الزاوية الإعلامية
أجرى جلالة الملك عبد ﷲ الثاني والرئيس الباكستاني برويز مشرف صباح اليوم مباحثات في عمان تركزت على العلاقات الثنائية والوضع في الشرق الاوسط.
وأكد الزعيمان أن إيجاد حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية يشكل أولوية في هذه المرحلة التي تشهد حراكا سياسيا مكثفا لدفع عملية السلام وحشد الدعم الدولي لانجاحها.
كما أكد الزعيمان خلال جلسة المباحثات التي عقداها في بيت الأردن اليوم دعم البلدين للدفع باقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وفق حل الدولتين الذي أقرته مبادرة السلام العربية التي تبناها القادة العرب في قمة بيروت وتعيش بسلام إلى جانب إسرائيل.
وحثا الدول الإسلامية للعب دور فاعل ونشط لحشد التأييد لهذه المبادرة.
واطلع جلالة الملك الرئيس مشرف على نتائج الاتصالات والمشاورات التي يجريها الأردن مع الأطراف ذات العلاقة في جهود إعادة إطلاق عملية السلام وبخاصة تلك التي تمت مع وزيرة الخارجية الأمريكية خلالها جولتها الأخيرة في المنطقة ما يشكل خطوة هامة نحو اتخاذ مزيد من الخطوات في هذا الشأن.
وتهدف زيارة مشرف إلى عمان إلى تبادل الرأي مع جلالته بشأن مبادرة اسلامية يسعى للتباحث بشأنها مع الدول العربية والاسلامية لمعالجة القضايا التي تواجه العالم الاسلامي، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، اضافة إلى مناقشة الوضع في العراق ولبنان وافغانستان.
وكان مشرف قد وصل إلى عمان فجر اليوم قادما من مصر وذلك في اطار جولة اقليمية بدأها في السعودية حيث سيتوجه بعد ظهر اليوم إلى سوريا ويختتم جولته يوم غد في الامارات العربية المتحدة لمتابعة مناقشة موضوع مبادرته مع الزعماء العرب.
وفي تصريحات صحفية عقب اللقاء الذي استغرق ما يزيد عن الساعة أكد الجانبان تطابق وجهات النظر بشأن القضايا والتحديات التي تواجهها منطقة الشرق الاوسط والعالم الاسلامي وأهمية العمل لتعزيز العلاقات الثنائية التي اكتسبت بعدا استراتيجيا.
وقال جلالة الملك عبد ﷲ الثاني ان مباحثاته مع الرئيس الباكستاني ركزت على افضل السبل لتعزيز التنسيق السياسي والتعاون الاقتصادي بما يتفق مع المباحثات التي سبق لجلالته ان اجراها مع مشرف خلال زيارته إلى اسلام اباد في شهر آب الماضي وخلال قمة مجموعة الاحدى عشر للدول ذات الدخل الادني من مجموعة الدول ذات الدخل المتوسط، التي اطلق جلالته مبادرتها وترأس قمتها الاولى في نيويورك في شهر ايلول الماضي على هامش اجتماعات الجمعية العمومية للامم المتحدة.
وأضاف جلالته ان المباحثات تناولت القمة المقبلة لمجموعة الاحدى عشر للدول ذات الدخل الادنى التي ستعقد بالتزامن مع اجتماعات المنتدى الاقتصادي العالمي في البحر الميت في شهر أيار المقبل، والجهود التي يبذلها الطرفان لاشراك مجموعة الثمانية الكبار لمساعدة المجموعة الناشئة في تحقيق اهدافها المتمثلة في انجاز الاصلاح الاقتصادي وتحقيق النمو المستدام لتحسين مستوى معيشة شعوبها، حيث وجه جلالته الدعوة إلى مشرف للمشاركة في هذه القمة.
ويذكر ان مجموعة الاحدى عشر تضم الاردن وهندوراس والاكوادور وجورجيا واندونيسيا والمغرب وباراغواي وسريلانكا والسلفادور، اضافة إلى كرواتيا والباكستان.
وأعرب جلالته عن أمله في أن يتمكن البلدان من اطلاق الحوار الاستراتيجي الاردني الباكستاني المشترك بشكل رسمي في ربيع هذا العام، وهو ما سيشكل اطارا ملائما لتعزيز العلاقات بين البلدين وتوسيع آفاق التعاون بينهما.
وأكد جلالته توافق وجهات النظر الاردنية والباكستانية بشأن "القضايا المشتركة التي تؤرقنا والمتصلة بالامن الاقليمي والعالمي، وخاصة تلك التي يواجهها العالم الاسلامي"، مضيفا ان الطرفين يشعران بأن حل القضية الفلسطينية امر ملح لا يحتمل الانتظار، وأن التزام الباكستان بصيغة حل الدولتين للصراع العربي-الاسرائيلي التي تشكل اساس المبادرة العربية وهدف خارطة الطريق "يعكس ايمان القيادة الباكستانية بحل عادل ومشروع لهذا الصراع".
وأشار جلالته إلى ان المباحثات تناولت كذلك الوضع في العراق والتزام الطرفين بالمساعدة في ضمان وحدته واستقراره، اضافة إلى "اهمية ضمان سيادة لبنان وافغانستان وامنهما واستقرارهما، وكذلك ضرورة التوصل إلى حل دبلوماسي للتوترات المتصلة بقدرات ايران النووية."
أما الرئيس الباكستاني برويز مشرف فقد أكد أن الهدف من زيارته إلى عمان هو تبادل وجهات النظر مع جلالة الملك بشأن الوضع الذي يواجه الامة الاسلامية وخاصة في سياق الوضع المتدهور في الشرق الاوسط وتأثيراته على الجميع.
وأضاف انه تناقش مع جلالته بالتفصيل بشان الحاجة الملحة لمبادرة جديدة قوية تعالج بشكل فعال كافة القضايا التي تواجه العالم الاسلامي، مشيرا إلى ان القضية الفلسطينية التي لم تحل بعد تبقى المسالة المركزية بالنسبة للسلام والامن في منطقة الشرق الاوسط وما ورائها.
وعبر مشرف عن قلقه العميق من تصاعد وتيرة العنف في العراق والمشاكل التي يواجهها لبنان، .. وقال ان المنطقة تواجه كذلك تحديا جديا يتمثل في كفاحنا المشترك ضد الارهاب والتطرف وان هذه التطورات تؤثر على الجميع الذين عليهم ان يعملوا معا لتجنب الاخطار.
وشدد على الحاجة المتزايدة لتحقيق التناغم والانسجام داخل العالم الاسلامي.
وحضر المباحثات عن الجانب الاردني سمو الامير علي بن الحسين ومدير مكتب جلالة الملك الدكتور باسم عوض ﷲ ووزير الخارجية عبد الاله الخطيب ومدير المخابرات العامة اللواء محمد الذهبي، فيما حضرها عن الجانب الباكستاني وزير الخارجية خورشيد قصوري ووزير الإعلام محمد علي دوراني والسفير الباكستاني في عمان عارف كمال.