جلالة الملك يجري مباحثات مع اخيه سمو الشيخ صباح الاحمد

21 آيار 2006
عمان ، الأردن

اجرى جلالة الملك عبدﷲ الثاني وسمو الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح امير دولة الكويت مباحثات تركزت على اليات تفعيل العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين في شتى المجالات اضافة الى تطورات الاوضاع الراهنة في منطقة الشرق الاوسط.

واكد الزعيمان في المباحثات التي جرت في قصر دار السلوى بالعاصمة الكويتية اليوم حرصهما على توثيق التعاون والتنسيق الثائي بين البلدين خصوصا في المجالات الاقتصادية خدمة لمصالح الشعبيين الشقيقين وبما يعزز العلاقات المتميزة بينهما، معربا جلالته عن تقديره للكويت لما تقدمه من دعم ومساندة للاردن.

وشدد الزعيمان على ضرورة ادامة التنسيق والتشاور المشترك حيال مختلف القضايا والتحديات التي تواجه الامة العربية والمنطقة بشكل عام.

وعرض الزعيمان بحضور ولي العهد الكويتي سمو الشيخ نواف الاحمد الصباح تطورات الاوضاع في المنطقة والجهود المبذولة لاحياء عملية السلام، مؤكدين تطابق وجهات نظر البلدين حيال القضية الفلسطينية والوضع في العراق.

واكدا ضرورة مساعدة الشعب الفلسطيني لتجاوز الظروف الصعبة التي يعيشها واهمية الدفع باتجاه استئناف المفاوضات بين الفلسطينيين والاسرائيليين لاعادة احياء العملية السلمية من جديد باعتبار ان التفاوض والحوار هما السبيل الامثل لتنفيذ خريطة الطريق التي تفضي لاقامة دول فلسطينية قابلة للحياة الى جانب دولة اسرائيل.

وشدد الزعيمان على اهمية استمرار دعم المجتمع الدولي للشعب الفلسطيني وتامين استمرار المساعدات الاقتصادية له بما يمكنه من تجاوز الظروف الصعبة التي يعيشها حاليا جراء توقف تلك المساعدات.

ودعا الزعيمان الشعب الفلسطيني بكافة فصائله وقواه السياسية الى التكاتف والوحدة ونبذ الخلافات في هذه المرحلة الحساسة التي تعيشها المنطقة.

وحول الوضع في العراق اعتبر جلالة الملك عبدﷲ الثاني ان الاعلان عن تشكيل الحكومة العراقية الجديدة هو خطوة هامة في الاتجاه الصحيح نحو عراق امن ومستقر.

وتطرق جلالة الملك للدور الهام الذي تضطلع به دول مجلس التعاون الخليجي في التعامل مع القضايا والتحديات المصيرية التي تواجه المنطقة وشعوبها.

واشار جلالته الى حرص الاردن على ادامة علاقات التعاون والتنسيق مع دول مجلس التعاون الخليجي والتي وصفها جلالته بانها علاقات متميزة ومتينة.

واقام سمو الشيخ صباح الاحمد الجابرالصباح مأدبة غداء تكريما لجلالة الملك عبد ﷲ الثاني وجلالة الملكة رانيا العبد ﷲ حضرها سمو الشيخ نواف الاحمد الصباح ولي العهد وعدد من افراد الاسرة الحاكمة في الكويت.

وتاتي زيارة جلالة الملك الى دولة الكويت التي هي الاولى له منذ ان تسلم اخيه سمو الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح مقاليد الحكم في البلاد والثالثة لتقديم التهنئة لسموه بتوليه سلطاته الدستورية بعد وفاة امير الكويت الراحل سمو الشيخ جابر الاحمد الصباح طيب ﷲ ثراه.

وعقد رئيس الوزراء الدكتور معروف البخيت والوفد المرافق لجلالة الملك في الزيارة مع نظيره الكويتي سمو الشيخ ناصر المحمد الاحمد الصباح وعدد من كبار المسؤولين الكويتيين جلسة مباحثات موسعة تم خلالها استكمال المباحثات التي عقدها جلالة الملك عبدﷲ الثاني مع اخيه سمو الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح.

وركزت المباحثات على اليات وسبل تطوير التعاون الثنائي المشترك في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية في ضوء ما تشهده العلاقات الثنائية من تطور نوعي ومتنام يبرزه حجم التبادل التجاري والاستثماري.

وضم الوفد الاردني المشارك في المباحثات مدير مكتب جلالة الملك الدكتور باسم عوض ﷲ ووزير الخارجية عبدالاله الخطيب ومدير المخابرات العامة اللواء محمد الذهبي والسفير الاردني في الكويت جمعة العبادي.

وحضر المباحثات عن الجانب الكويتي النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية وزير الدفاع الشيخ جابر مبارك الصباح و نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الدكتور الشيخ محمد صباح السالم الصباح ونائب رئيس مجلس الورزاء وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء وزير الدولة لشؤون مجلس الامة محمد ضيف ﷲ شرار والسفير الكويتي في عمان يوسف العنيزي.

وتتصدر الاستثمارات الكويتية في الاردن قائمة الاستثمارات العربية بنحو 5 مليارات دولار تتركز في قطاعات البنوك والاتصالات والسياحة والعقار وفي السوق المالي وغيرها.

كما تم البحث في سبل تعزيز وتفعيل الاتفاقات وبروتوكولات التعاون المشترك بين البلدين في المجالات كافة.

ويرتبط الاردن والكويت باتفاقيات تعاون ثنائي اهمها اتفاقية التعاون الاقتصادي والفني التي وقعت مطلع العام الحالي والتعاون في الميدان السياحي والتدريب المهني فضلا عن بروتوكولات التعاون الاداري والفني والتعاون في مجالات التنمية الاجتماعية وحماية البيئة والتبادل التجاري الحر وتشجيع الاستثمار وتجنب الازدواج الضريبي واتفاق تنظيم الخدمات الجوي وتنطيم النقل البري الدولي للركاب والبضائع الموقعة بين البلدين.

ويميل الميزان التجاري بين البلدين لصالح الاردن اذ بلغت الصادرات الاردنية الى الكويت العام الماضي نحو 70 مليون دولار فيما قدرت مستوردات الاردن من الكويت بنحو 61 مليون دولار.

واكد الجانبان الاردني والكويتي حرصهما على تكثيف التعاون في المجالات الثقافية والعلمية وتبادل الخبرات والحرص على توفير الظروف الملائمة للطلبة الكويتيين لتلقي العلم والمعرفة في المؤسسات التعليمية الاردنية الذين هم دوما محط الاهتمام والرعاية بين اهلهم واخوانهم في الاردن.

ويبلغ عدد الطلبة الكويتيين الدارسين في الاردن نحو 3 الاف طالب وطالبة يتلقون التعليم في مختلف التخصصات.

وتناولت المباحثات دور الصندوق الكويتي للتنمية الذي ساهم في تنفيذ العديد من المشاريع الحيوية والتي من ابرزها مشروع محطة توليد كهرباء السمراء والدراسة التكاملية الخاصة بشركة البترول الاردنية والمساهمة في تمويل مشروع مستشفى العقبة وانشاء مباني الاكاديمية العلمية فضلا عن المشاريع التي ساهم الصندوق في تمويلها بين الاعوام 1962 وحتى 1990 وبلغت 22 مشروعا بقيمة 110 ملايين دينار كويتي.

ووصف وزيرا خارجية البلدين الشقيقين المباحثات التي اجرها الزعيمان جلالة الملك عبدﷲ الثاني واخوه سمو الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح بانها مهمة وبناءة.

واكدا تطابق وجهات النظر حيال مختلف القضايا التي كانت موضع البحث خاصة في الشان الفلسطيني والوضع في العراق.

ووصف وزير الخارجية الكويتي سمو الشيخ الدكتور محمد صباح السالم الصباح زيارة جلالة الملك عبدﷲ الثاني الى الكويت بالهامة وانها تاتي في ظل ظروف حساسة تعيشها المنطقة وتحتاج الى المزيد من التعاون والتنسيق.

وقال في تصريحات صحافية على هامش الزيارة..ان الاردن يلعب دورا هاما فيما يخص دعم الاستقرار في العراق خاصة بعد تشكيل الحكومة العراقية كما ان له دورا اساسيا في دفع عملية السلام المتوقفة ودعم الشعب الفلسطيني.

واعتبر سموه ان نهج جلالته في التشاور والتواصل مع اخوته في الكويت هو سنة حميد وموضع اهتمام وتقدير الجميع في الكويت.

وقال..ان الاردن بقيادة جلالة الملك اصبح نقطة جذب للاستثمارات الخارجية..مشيرا الى ان القطاع الخاص الكويتي وجد في هذه البيئة الاستثمارية مجالا واسعا لاقامة المشروعات الاستثمارية وهو الان في صدارة المستثمرين العرب في الاردن.

بدوره قال وزير الخارجية عبد الاله الخطيب..ان زيارة جلالة الملك للكويت تاتي في مرحلة هامة ودقيقة تشهد فيها المنطقة تطورات بالغة الاهمية ..مؤكدا ان الاردن يدعم كل الجهود مع اشقائه من اجل استقرار العراق واستعادته لأمانه.

واعرب عن الامل في ان يكون تشكيل الحكومة العراقية الجديدة خطوة على المسار الصحيح نحو اعادة الاستقرار للعراق.

وقال الخطيب..نحن معنيون بهذا الاستقرار ووحدة الاراضي العراقية..مشيرا الى ان الاردن بقيادة جلالة الملك يبذل جهودا كبيرة لتفعيل عملية السلام بعد توقف طويل ومؤكدا ان الظروف التي يعيشها الشعب الفلسطيني تتطلب دعما اقتصاديا عربيا ودوليا.

واشار الى ان العلاقات الثنائية وسبل تطويرها كانت النقطة الاساسية في الموضوعات التي بحثها الزعيمان اليوم.