جلالة الملك يحذر من أي محاولات لإيجاد قيادة بديلة للرئيس عرفات

عمان
14 نيسان/أبريل 2002

حذر جلالة الملك عبدالله الثاني من أي محاولات لإيجاد قيادة بديلة للرئيس الفلسطيني ياسر عرفات أو تهميشها، مؤكدا أن مثل هذه المحاولات مؤامرة على الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة. وقال جلالته في مقابلة مع مراسل مركز تلفزيون الشرق الأوسط الزميل سعد السيلاوي.. إننا في الأردن لا نعترف بأي قيادة للشعب الفلسطيني بديلة للقيادة الشرعية المنتخبة وعلى رأسها الأخ ياسر عرفات وسنقف بكل إمكانياتنا إلى جانبه.

وأكد جلالته أن الأردن بكافة مؤسساته الرسمية والشعبية وبكل إمكانياته يقف إلى جانب الأشقاء الفلسطينيين وإلى جانب صمودهم العظيم ونضالهم المشرف من اجل تحرير أرضهم وإقامة دولتهم المستقلة على ترابهم الوطني وعاصمتها القدس الشريف.

وأشار جلالته إلى أننا بادرنا في الأردن.. أنا شخصيا وحكومتي ومنذ بداية الهجوم الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني واحتلال المدن الفلسطينية من جديد بالاتصال مع الولايات المتحدة وبالدول الأوروبية وبالعالم العربي، واستخدمنا كل علاقتنا مع العالم من اجل وقف الهجوم الإسرائيلي، ووضع حد لمعاناة أهلنا وإخواننا الفلسطينيين تحت الاحتلال والقتل والحصار. وأضاف جلالته.. إن الشعب الأردني عبر عن دعمه ومساندته للاخوة الفلسطينيين من خلال التبرع بالدم وتقديم المواد الطبية والغذائية، وكذلك من خلال المسيرات وغيرها، موضحا جلالته أن هذا هو واجبنا، وسنبقى كما كنا منذ البداية إلى جانب إخواننا الفلسطينيين وإلى جانب قيادتهم الشرعية المنتخبة.

وردا على سؤال حول إذا ما كانت إسرائيل تفكر بطرد وتهجير الفلسطينيين إلى الأردن قال جلالته.. إنني متأكد أن صمود الشعب الفلسطيني وقيادته الشرعية على أرضهم اكبر وأقوى من أي مؤامرة أو محاولة لطردهم من أرضهم ..مشددا جلالته على أننا في الأردن سنقف بكل قوة في وجه أي محاولة لطرد أي فلسطيني من وطنه تحت أي ظرف من الظروف، فهذا موقف أردني ثابت فيه مصلحة للفلسطينيين، كما أن فيه مصلحة للأردن.

وأكد جلالته أن الأردن هو النافذة الوحيدة لأهلنا وإخواننا الفلسطينيين تحت الاحتلال، مشيرا إلى أن إغلاق السفارة الإسرائيلية أو طرد السفير حسبما تدعو له بعض الجهات سيدعو الطرف الآخر لإغلاق الجسور وهذا يعني أننا لن نتمكن من إدخال أي مساعدات أو أي تبرعات أو دعم مادي لأهلنا وإخواننا تحت الاحتلال والحصار، وبالتالي زيادة المعاناة وتشديد الحصار عليهم.. معتبرا جلالته أن طرد السفير أو إغلاق السفارة له آثاره السلبية على أهلنا في فلسطين اكثر من آثاره السلبية على إسرائيل.

وفي رد على سؤال حول المسيرات التي شهدها الأردن مؤخرا أشار جلالته إلى انه خلال الأسبوعين الماضيين شهد الأردن مئات المسيرات المرخصة في كل المدن والمخيمات، لكن عددا قليلا جدا من هذه المظاهرات خرجت بدون موافقة من الحكومة، وحدث خلالها اعتداء على رجال الأمن وتخريب الممتلكات العامة والخاصة.

ولفت جلالته في هذا السياق إلى المسيرات التي شارك فيها وزراء ومسؤولون كبار في الحكومة بالإضافة إلى المسيرة التي شاركت فيها جلالة الملكة رانيا العبدالله وعدد من الأميرات.

وأكد جلالته إلى أننا مع حرية الناس في التعبير عن دعمهم ومساندتهم لإخواننا تحت الاحتلال والحصار سواء بالمسيرات أو غيرها. لكن عندما تصبح المسيرة وسيلة للتخريب أو الاعتداء على رجال الأمن، أو إثارة الفتنة بين أبناء الأسرة الواحدة، سيكون من واجبنا وضع حد لكل مظاهر الفوضى والعبث بأمن المواطنين وممتلكاتهم. مشددا على أن أمن الوطن واستقراره ووحدتنا الوطنية بالنسبة لنا خط احمر، ولن نسمح لأي كان أن يعبث بأمننا أو وحدتنا الوطنية بأي شكل من الأشكال.

وفي معرض إجابته على سؤال حول لقائه مؤخرا بوزير الخارجية الأمريكي كولن باول، قال جلالته إنني طلبت من وزير الخارجية الأمريكي أن تقوم الولايات المتحدة بدور اكبر وتضغط على إسرائيل بشكل جدي من اجل وقف الهجوم الإسرائيلي ورفع الحصار والانسحاب الفوري من المدن والأراضي الفلسطينية.

ولفت جلالته إلى أن العالم العربي ملتزم بمبادرة سمو الأمير عبدالله بن عبد العزيز الشجاعة والحكيمة باعتبارها ركيزة رئيسة لتحقيق السلام الشامل والعادل في المنطقة.

وأكد جلالته على ضرورة العودة إلى المفاوضات السلمية بالاستناد إلى قرارات الشرعية الدولية. معتبرا أن المشكلة في أساسها مشكلة سياسية وليست أمنية والاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية هو سبب الصراع في المنطقة.