جلالة الملك يدعو في مقابلة مع صحيفة "الشرق الاوسط "المسلمين سنة وشيعة الى تعظيم الجوامع ونبذ الخلافات

24 كانون الثاني 2007
عمان ، الأردن

دعا جلالة الملك عبدﷲ الثاني المسلمين سنة وشيعة إلى تعظيم الجوامع ونبذ الخلافات فيما بينهم وعدم فتح المجال لأي تدخل أجنبي في شؤونهم.

وأعرب جلالته في مقابلة مع صحيفة "الشرق الأوسط" الصادرة في لندن ونشرتها اليوم، عن أمله بأن تتعامل القوى الإقليمية المؤثرة في قضايا المنطقة من منطلق الحرص على أمنها وسلامتها وسلامة شعوبها وليس من منطلق المصالح الضيقة وبسط الهيمنة وتوسيع النفوذ.

وطالب جلالته قادة المنطقة العمل سويا لبلورة مواقف متسقة وموحدة للتصدي للخطر الطائفي، مثلما دعا علماء الدين وقادة الرأي والفكر إلى رفع صوتهم عاليا لمواجهة المد الطائفي والتحذير من خطورته على شعوب المنطقة.

كما دعا جلالته إلى إقامة علاقة متوازنة وإيجابية بين العراق وإيران، وبين الدول العربية وإيران، مؤكدا جلالته ضرورة أن تمتنع إيران عن السعي لزعزعة الاستقرار في فلسطين ولبنان والعراق وأي أجزاء أخرى في المنطقة.

وقال جلالة الملك، في المقابلة التي أجراها مع جلالته في عمان، رئيس تحرير الصحيفة الأستاذ طارق الحميد، أن قواعد اللعبة بعد حرب لبنان قد تغيرت، وعلى الجميع وفي مقدمتهم إسرائيل إدراك أنه ما لم نتوصل إلى حل للقضية الفلسطينية هذا العام فإن الجميع سيدفع الثمن.

وأوضح جلالته أننا لمسنا استعدادا والتزاما من الإدارة الأميركية للمضي قدما لتنفيذ رؤية حل الدولتين، وسمعنا منها طروحات تركز على قضايا الحل النهائي للقضية الفلسطينية مثل موضوعي القدس واللاجئين.

وردا على سؤال، حذر جلالته من وجود مخاوف حقيقية تجاه تقسيم العراق إلى دويلات ضعيفة متطاحنة تتصارع على مصالح آنية ضيقة، سيكون الخاسر الأكبر فيها الشعب العراقي بجميع أطيافه ومكوناته.

وقال جلالته ردا على سؤال، أننا في الوقت الذي نعزز فيه علاقاتنا التاريخية مع إخوتنا العراقيين سواء داخل العراق، أو من خلال العراقيين الموجودين بيننا والذين يربو عددهم عن 700 ألف، فلن نسمح في المقابل أن يستخدم الأردن ساحة لإثارة أية مشاكل تجاه العراق.

وردا على سؤال حول سياسة المحاور، قال جلالته "أنا من المؤمنين بشكل قوي بأن يكون لدى العرب صوت واحد وموقف موحد، وان يكون هناك تفاهم عربي إزاء ما يجري حولنا، وأن تكون هناك مواقف عربية موحدة ومتوافقة تجاه مختلف التحديات التي تواجه شعوبنا في هذه المرحلة.

وحول العلاقة مع الحركة الإسلامية في الأردن، أكد جلالته أن دور هذه الحركة مرحب به ومقدّر طالما احترمت الدستور والأنظمة والقوانين، وطالما كانت أجندتها وطنية أولا ودائما. وقال جلالته "لن نتساهل مع أي جهة توجهاتها خارجية أو لها أجندة غير الأجندة الأردنية".

وشدد جلالته أن على جميع التنظيمات السياسية المنبثقة عن الديمقراطية أن تحترم الديمقراطية في كل الأزمان والأوقات، وأن لا تستخدم الديمقراطية لمرة واحدة فقط أي للوصول إلى الأهداف التي تسعى إليها ثم تنقلب على الديمقراطية، الذي نعتبره أمرا غير مقبول إطلاقا.