جلالة الملك يدعو الى تعزيز دور السلطة الفلسطينية ودعم جهودها في توفير الامن للشعب الفلسطيني

عمان
09 أيلول/سبتمبر 2005

دعا جلالة الملك عبدالله الثاني الى تعزيز دور السلطة الوطنية الفلسطينية ودعم جهودها في توفير الامن للشعب الفلسطيني.



واعتبر جلالته في مقابلة مع القناة الاولى في التلفزيون الاسرائيلي السلطة الفلسطينية شريكا حقيقيا لصنع السلام مع اسرائيل وقال "المطلوب منا جميعا سواء الاردن ام اسرائيل او المجتمع الدولي تعزيز دور هذه السلطة لانه سيكون هناك متطرفون من كلا الجانبين يسعون لعرقلة المسيرة السلمية."



ولفت جلالته الى ان قضية احلال الامن بعد الانسحاب الاسرائيلي من غزة ليست بتلك البساطة والسهولة "والمطلوب ان نعمل سوية مع السلطة الوطنية الفلسطينية كي يكون بامكانها اخذ دور مركزي وان تتمكن من الاستمرار في تقديم الخدمات للناس وان تحظى بثقتهم, مشيرا جلالته الى ان الناس سيدعمون من يعدهم بمستقبل مشرق وليس من يعدهم بمستقبل مظلم."



وحذر جلالته في سياق المقابلة التي بثها التلفزيون الاسرائيلي مساء اليوم الجمعة من ان هناك من يرغب على الدوام بزعزعة السلطة الفلسطينية وقال "انني اعرف العديد من التهديدات التي يواجهونها ولذلك علينا تعزيز الاجهزة الامنية الفلسطينية".. وزاد جلالته "ان الحاجة الى توحيدها وهو امر يسعى الاردن ومصر مع السلطة الفلسطينية والمجتمع الدولي لتحقيقة".



ووصف جلالته الانسحاب الاسرائيلي من غزة بانه خطوة شجاعة منحت الامل مجددا بامكانية التوصل الى سلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين، معربا جلالته عن امله في ان تفتح هذه الخطوة صفحة جديدة تتيح لنا المضي قدما الى الامام. وقال جلالته "ان العملية السلمية في نهاية المطاف هي ماذا يمكن ان نقدمه لاطفالنا، فكم من الامهات سواء كن فلسطينيات او اسرائيليات او عرب عانين جراء هذا الصراع والجميع يرغب بصياغة حياة امنه ومستقبل مشرق للشعوب في منطقتنا".



وردا على سؤال حول ارسال قوات بدر الى الاراضي الفلسطينية قال جلالته "لقد عرضنا ارسال هذه القوات المدربة في الاردن في محاولة لمساعدة الفلسطينيين وايجاد بيئة امنه للشعب الفلسطيني"، ولكن هذا الامر "لم يلق استحسانا وقد اكتشفت حقيقة ان البعض في المعسكر الفلسطيني لم يكن متحمسا لذلك".. موضحا جلالته "ان هذا الامر لم يزعجنا اطلاقا ، فنحن مستمرون في تدريب قوات الامن الفلسطينية ونحاول رفع سوية وقدرة الخدمات المدنية الفلسطينية".



وردا على سؤال حول الخشية من ان تتحول غزة الى ملاذ امن للارهاب قال جلالته "الحقيقة انني قلق حيال امكانية اتخاذ اسرائيل اجراءات بنفسها، فهذا الامر ليس في صالح الفلسطينيين ولا في صالح اي احد استمرار الفوضى وعدم الانضباط" مضيفا جلالته "ان الغالبية في غزة سيرون ان هناك فرصة لحياة افضل، لكن المسؤولية تقع على عاتق اسرائيل والدول العربية لجعل الحياة في غزة اليوم افضل مما كانت عليه بالامس ولكي يدرك الناس بان السلام يعود عليهم بالفائدة".



وفي معرض اجابته على سؤال حول معارضة اسرائيل مشاركة حماس في المجلس التشريعي الفلسطيني قال جلالته /انه بالعودة للتاريخ هناك العديد من المجموعات التي كانت تحمل السلاح وانتقلت للعمل السياسي/. واضاف /اعتقد انه اذا ما اريد المضي قدما فانه سيأتي يوم عليك فيه الانضواء تحت المظلة السياسية ,فهذا شأن سياسي فلسطيني داخلي/.. ومضى جلالته الى القول /ان الصراع المسلح لم يحقق امرا ايجابيا، فقد خسرنا سنوات كثيرة من الفوضى/. وردا على سؤال حول الخطورة من مشاركة حماس طالما انها لا تعترف باسرائيل وترفض نزع سلاحها قال جلالته /اذا نظرنا الى الطريقة التي عمل بها الجيش الجمهوري الايرلندي / الشين فين/ فقد تحركوا بهذا الاتجاه.. وعلى سبيل المثال حزب الله يمثل عنصرا اساسيا في الحياة السياسية اللبنانية ..لذا اعتقد انه في نهاية المطاف ستسير الامور في هذا الاتجاه/. وقال جلالته ردا على سؤال حول العملية الارهابية التي حدثت في العقبة الشهر الماضي وهل هناك من امكانية ان تحدث في اماكن اخرى/ ان معظم الدول تواجه تحدي العناصر المتطرفة التي ترغب باشاعة الفوضى وقتل الابرياء ,معربا جلالته عن اسفه لان معظم ضحايا الارهاب هم من المسلمين/. وقال جلالته/ اننا في الاردن وكأي دولة اخرى هناك من يعمل على زعزعة استقرار البلاد ..ولكن لدينا سجل جيد في القدرة على مواجهة الارهاب واننا قادرون جدا على حماية الاردن والحفاظ على امنه واستقراره/. واكد جلالته ان الامر الاساسي هو ان يعمل المجتمع الدولي للتصدي لاؤلئك المتطرفين /الذين للاسف يرتكبون اعمالهم الارهابية باسم الاسلام وهو الدين الذي يدعو الى التسامح وقبول الاخر وعمل الخير للبشرية/. وحول التقارير التي اشارت الى امكانية زيارته الى اسرائيل قال جلالته /انه في اي وقت اجد فيه نفسي قادرا على مساعدة الفلسطينيين والاسرائيليين على احراز تقدم فانني بالتأكيد سأكون مهتما بزيارة الجانبين". وقال امامنا الان فرصة لاحراز تقدم على صعيد العلاقة بين الفلسطينيين والاسرائيليين اذا ما تمكنا من اعادة خارطة الطريق الى مسارها مجددا.



وفيما اذا كان هناك تنسيق بين الاردن واسرائيل قال جلالته "ان لدينا مشاريع ثلاثية مشتركة هامة مثل مشروع قناة البحر الميت- البحر الاحمر الذي يستفيد منه الاردنيون والفلسطينيون والاسرائيليون وامل ان يتم تنفيذ هذا المشروع في اقرب وقت."