جلالة الملك يدعو الى عقد مؤتمر لندن بشكل دوري

عمان
24 شباط/فبراير 2005

دعا جلالة الملك عبدالله الثاني الى ضرورة عقد مؤتمر لندن بشكل دوري لضمان استمرار المجتمع الدولي بتقديم المساعدة والدعم لجهود السلطة الوطنية الفلسطينية الهادفة الى بناء المؤسسات الديمقراطية القادرة على تحقيق السلام والامن والتنمية.



وقال جلالته خلال المباحثات التي اجراها اليوم مع رئيس الوزراء البريطاني توني بلير في مقر الحكومة البريطانية في "داوننغ ستريت" ان مؤتمر لندن يشكل مبادرة جادة لحشد الدعم العالمي للقيادة الفلسطينية ومساعدتها على بناء بنية تحتية سياسية وامنية فاعلة وتوفير الدعم الاقتصادي لتحقيق المستقبل الحافل بالنمو والفرص للفلسطينيين.



واكد جلالته ان موقف الاردن الداعم لمؤتمر لندن يرتكز على ضرورة ان يكون الانسحاب الاسرائيلي من غزة جزءا من خارطة الطريق ومقدمة لانسحاب اسرائيلي كامل من الاراضي الفلسطينية وضمانات تنفيذ مبادرة السلام العربية التي تؤدي الى تسوية شاملة وتتناول المسارين السوري واللبناني بالاضافة الى توفير المعونات المالية للاشقاء الفلسطينيين وتمكينهم من بناء مؤسساتهم المختلفة.



وشدد جلالته خلال المباحثات التي حضرها رئيس الوزراء فيصل الفايز ومستشار جلالة الملك لشؤون الامن مدير المخابرات العامة مقرر مجلس امن الدولة الفريق اول الركن سعد خير ووزير البلاط الملكي الهاشمي سمير الرفاعي ووزير الخارجية الدكتور هاني الملقي على ضرورة التزام الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي بقرارات مؤتمر شرم الشيخ وتنفيذ تعهداتهما التي من شأنها ان تسهم في بناء الثقة المتبادلة.



واكد جلالته على ضرورة قيام اسرائيل بالعمل على اخلاء المستوطنات وفتح المعابر وازالة الحواجز واطلاق سراح الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين.



كما اكد جلالته ان النجاح الذي حققته الانتخابات الفلسطينية وتشكيل الحكومة الفلسطينية يكتسب اهمية بارزة في هذه المرحلة للانخراط مجددا وبقوة في المفاوضات واستئناف العملية السلمية التي ستفضي الى قيام الدولة الفلسطينية القابلة للحياة وفقا لما نصت عليه خارطة الطريق.



كما دعا جلالته الاسرة الدولية الى تحمل مسؤولياتها بالسرعة الممكنة للاسهام في اعادة اعمار العراق ومساندة الشعب العراقي وتمكينه من بناء المستقبل الذي يوفر الحرية والعيش الكريم والامن لكل ابنائه.



وقال جلالته ان الاردن عازم على مواصلة برامجه الهادفة الى تحقيق الاصلاح وتعزيز مسيرة التنمية الشاملة وصولا الى بناء الاردن الحديث والنموذج مؤكدا جلالته ان في مقدمة اولوياتنا تحقيق نقلة نوعية في مستوى معيشة الاردنيات والاردنيين وتأمين المستقل الافضل لهم.



كما اكد جلالته ان رسالة عمان تشكل مبادرة لاعادة صوت الاسلام المعتدل ولجعل الاغلبية الصامتة تتحدث باسم الاسلام الحقيقي وتبرز صورته المشرقة ومبادئه السمحة في الوسطية والتسامح والدعوة لبناء جسور التفاهم والحوار مع الشعوب في دول العالم بأسره.



وتناولت المباحثات العلاقات الاردنية البريطانية حيث تم استعراض عدد من الموضوعات وفي مقدمتها تمتين علاقات التعاون الثنائي بين البلدين في جميع الميادين.



وفي هذا السياق ثمن رئيس الوزراء البريطاني توني بلير الجهود التي يبذلها جلالة الملك عبد الله الثاني مع مختلف الاطراف للوصول الى تحقيق السلام الشامل في منطقة الشرق الاوسط.



كما اكد ان بريطانيا تتطلع دوما الى تعزيز وتطوير علاقاتها مع الاردن مشيرا الى ان البرامج الاصلاحية والتنموية التي يجري تنفيذها تعد انموذجا متميزا في المنطقة.



وفي مقابلة تلفزيونية اجرتها مع جلالته القناة الثانية في التلفزيون الفرنسي وبثتها مساء امس قال جلالة الملك عبدالله الثاني اننا في الاردن ندعو الجميع دائما الى احترام القانون الدولي واننا نأمل ان تحترم سوريا قرار الامم المتحدة رقم 1559 وان مستقبل لبنان يجب ان يكون بايدي اللبنانين انفسهم.



وفي معرض رد جلالته على سؤال حول قمة شرم الشيخ اكد جلالة الملك ان المطلوب حاليا هو ترجمة الايجابية التي شهدتها قمة شرم الشيخ حتى تكون القمة قد حققت تقدما.



واشاد جلالته بالدور الحيوي والمهم الذي تقوم به فرنسا لدفع عملية السلام في المنطقة مشيرا جلالته الى انه تاريخيا كانت فرنسا منخرطة بقوة في عملية السلام وكانت دوما وسيطا صادقا وان الرئيس شيراك يعي جيدا المشاكل التي نواجهها في الشرق الاوسط.