الزاوية الإعلامية
استهل جلالة الملك عبدﷲ الثاني زيارته الرسمية الى المانيا مساء اليوم بالتركيز على الجانب الاقتصادي للعلاقات بين الاردن والمانيا.
ففي مدينة بريمن كان جلالته ضيف شرف على المُلتقى الألماني السابع للتجارة الخارجية الذي تنظمه وزارة الاقتصاد والتكنولوجيا الاتحادية الالمانية واتحاد التجارة الخارجية الالمانية واتحاد الصناعات الالمانية ورابطة غرف الصناعة والتجارة الالمانية ومجلس اعيان مدينة بريمن.
ويعتبر هذا الملتقى حدثا مهما للشركات الالمانية التي لها علاقة بالتجارة الخارجية وتعمل كمنبر للتواصل بين رجال السياسة والاقتصاد والضيوف العالميين، حيث يعتبر جلالته اول ضيف سياسي من هذا المستوى تتم استضافته.
وأكد جلالته في الخطاب الذي القاه في الملتقى .. أهمية مواجهة التحديات الاقتصادية التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، خاصة وان النزاعات الإقليمية عملت على تأخير واعاقة عملية التنمية والتطوير فيها.
ونبه جلالته في كلمته الى ان المستويات غير المقبولة من البطالة تزيد من الشعور بالإحباط خاصة لدى جيل الشباب الذين يتوقعون الحصول على فرص لبناء مستقبل أفضل.
ودعا جلالة الملك عبدﷲ الثاني إلى إيجاد آليات جديدة للشراكات بين القطاعين العام والخاص والمساعدة في تطوير الإمكانات الهائلة بهدف زيادة حجم التجارة والاستثمار بين الشرق الأوسط وأوروبا .. مؤكدا جلالته أهمية دور القطاع الخاص في تحقيق التنمية من جميع جوانبها ودعم عمليات التقدم وفتح نوافذ الأمل.
وأوضح جلالته للمجتمعين .. طبيعة مجموعة الدول الإحدى عشرة التي قام جلالته على تأسيسها والأهداف المرجوة من قيامها .. معتبرا أن الحفاظ على المكاسب هدف رئيسي من أهداف دول المجموعة التي تنتمي الى شريحة الدخل المتدنّي في فئة الدول متوسطة الدخل والتي وصلت الى هذا المستوى نتيجة لالتزامها بالإصلاح والتنمية.
وأبلغ جلالته رجال الاعمال الالمان ان الاردن حقق نتائج ملموسة على الصعيد الاقتصادي ويعمل على تحقيق التقدّم والثبات عند مستويات أعلى من الدَخْل .. معربا عن اعتقاده بأن هذا النجاح سيرسل إشارات هامة إلى جميع الدول النامية مفادها أن الالتزام بالإصلاح والتعاون العالمي هو الاتجاه الصحيح الذي يجب سلوكه.
ودعا جلالته إلى تعاون وثيق بين دول مجموعتي الإحدى عشرة والصناعية الثمانية بما يلبي المصالح المشتركة لجانبين مثل إمكانية الوصول إلى الأسواق وإقامة الشراكات التنموية والاستثمارية، خاصة وان ألمانيا بصفتها الرئيس الدوري لمجموعة الدول الثماني ترحب بهذا الحوار.
وقال جلالته .. لقد كان لنا وما زال صوت قوي في داخل المنطقة لا من أجل السلام فحسب، ولكن من أجل اليوم الذي يلي إحلال السلام أيضاً، وقد شجعنا قيام الشراكات بين القطاعين العام والخاص التي يمكن أن تخلق إطاراً اقتصادياً لإتاحة الفرص الجديدة وتحقيق التعاون الذي يتجاوز الحدود.
ولفت جلالته النظر الى اهمية تدفق التجارة والاستثمار بالنسبة للاقتصاديات الصاعدة - وخاصة تلك التي تسعى إلى تحقيق تقدُّم مُستدام .. لكن جلالته اوضح ان التحدّي الماثل أمامنا اليوم هو أن نتفهّم هذا الرابط، وأن نقوم معاً بانتهاز الفرص المُتاحة أمامنا.
واشار جلالته كذلك الى الفرص الاستثمارية الكبيرة التي توفرها اقتصاديات المنطقة ومن ضمنها الاقتصاد الاردني للشركات الاجنبية، التي تسير على طريق التحديث والنمو، قائلا .. ان الاردن يعتبر بوابة عبور إقليمية إلى 300 مليون إنسان هم سكان العالم العربي.
وعبر جلالته عن قناعته بان ممارسة الأعمال التجارية والاستثمارية في الأسواق الصاعدة يساعد على خلق توازن مضاد لتقلّبات السوق وتباطؤه في أماكن أخرى مما يسهم في إضفاء الحيوية والاستقرار على الاقتصاد العالمي.
من جانبه رحب عمدة بريمن يانز بيرنسن بجلالة الملك قائلا .. ان بريمن وكافة الاتحادات الالمانية المعنية بالتجارة الخارجية مضيفون لجلالته اليوم لان الاردن شريك مهم لالمانيا اقتصاديا وسياسيا حيث الاردن دولة تعمل من اجل السلام والاستقرار في العالم.
وشرح لجلالته المكانة التي تتمتع بها بريمن في الاقتصاد الالماني من حيث كونها مركزا للشحن والنقل البحري والمناولة والصناعات الفضائية.
اما وزير الاقتصاد والتكنولوجيا الاتحادي الالماني مايكل غلوس فقال .. ان جلالة الملك عبد ﷲ الثاني اعطى بخطابه وزنا مهما للمؤتمر.. مضيفا ان التعاون الاقتصادي جزء من تأمين السلام وان المانيا مدركة للدور القيادي الذي يقوم به جلالته لتحقيق السلام .. منوها بان تأسيس جلالته لمجموعة الدول الاحدى عشرة دليل على القدرات القيادية لجلالته وعلى التزامه بتحقيق الاستقرار والسلام في العالم.
واشار غلوس الى اتفاقية تشجيع الاستثمار التي وقعتها الحكومتان الاردنية والالمانية على هامش زيارة جلالته قائلا .. ان هذا التوقيع يعني ان الاستثمارات في البلدين تتمتع بحماية قانونية على اعلى المستويات.