جلالة الملك يجري مباحثات مع الرئيس الفرنسي

عمان
28 أيلول/سبتمبر 2004

اجرى جلالة الملك عبدالله الثاني والرئيس الفرنسي جاك شيراك مباحثات في قصر الاليزيه في باريس اليوم ركزت على تقوية ودعم العلاقات الثنائية الاردنية الفرنسية اضافة الى الاوضاع الراهنة في الاراضي الفلسطينية والعراق وقضايا الارهاب.



واكد الزعيمان على دعم البلدين لكافة المساعي الرامية الى اعادة تحريك عملية السلام ووقف مسلسل العنف الذي تشهده الاراضي الفلسطينية من خلال استئناف الحوار بين الفلسطينين والاسرائيليين والتزام الطرفين بتنفيذ خارطة الطريق مشددين على ضرورة الحفاظ على دور اللجنة الرباعية في هذا الشان.



واكد جلالة الملك والرئيس الفرنسي على ان اي انسحاب من غزة يجب ان يكون جزءا من خارطة الطريق محذرين من المخاطر التي يشكلها الاستمرار في بناء المستوطنات والجدار العازل على مستقبل عملية السلام.



كما اكد جلالة الملك عبد الله الثاني خلال المباحثات التي حضرها رئيس الوزراء فيصل الفايز ووزير البلاط الملكي الهاشمي سمير الرفاعي ووزير التخطيط والتعاون الدولي الدكتور باسم عوض الله والسفير الاردني في باريس دينا قعوار وعدد من مستشاري الرئيس الفرنسي والسفير الفرنسي في عمان على اهمية دور فرنسا والاتحاد الاوروبي في دعم عملية السلام واعادتها الى مسارها الصحيح.



وفيما يخص الوضع في العراق اكد جلالته التزام الاردن بمستقبل العراق ومساعدته لياخذ دوره كعامل استقرار في المنطقة مشددا على ان الاردن سيسخر كل طاقاته لتمكين العراقيين من استلام زمام الامور باسرع وقت ممكن وبناء بلدهم.



ودعا جلالته المجتمع الدولي الى تحمل مسؤولياته في هذا المجال.



واعرب جلالته عن امله في ان تنتهي حالة الفوضى والعنف التي يعاني منها العراق حاليا وان يستتب الامن والاستقرار هناك حتى يتمكن العراقيون من اجراء الانتخابات في الوقت المحدد لها.



وجدد جلالته ادانة الاردن بشدة للارهاب بكافة صوره واشكاله وعمليات اختطاف الرهائن وقتلهم والتمثيل بهم وهي ممارسات ليس لها علاقة بالاسلام وقيمه الانسانية فهو دين تسامح وسلام بريء من كل هذه الممارسات.



وفي هذا الاطار اعرب الرئيس شيراك عن تقديره للجهود الكبيرة التي يقوم بها الاردن على كافة الصعد بقيادة جلالة الملك لتأمين سلامة الرهائن الفرنسيين والعمل على الافراج عنهم باسرع وقت ممكن.



وشغلت العلاقات الثنائية بين الاردن وفرنسا حيزا واسعا من مباحثات الزعيمين حيث اكد جلالة الملك عبد الله الثاني والرئيس شيراك اهمية مواصلة العمل على تطوير اليات التعاون بين البلدين في كافة المجالات وبخاصة الاقتصادية والاستثمارية وتشجيع اقامة المزيد من المشروعات المشتركة بين القطاع الخاص في البلدين والبناء عليها.



كما تطرقت المباحثات الى امكانية مبادلة جزء من الديون المترتبة على الاردن لفرنسا من خلال تمويل مشاريع تنموية ومشاريع استثمارية وذلك استمرارا لعمليات المبادلة التي تمت خلال السنوات الخمس الماضية وتم البحث ايضا في امكانية تمويل الوكالة الفرنسية للانماء لشمروع بناء القدرات المؤسسية في البلديات ضمن المشروع المتفق عليه مع البنك الدولي.



وفي هذا الاطار اكد الرئيس الفرنسي استمرار بلاده في دعم جهود الاردن في تطوير اقتصاده الوطني وتنفيذ برامجه التنموية الطموحة.



من جهته استعرض رئيس الوزراء فيصل الفايز الخطط والبرامج الاصلاحية التي يعمل الاردن على تنفيذها في كافة المجالات وبخاصة في المجالات الاقتصادية معربا عن الشكر والتقدير لفرنسا في دعم البرامج التنموية الاردنية ودعا الحكومة الفرنسية الى تقديم المزيد من المساعدات للاردن لتنفيذ هذه البرامج.



وتجدر الاشارة الى ان فرنسا تعد من اكبر المستثمرين في الاردن حيث بلغ حجم استثمارات الشركات الفرنسية المباشرة في المملكة نحو 930 مليون يورو في مختلف القطاعات كما شهد التبادل التجاري بين البلدين تزايدا ملحوظا.