الزاوية الإعلامية
وصل جلالة الملك عبد ﷲ الثاني الى اذربيجان مساء امس في زيارة رسمية تستغرق يومين يجري خلالها مباحثات مع الرئيس الاذري الهام علييف وكبار المسؤولين تتركز حول آليات دعم وتعزيز علاقات التعاون الثنائي بين البلدين وسبل تطويرها في الميادين كافة.
كما تركز المباحثات على التطورات التي تشهدها منطقة الشرق الاوسط والجهود الدولية المبذولة لاعادة الامن والاستقرار الى المنطقة اضافة الى عدد من القضايا التي تهم العالم الاسلامي.
وكان في استقبال جلالته لدى وصوله الى مطار حيدر علييف الدولي في العاصمة الاذرية باكو نائب رئيس الوزراء الاذري يعقوب ايابوف والسفير الاردني غير المقيم في باكو فارس المفتي والسفير الاذري في عمان المان اراسلي.
وفي اسلام اباد التي وصلها جلالة الملك ظهر امس جدد جلالته الموقف الاردني الذي يؤكد ان الازمة الاخيرة التي شهدها لبنان تبرز ضرورة ايجاد حل عادل ودائم للصراع الفلسطيني-الاسرائيلي على اساس اقامة دولة فلسطينية مستقلة تعيش جنبا الى جنب مع اسرائيل حسبما نصت المبادرة العربية التي تبنتها قمة بيروت العربية عام 2002.
ولفت جلالته النظر خلال تصريحات مشتركة للصحفيين عقب اجتماعه مع الرئيس الباكستاني برويز مشرف الى انه لن يكون بإمكاننا الاعتماد بعد الآن على حلول مجزأة أو أحادية الجانب وعلينا ان نعمل باصرار وسرعة لاستئناف المفاوضات بين الفلسطينيين والاسرائيليين والتحرك بسرعة نحو تحقيق تسوية نهائية لمنع نشوب صراعات جديدة. وقال جلالته ان الجانبين ناقشا تداعيات التطورات الاخيرة التي حدثت في المنطقة، مؤملا من المجتمع الدولي ان يقدم الدعم لحكومة لبنان لتتمكن من بسط سيطرتها وسيادتها على كافة حدودها من خلال ضمان انسحاب القوات الاسرائيلية من لبنان وايجاد حل شامل يؤدي الى وقف دائم لاطلاق النار.
ووصف جلالته مباحثاته مع الرئيس مشرف ب المثمرة للغاية معبرا عن تقديره للجهود الايجابية التي بذلتها باكستان في المنطقة من خلال عضويتها في منظمة المؤتمر الاسلامي ومتمنيا ان تستمر في لعب دور بارز في المساعدة على تحقيق السلام والامن في منطقتنا كونها تعد قوة استراتيجية في المنطقة.
وشكر جلالته للرئيس مشرف والحكومة الباكستانية دعمهما المستمر للسلطة الوطنية الفلسطينية والرئيس محمود عباس.
وأكد جلالته التطابق الكامل في وجهات النظر بين البلدين حول ضرورة مكافحة الارهاب والتطرف ومحاربة الذين يستغلون الاسلام لخدمة مصالحهم الايديولوجية، معربا عن امله في ان يستمر البلدان في التعاون لنشر الصورة الحقيقية للاسلام في العالم.
وقال جلالته انه والرئيس مشرف يشعران بالقلق من الوضع الخطير في العراق حيث يقتل العشرات من الابرياء المدنيين كل يوم.
وحول الوضع في كشمير عبر جلالته عن امله في تحقيق حل دبلوماسي للصراع حول ذلك الاقليم في القريب العاجل.
واكد جلالته ان الاردن والباكستان يتمتعان بعلاقة راسخة وتاريخية في مختلف المجالات العلمية والتكنولوجية والاقتصادية والاكاديمية والامنية، مشددا على ضرورة تعزيز هذه العلاقات من خلال اقامة مشاريع مشتركة وتنمية التجارة والاستثمار وبرامج التبادل الثقافي والتربوي.
ووجه جلالته الدعوة الى الرئيس الباكستاني لزيارة الاردن في وقت قريب.
من جانبه قال الرئيس مشرف ان الاردن والباكستان يقفان على ارضية مشتركة لجهة القضايا التي تؤثر تأثيرا مباشرا على الامة الاسلامية.
واعرب عن امله في ان يعالج القرار 1701، الذي وصفه بانه يلبي جزئيا المطالب اللبنانية، بشكل جدي قضايا السلام والاستقرار في المنطقة بما يمنح الحكومة اللبنانية ومئات الاف النازحين اللبنانيين متنفسا لاعادة بناء بلدهم وحياتهم.
وأضاف ان من الضروري ان يتم الانسحاب الاسرائيلي من لبنان وان يستعيد لبنان سيادته ووحدة اراضيه بسرعة لتتم معالجة اسباب المشاكل المتكررة في الشرق الاوسط من جذورها، مشيرا الى انه اتفق مع جلالة الملك على الحاجة الماسة لاعادة عملية السلام الى مسارها وايجاد حل مشرف للقضية الفلسطينية الذي يتحقق فقط من خلال الانسحاب الاسرائيلي من الاراضي الفلسطينية.
ودعا مشرف المجتمع الدولي واعضاء منظمة المؤتمر الاسلامي الى تقديم مساعدات سخية الى لبنان وفلسطين في جهودهما لاعادة البناء والتأهيل. وعبر مشرف عن دعم الباكستان لمبادرة جلالته في بناء تحالف من احدى عشرة دولة "الدول الفقيرة متوسطة الدخل" لتنسيق جهودها وتبني موقف موحد تجاه القضايا الاقتصادية الدولية، مؤكدا انه يتطلع الى المشاركة في اجتماع القمة لهذه المجموعة الذي سيتم على هامش اجتماعات الجمعية العمومية للامم المتحدة في نيويورك الشهر المقبل.
وترمي المبادرة التي اطلقها جلالة الملك العام الماضي الى توحيد وتنسيق جهود مجموعة دول اغلبها من الدول الفقيرة متوسطة الدخل وتشمل الاردن والمغرب وتونس والاكوادور وجورجيا واندونيسيا والباراغوي وسيريلانكا وهندوراس بالاضافة الى باكستان وكرواتيا.
وتهدف المبادرة الى بلورة موقف موحد لهذه الدول لحث الدول المتقدمة على مساعدتها في مجال زيادة المساعدات المقدمة لها وتخفيف اعباء الدين وتعزيز حركة التجارة والاستثمار.
وعلى الصعيد الثنائي أكد مشرف اتفاق الجانبين على تكثيف العلاقات بينهما واعطائها بعدا استراتيجيا، فالاردن شريك مهم للباكستان حسب قول مشرف، مشيرا الى اتفاق الجانبين على الية استراتيجية متعددة المستويات لتحقيق هذا الهدف تتضمن سلسلة من اللقاءات على مستوى صنع القرار والمستوى التنفيذي تتم في وقت قريب.
وحضر المباحثات عن الجانب الاردني سمو الامير علي بن الحسين ومدير مكتب جلالة الملك الدكتور باسم عوض ﷲ ووزير الخارجية عبدالاله الخطيب، كما حضرها عن الجانب الباكستاني وزير الخارجية خورشيد محمود قصوري وعدد من كبار المسؤولين.