جلالة الملك يختتم جولتة الآسيوية

عمان
03 آب/أغسطس 2004

اختتم جلالة الملك عبد الله الثاني اليوم جولته الآسيوية التي شملت كوريا الجنوبية والصين وهونج كونج ومملكة تايلاند.



واجرى جلالته ورئيس وزراء تايلاند تاكسين شينا واتر في بانكوك اليوم مباحثات تناولت آليات توثيق التعاون الثنائي بين البلدين في ميادين الاستثمار والتجارة والتبادل الثقافي والسياحي.



واتفق جلالته ورئيس الوزراء التايلاندي على قيام البلدين بأتخاذ خطوات عملية ملموسة لتوطيد العلاقات على جميع الصعد ومن ابرزها انشاء لجنة اردنية تايلاندية مشتركة يترأسها وزيرا خارجية البلدين لبحث وتوثيق التعاون الثنائي ولكي تكون مظلة للقطاعات المختلفة للتعاون فيما بينها حيث سيكون القطاع الخاص ممثلا بشكل رئيس في هذه اللجنة.



وسيتم عقد اللقاء الاول للجنة المشتركة في المستقبل القريب كما سيتم تبادل زيارات لوفود من البلدين للاطلاع على فرص ومجالات التعاون الثنائي.



واستعرض جلالته ورئيس الوزراء التايلاندي المجالات التي يمكن للقطاع الخاص في البلدين الاستفادة منها لاقامة استثمارات مشتركة مشيدا جلالته بمستوى التعاون بين الاردن وتايلاند التي شهد ت تطورا مضطردا خلال السنوات الماضية اذ بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين 65 مليون دولار في عام 2003 مقارنة بحوالي 48 مليون في عام 2002 وعبر جلالته عن تطلع الاردن للاستفادة من تجربة تايلاند في تنمية المجتمعات المحلية التي مكنتها من الاعتماد على ذاتها والمشاركة بشكل فاعل في تنمية الاقتصاد الوطني.



وتم خلال اللقاء الذي حضرة سمو الامير هاشم بن الحسين والمستشار الاعلامي لجلالة الملك علي الفزاع ووزير التخطيط والتعاون الدولي الدكتور باسم عوض الله والسفير الاردني المعتمد لدى مملكة تايلاند نبيل التلهوني مناقشة التطورات في الشرق الاوسط حيث اطلع جلالته رئيس الوزراء التايلاندي على الجهود التي يقوم بها الاردن بالتعاون مع المجتمع الدولي من اجل ارساء الاستقرار في الشرق الاوسط لا سيما المساعي التي يبذلها جلالته لاعادة تحريك عملية السلام والاسراع في اعادة بناء العراق ودعم الامن والاستقرار فيه.



واشاد رئيس الوزراء التايلاندي بالدور الذي يقوم به جلالة الملك عبدالله الثاني من اجل تحقيق السلام والامن في المنطقة.



واعرب عن اعجابه بالنهج الذي يقوده جلالة الملك سواء لجهة توفير مناخ الامن والاستقرار والسلام لشعوب الشرق الاوسط او لجهة جعل الاردن نموذجا في التنمية والاصلاح والانفتاح.



وقال ان زيارة جلالة الملك عبداللة الثاني الى تايلاند جاءت في وقت مناسب نحن احوج فيه الى بلد مثل الاردن ننظر اليه كشريك استراتيجي لنا مع المنطقه وبحضور جلالة الملك ورئيس وزراء تايلند تاسكين شينا واترا جرى التوقيع على اتفاقية تعاون بين حكومتي البلدين وقعها نيابة عن الحكومة الاردنية وزير التخطيط والتعاون الدولي الدكتور باسم عوض الله وعن حكومة مملكة تايلاند وزير الشؤون الخارجية سوراكيات ساهيراثاي.



وبين وزير التخطيط والتعاون الدولي ان هذة الاتفاقية تهدف الى تعزيز التعاون في مجالات السياحة والصناعة والتجارة والزراعة بالاضافة الى الرياضة والشباب.



وقال عوض في تصريح لوكالة الانباء الاردنية ان الاتفاقية تتيح في المجال الثقافي تشجيع التعاون في اقامة المعارض والنشاطات الثقافية واما في المجال السياحي فستعزز الاتفاقية التعاون في الترويج والتسويق السياحي وتبادل الخبرات في مجالات ادارة الفنادق.



واشار الدكتور عوض الله الى ان الاتفاقية ترمي الى تشجيع وتطوير التعاون التجاري والصناعي والزراعي من خلال تطوير آليات تعزيز التعاون في مجالات تسويق وتغليف المنتجات الزراعية وتكنولوجيا تصنيع الغذاء والصناعة السمكية
والاعشاب الطبية.



وكان جرى لجلالة الملك عبد الله الثاني لدى وصولة مقر رئاسة الوزراء التايلاندية استقبال رسمي فقد استعرض جلالته حرس الشرف الذي اصطف لتحيتة فيما عزفت الموسيقى السلاميين الملكي الاردني والوطني التايلاندي.



وفي اطار سعي جلالته لترويج الاردن اقتصاديا واطلاع المستثمرين الاسيويين على الفرص التي يوفرها الاقتصاد الاردني التقى جلالته في بانكوك اليوم عددا من مديري كبرى الشركات التايلاندية وممثلي القطاع الخاص في تايلاند.



واستعرض جلالته التطور الذي حققة الاردن خلال السنوات الماضية مشيرا الى ان الاردن انتهج مبدأ الاصلاحات الاقتصادية التي مكنته من الانفتاح على الاقتصاد العالمي وتحقيق معدلات نمو اقتصادية.



وقال جلالته انه برغم شح موارد الاردن الطبيعة الا ان لدينا موارد بشرية مؤهلة جعلت من الخريجين الاردنيين الافضل على مستوى المنطقة ونوه جلالته الى ان سياسة الاصلاح والانفتاح على الاقتصاد العالمي والمصداقية الدولية التي يتمتع بها الاردن مكنته من توقيع اتفاقيات تجارة حرة مع الولايات المتحدة واوروبا ومعظم الدول العربية.



ودعا جلالة الملك الشركات التايلاندية الى الاستفادة من هذة الاتفاقيات عبر اقامة مشروعات استثمارية في المناطق الصناعية المؤهلة التي تصدر معظم منتجاتها للسوق الامريكي كما دعا جلالته المستثمرين التايلانديين الى الاستفادة من موقع الاردن الفريد بالنسبة للعراق حيث يعد الاردن بوابة العالم نحو هذا البلد.



وكان جلالة الملك قد التقى خلال جولته الشرق اسيوية التي اختتمها اليوم الرئيس الصيني والرئيس الكوري والحاكم العام لمنطقة هونج كونج الادارية.



واستعرض جلالته مع قادة هذه الدول الاوضاع السياسية في المنطقة خاصة على الساحتين الفلسطينية والعراقية والسبل الكفيلة لاعادة الاستقرار للمنطقة وشعوبها ضمن قرارات الشرعية الدولية.



واكد جلالته خلال تلك اللقاءات حرص الاردن على تطوير علاقاته الاقتصادية مع اسيا بشكل عام ودول شرق اسيا بشكل خاص مستشهدا جلالته بالاستثمارات الشرق اسيوية التي نجحت في الاردن لاسيما الصينية منها.



وابدى جلالة الملك استعداد الاردن لتقديم كل الدعم لشركات هذه الدول التي لديها رغبة المشاركة في مشروعات اعادة اعمار العراق وان تتخذ الاردن منطلقا لها للعمل في جميع دول الاقليم.



وخلال الزيارة الملكية الى كوريا وقعت الحكومة الاردنية اتفاقية منحة مع الحكومة الكورية تقدم بموجبها مبلغ 5 ملايين دولار للانفاق على عدد من المشروعات التنموية التي تنعكس مباشرة على حياة المواطن اضافة الى التوقيع على اتفاقية قرض بقيمة 24 مليون دولار بشروط ميسرة تتضمن فترة سماح لمدة 10 سنوات وفترة سداد لمدة 30 عاما.



كما وقعت الحكومة الاردنية بحضور جلالة الملك والزعيم الصيني اتفاقية منحة تقدم بموجبها الحكومة الصينية للاردن منحة بقيمة 2ر7 مليون دولار ستستخدم للمساهمه في تمويل خطة الحكومة التنموية للعامين المقبلين.



كما تم توقيع اتفاقية قرض بقيمة 24 مليون دولار لمدة 20 عاما وفترة سماح لمدة خمس سنوات لتمويل مشروعات تنوي الحكومة تنفيذها خلال الاعوام المقبلة.



وفي هونغ كونغ اثنى جلالة الملك على تجربة الحكومة في جذب الاستثمارات الاجنبية متطلعا جلالته الى الاستفادة من هذه التجارب خاصة في مجال النقل البحري حيث يعد ميناؤها من اكثر الموانئ نشاطا في العالم.