باسم عوض ﷲ، والدكتور حازم الناصر والدكتور رجائي المعشر والدكتور فواز الزعبي والسيد صبيح المصري والسيدة سمر دودين.