جلالة الملك يجري مباحثات مع رئيس الاتحاد السويسري
© أرشيف الديوان الملكي الهاشمي
© Royal Hashemite Court Archives
بيرن، 4/10/2002 (إدارة الإعلام والمعلومات - الديوان الملكي الهاشمي) - أجرى جلالة الملك عبدالله الثاني وفخامة رئيس الاتحاد السويسري كاسبر فيلجير مباحثات في بيرن اليوم ركزت على تطوير علاقات الصداقة والتعاون بين البلدين في كافة المجالات وبخاصة في المجالات الاقتصادية والتجارية.
كما تطرقت المباحثات التي حضرها الوفد المرافق لجلالته وكبار المسؤولين السويسريين إلى الوضع في الأراضي الفلسطينية والأزمة العراقية.
وقال جلالته في تصريحات مشتركة مع الرئيس السويسري عقب المباحثات أن العلاقات الأردنية السويسرية ذات تاريخ عريق حيث ترسخت في عهد المغفور له جلالة الملك الحسين وأنا فخور لمواصلة بناء وتعزيز هذه العلاقات التي تخطو خطوات كبيرة إلى الأمام.
وأضاف جلالته لقد ناقشنا خلال المباحثات العديد من القضايا والأمور التي تهم بلدينا على الصعيدين الثنائي والدولي. كما تطرقنا إلى المشاكل الإقليمية حيث نحاول في بلدينا بذل كل الجهود الممكنة لحل القضية الفلسطينية وصولا إلى حل نهائي يعطي الأمل لكل شعوب المنطقة.
وحول الشأن العراقي أعرب جلالته عن أمله في أن تعطي الفرصة للمجتمع الدولي لحل مشاكله مع العراق وان يتمكن من إيجاد حل سلمي بأسرع وقت ممكن. مشيرا جلالته انه تم تبادل وجهات النظر حول كيفية دعم الجهود الدبلوماسية للأمم المتحدة والمجتمع الدولي إضافة إلى المساعي التي تبذلها الحكومة الأردنية والحكومة السويسرية للوصول إلى حل سلمي يجنب المنطقة صراعا جديدا.
وقال جلالته أن دعم وتعميق علاقات التعاون الاقتصادي مع سويسرا احتل حيزا كبيرا من المباحثات حيث تم التباحث في تعزيز هذه العلاقات واستكشاف آفاق تطويرها بما فيه صالح البلدين.
من جانبه ثمن الرئيس السويسري كاسبر فيليجير زيارة جلالته لسويسرا لافتا إلى المستويات المتقدمة التي وصلت إليها العلاقات بين البلدين وبخاصة في المجالات الاقتصادية مشيدا بالتطور الاقتصادي الذي يشهده الأردن.
ونوه بجهود جلالته ومساعيه المتواصلة الهادفة إلى إعادة الأمن والاستقرار إلى منطقة الشرق الأوسط. معربا عن قلق بلاده تجاه تصاعد التوتر في الأراضي الفلسطينية واستعداد سويسرا للمساهمة والمساعدة في هذا المجال.
وأوضح انه أجرى مباحثات معمقة مع جلالة الملك في كافة المجالات ذات الاهتمام المشترك كما كان الموضوع العراقي مدار بحث حيث اتفقت وجهات نظر البلدين تجاه إيجاد حلول سلمية للمشكلة. ورحب بالقرار العراقي بعودة المفتشين الدوليين.
وبحضور جلالة الملك عبدالله الثاني والرئيس السويسري تم التوقيع على اتفاقية منحة وقرض مختلط بشروط ميسرة قدمته الحكومة السويسرية وائتلاف مجموعة من البنوك السويسرية إلى الحكومة الأردنية تبلغ قيمته 30 مليون فرنك سويسري.
وتبلغ قيمة المنحة في هذه الاتفاقية 40 بالمائة من مجمل المبلغ. ووقع اتفاقية القرض الذي ستستفيد منه مشاريع تنموية في قطاعات المياه والصحة والبيئة عن الحكومة الأردنية وزير التخطيط الدكتور باسم عوض الله ووقعها عن الجانب السويسري سكرتير الدولة للشؤون الاقتصادية ديفيد سيز.
ويعد هذا القرض الثاني من نوعه المقدم للأردن من خلال برنامج المساعدات السويسرية. إذ أن الأردن كان قد وقع سابقا اتفاقية قرض ميسر مع الجانب السويسري ساهم في تمويل العديد من المشاريع آخرها سيتم تنفيذه خلال العام الحالي من خلال تزويد مستشفى البشير بأجهزة ومعدات طبية بالإضافة إلى أجهزة ملاحة خاصة بسلطة الطيران المدني.
ويذكر انه بعد توقيع اتفاقية التجارة الحرة مع مجموعة دول الافتا في العام 2001 قدمت الحكومة السويسرية العام الماضي منحة للأردن بقيمة 5 ملايين دولار كدعم لميزان المدفوعات.
ولتفعيل التعاون الاقتصادي بين رجال الأعمال الأوروبيين والسويسريين دشن جلالته بحضور الرئيس فيلجير نظاما إلكترونيا يوفر فرصا جديدة للشركات الأردنية العاملة في مجال تكنولوجيا المعلومات لتصدير خدماتها ومنتجاتها إلى أوروبا وخاصة سويسرا.
وفي المرحلة الأولى ستتمكن 13 شركة أردنية من الشركات الأعضاء في جمعية تقنية المعلومات الأردنية الاستفادة من هذا المشروع.
وأكد جلالته الملك عبدالله الثاني خلال مأدبة غداء أقامها فخامة الرئيس فيلجير والسيدة عقيلته تكريما لجلالته وجلالة الملكة رانيا العبدالله والوفد المرافق لهما على عمق العلاقات التي تربط الأردن بسويسرا. مشيدا بدور سويسرا في دعم السلام العالمي والدفاع عن حقوق الإنسان وتعزيز التعاون بين العالم.
وهنأ جلالته سويسرا على انضمامها إلى الأمم المتحدة حيث أصبحت العضو رقم 190 في هذه المنظمة الدولية.
وقال جلالته أننا في الأردن نشارك سويسرا آراؤها في عالم يعمه السلام وتنعم فيه الشعوب بالاستقرار والازدهار فقد عملنا معا سنوات طويلة لتحقيق هذه الرؤى معربا جلالته عن شكره وتقديره للدعم الذي أبداه الرئيس فيلجير والمسؤولون السويسريون للأردن وتطلعه إلى العمل معا لتحقيق الأهداف المشتركة.
وأضاف جلالته خلال مأدبة الغداء التي حضرها رئيس الديوان الملكي ووزراء الخارجية والتخطيط والصناعة والتجارة والسفير الأردني في بيرن لقد اتفقنا على تعزيز التعاون بين بلدينا على مختلف الصعد السياسية والاقتصادية والثقافية كما عقدنا بالأمس اجتماعات مثمرة للغاية مع رجال أعمال سويسريين بارزين معربا جلالته عن سعادته لتوفر مجالات رئيسة للتعاون بين البلدين بمشاركة القطاع الخاص فيهما.
وقال جلالته انه تم تخصيص جزء كبير من اجتماعاتنا لبحث الوضع في الشرق الأوسط حيث تم الاتفاق على أن هذا الفصل المأساوي من العنف والحرب والحصار يجب أن ينتهي فورا سعيا لتحقيق العدالة والسلام والأمن للجميع في المنطقة.
ولفت جلالته إلى مدى اليأس والمعاناة التي تجلبها النزاعات والصراعات منوها أن التاريخ يبين أيضا انه بتحقيق العدل يمكن إحلال السلام وان الإنسانية تطغى على الكراهية وان الأمل يجلب مستقبلا جديدا ومشرقا لنا جميعا لكن علينا العمل معا بجد من اجل ذلك.
وشدد جلالته أننا في الشرق الأوسط لا يمكننا احتمال المزيد من التصعيد وواجب المجتمع الدولي مساعدة شعوب منطقتنا في تلبية احتياجاتها من العدالة وتطلعها للسلام والاستقرار.
وأضاف جلالته قائلا انه آن الأوان لاستعادة عملية سلام تجلب حلولا حقيقية ونحن ننشد مساعدتكم ونعدكم بإمكانية اعتمادكم على الأردن ليكون الشريك الفاعل على طريق السلام ووجه جلالته الدعوة للرئيس السويسري لزيارة الأردن.
وألقى الرئيس فيليجير كلمة رحب فيها بجلالة الملك عبدالله الثاني وجلالة الملكة رانيا العبد الله في بيرن مستذكرا دور الراحل العظيم الملك الحسين في تحقيق السلام في المنطقة.
وقال أننا نتابع بإعجاب واحترام شديد الجهود الدءوبة التي يبذلها جلالة الملك عبدالله الثاني في تحقيق نفس الهدف وفي البناء على نفس الخطى التي انتهجها جلالة المغفور له مشددا على أهمية أن يبقى الأردن بلدا يمثل السلام والاستقرار في قلب المنطقة التي زعزعتها الصراعات والتوترات منذ اكثر من خمسين عاما.
وأشار إلى جهود جلالته نحو إيجاد حل سلمي للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي مؤكدا أهمية تضافر جهود قادة المنطقة لدفع عملية السلام وقال أن سلاما دائما في المنطقة لا يمكن فرضه من الخارج وإنما يجب أن يتأتى دعم هذا السلام من داخل المنطقة.
ولفت الرئيس السويسري إلى التشابه الكبير بين بلاده والأردن في مجالات عديدة فالبلدان يتقاسمان الاهتمام بتحقيق السلام والاستقرار وبخاصة في منطقة الشرق الأوسط كما أن البلدين لديهما ثروات طبيعية محدودة لكنهما يعتمدان على الموارد البشرية وعلى الإبداع لتحقيق التقدم والنمو الاقتصادي.
وقال أن وجود جلالتكم هنا في هذه الزيارة يعزز ويوثق علاقات التعاون والصداقة القائمة بيننا واعتبر أن اتفاقية التجارة الحرة مع الأردن ستضع إطارا قويا لزيادة التبادل الاقتصادي مثنيا على الاستراتيجية التي يتبناها الأردن لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية مما يساهم في جلب الاستثمارات الخارجية.
وكان الرئيس كاسبر فيلجير وعدد من المسؤولين السويسريين في استقبال جلالة الملك عبدالله الثاني وجلالة الملكة رانيا العبدالله لدى وصول جلالتيهما إلى العاصمة السويسرية بيرن كما جرى لجلالته مراسم استقبال رسمي في قصر الرئاسة حيث استعرض جلالته والرئيس فيليجير حرس الشرف وعزفت الموسيقى السلامين الوطنيين الأردني والسويسري .