جلالة الملك يحمل بشائر الخير لقرية الملاحة ويأمر بتحسين واقعها جذريا

30 حزيران 2008
عمان ، الأردن

أفاق أبناء بلدة الملاحة في لواء دير علا اليوم على بشائر الخير بوعد ملكي بأن تشهد منطقتهم تحسنا نوعيا في الخدمات الصحية والتعليمية والتنموية لتبدد معاناتهم جراء الظروف الاقتصادية الصعبة التي يواجهونها وتدني الدخول وتفشي البطالة بينهم.

باكورة البشائر كانت توجيه جلالة الملك عبدﷲ الثاني خلال زيارته لقرية الملاحة ـ التي أخذت اسمها من ملوحة أرضها ـ ببناء مساكن بديلة للمنازل المتهالكة التي تأوي أسرا معوزة عانت طيلة السنوات الماضية من ضنك العيش وصعوبة الحياة.

وأكد جلالة الملك خلال لقائه عددا من أبناء الملاحة والطوال الجنوبي والشمالي أن المشاكل التي تواجه المنطقة هي محط اهتمامه ورعايته..وقال جلالته:أنا سعيد بأن أكون بين أهلي وإخواني في الغور.

ويبلغ عدد سكان الطوال الشمالي والجنوبي 11874 نسمة منهم حوالي 2341 نسمة في منطقة الملاحة وهي تتبع إداريا للواء دير علا في محافظة البلقاء.

وأكد جلالته أن المنطقة ستدرج ضمن المخطط الشمولي للأغوار لتحسين نوعية الخدمات المقدمة فيها لحل المشاكل القائمة جذريا.

وقال جلالته: زرت ديرعلا أكثر من مرة وتبين لنا أن تطوير مركز هنا أو مدرسة هناك يشكل فائدة كبيرة لكننا نريد أن نضع خطة شاملة تحل مشاكل المنطقة وتؤسس للمستقبل.

ودعا جلالته مختلف القطاعات وشباب المنطقة لوضع مقترحات وحلول تسهم في معالجة مشاكل الفقر والبطالة وتوفر فرص عمل ملائمة لأبناء المنطقة وتحفزهم على العمل خاصة في مجال الزراعة.

وخلال استماعه لعدد من مطالب أبناء المنطقة أكد جلالته انه سيجتمع والحكومة مع عدد منهم خلال الأسابيع المقبلة لتحديد الأولويات التي تواجه المنطقة وبرمجتها ضمن خطة زمنية محددة.

وأعلن رئيس الوزراء نادر الذهبي خلال اللقاء انه واستجابة لتوجيهات جلالة الملك خصصت الحكومة30 دونما من أراضي سلطة وادي الأردن لبناء مساكن للمواطنين في المنطقة.

وبين أن الحكومة بدأت بإعداد قوائم إعفاء صغار المزارعين من فوائد القروض منذ اليوم تنفيذا للأمر الملكي مثلما تدرس حاليا امكانية شمول الجمعيات المعنية بالقطاع الزراعيى بهذه المبادرة نظرا لدورها المهم بالنهوض في القطاع الزراعي.

وفيما يتصل بالوضع الزراعي قال الذهبي ان لدى الحكومة برنامج تشجيع زراعة القمح حيث ستعمل على تخصيص الأراضي لمن يرغب مثلما ستشتري المحاصيل بأعلى من الأسعار العالمية.

الزيارة الملكية بدأت من بيت المسنة حمدة العلاقمة التي تحدثت لجلالة الملك عن ظروفها الصعبة لتسمع من جلالة الملك ما أثلج صدرها ورد إلى محياها ابتسامة غابت عنها منذ زمن بعيد فخلال أشهر قريبة ستنعم ببيت العمر هدية جلالته لها وللعديد من جيرانها.

وتعيش حمدة مع ابنتها فضة في غرفة سقفها من الخيزران لا تقيهما برودة الشتاء وحرارة الصيف وما يزيد من معاناتها ضيق ذات اليد ومحدودية الدخل حيث تعمل ابنتها فضة في الحقول المجاورة مقابل 3 دنانير يوميا.

والى جانب هذه الأسرة هناك اسر أخرى في القرية تهالكت بيوتها جراء الملوحة المرتفعة بيد ان المعاناة الكبرى للمواطن علي مشاهرة الذي يعيش وأسرته في بيت صفيح غلفه بالبلاستيك المستخدم في الزراعة المحمية ليقيه من حرارة الشمس.

لكن معاناته المريرة تبددت عندما دخل جلالة الملك بيته وأكد له انه بعد اشهر سينتقل وأفراد أسرته الـ 8 إلى بيت جديد..والبشارة ذاتها زفت إلى الحاجة ام زاهي زوجة احمد سعيد الذي نقل أمس لتقلي العلاج بأمر من جلالة الملك في مدينة الحسين الطبية.

وكان أبناء المنطقة تحدثوا خلال اللقاء الذي حضره رئيس الديوان الملكي الهاشمي الدكتور باسم عوض ﷲ ومستشار جلالة الملك لشؤون العشائر الشريف فواز زبن عبدﷲ ورئيس لجنة تنفيذ المبادرات الملكية المستشار في الديوان الملكي يوسف العيسوي عن ابرز احتياجات اللواء لتخطي المشاكل التي تواجههم.

وأشاروا الى ضرورة توسعة شريحة المستفيدين من صندوق المعونة الوطنية وصيانة بعض البيوت المعرضة للخطر نتيجة التصدع خاصة تلك الآيلة للسقوط وبناء مدرسة ثانوية في الطوال الجنوبي بدلا من المدرسة الحالية وأخرى في منطقة الملاحة وإجراء صيانة شاملة لجميع المدارس الحالية وبناء مرافق صحية جديدة وأسوار.

وعلى مستوى الصحة أشاورا الى ضرورة تحويل مركز صحي الطوال الجنوبي إلى مركز صحي شامل وتزويده بالأجهزة والمعدات الطبية اللازمة وعيادة طب ألاسنان وتجهيزات طبية أخرى اضافة الى شمول الأسر بخدمات التأمين الصحي وتوفير العلاج المناسب لذوي الإعاقات والأمراض المزمنة.

وفيما يتصل بالزراعة أكدوا ضرورة دعم المزارعين لتطوير مشاريع زراعية مثل النخيل وزراعة الأعلاف (كونها فقط تصلح للزراعة في الأراضي التي يوجد بها ملوحة) وتشجيع زراعة القمح في جميع مناطق دير علا.

وطالبوا بتخصيص قطعة ارض ليتم استثمارها من قبل نادي الطوال الجنوبي وانشاء محطة معرفة في المنطقة وإنشاء صالة رياضية متعددة الأغراض.

وعرض أمام جلالة الملك فيلم أعده فريق عمل هيئة شباب كلنا الأردن في لواء دير علا عن المنطقة ابرز جملة من المشاكل والمعيقات التي تواجه المنقطة ومقترحات محددة لحلها.

وخلصت نتائج الدراسة التي أعدها فريق عمل هيئة شباب كلنا الأردن في لواء دير علا الى ارتفاع نسبة الفقر في منطقة الملاحة بسبب محدودية الدخل البالغ بالمتوسط 183 دينارا شهرياً فيما تشهد المنطقة ارتفاعا في معدلات البطالة وصلت الى 27.5 بالمائة ووجود شريحة كبيرة من الأسر غير مشمولة بالمعونة الوطنية.

وأشارت الدراسة الى إن عددا كبيرا من مساكن المنطقة آيلة للسقوط وبحاجة لصيانة وان 28 أسرة تسكن في براكيات اضافة الى تدنى مستوى خدمات المياه والكهرباء فيها.

وبين التقرير أن معظم المدارس غير ملائمة وتشهد نقصا في التجهيزات والوسائل التعليمية مشيرا الى وجود49 أسرة غير مؤمنة صحيا اضافة الى وجود مواطنين مصابون بإعاقات متعددة.

وكان محافظ البلقاء سامح المجالي أكد في كلمة ترحيبة خلال اللقاء على ان زيارة جلالة الملك للمنطقة والتي هي الثالثة خلال عامين والسابعة لمحافظة البلقاء تشير الى مدى قرب جلالة الملك وحرصه على متابعة شؤون أبناء شعبه ومعالجة مشاكلهم عن قرب.