الزاوية الإعلامية
أجرى جلالة الملك عبد ﷲ الثاني وفخامة الرئيس الصيني "هو جنتاو" مباحثات في قصر الشعب ببكين اليوم تركزت على علاقات التعاون بين البلدين وتطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط وجهود تحقيق السلام والاستقرار فيها بالإضافة إلى القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وتأتي زيارة جلالة الملك الى الصين في اطار الجهود التي يقوم بها جلالته لبناء علاقات استراتيجية مع هذا البلد الذي يشكل ثقلا اقتصاديا وسياسيا على خارطة العالم، في الوقت الذي يسعى الاردن بشكل حثيث الى تاسيس علاقات استراتيجية مع دول عظمى مثل الصين التي شهدت علاقاتها مع الاردن نموا مضطردا خلال السبع سنوات الماضية، كما ان هذه العلاقات ستشهد نموا اكبر في الاعوام القادمة.
وأعرب الزعيمان عن ارتياحهما للمستوى المتقدم الذي وصلت إليه العلاقات بين البلدين في شتى الميادين، مؤكدين حرصهما على تعميق العلاقات الأردنية - الصينية على المستوى الاستراتيجي، والبناء عليها وبخاصة في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والطاقة.
وقال جلالة الملك الذي وصل اليوم الى بكين في زيارة عمل تستمر يومين أن العلاقات بين البلدين الصديقين ستزداد قوة وصلابة بعد التوقيع على عدد من اتفاقيات التعاون، مما يسهم في دفع وتعزيز العلاقات الثنائية وبما يحقق المصالح المشتركة للبلدين ويعود بالفائدة على شعبيهما .
وبين جلالته ان هذه الاتفاقيات تشكل فصلا جديدا في العلاقات بين البلدين ،مشيرا جلالته الى ان اتفاقية استخراج اليورانيوم تعد بالنسبة الى الاردن فرصة مهمة وهي على سلم اولوياتنا لانجاح عمل الشركات الصينية لاستخراج هذا المعدن.
ولفت جلالته في هذا السياق الى عدد من مشاريع البنى التحتية التي يمكن للشركات الصينية المشاركة فيها.
كما أعرب جلالة الملك عبدﷲ الثاني عن تقدير الأردن لدعم الصين المتواصل بما في ذلك المنح الأخيرة التي قدمتها للمملكة ومساهمتها واهتمامها ببرامج التنمية والتطوير التي تعمل الحكومة الأردنية على تنفيذها في شتى القطاعات بهدف النهوض بالاقتصاد الوطني وتحقيق المزيد من الرخاء والازدهار.
وهنأ جلالة الملك الرئيس الصيني بنجاح دورة الالعاب الاولمبية التي اثارت اعجاب شعوب العالم.
وفيما يتصل بتطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، أكّد جلالة الملك أهمية الدور الذي تضطلع به الصين في دعم ومساندة تحقيق السلام في المنطقة وما تقوم به من جهود لمساندة المساعي الهادفة الى انهاء الاحتلال الاسرائيلي واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على الارض الفلسطينية.
وعبر جلالته عن ترحيبه بلعب الصين لدور اكبر في الشرق الاوسط وافريقيا وذلك لما لها من مواقف متوازنة ازاء قضايا المنطقة.
وبدوره اعرب الرئيس الصيني عن شكره وتقديره لجهود جلالة الملك وحرصه الدؤوب خلال زياراته العديدة الى الصين على تحقيق تقدم في علاقات التعاون بين البلدين، مرحبا بالتصور الذي قدمه جلالته لتقوية الشراكة الاستراتيجية بين الاردن والصين.
واعلن الرئيس هو جنتاو عن استعداد الصين لتزويد الاردن بكافة الخبرات في مجالات العلوم والتكنولوجيا والطاقة البديلة.
وحضر المباحثات عن الجانب الأردني سمو الأمير حمزة بن الحسين ورئيس الوزراء نادر الذهبي ورئيس الديوان الملكي الهاشمي الدكتور باسم عوض ﷲ ووزير الخارجية الدكتور صلاح الدين البشير ووزير النقل علاء البطاينة ورئيس هيئة الطاقة الذرية الأردنية الدكتور خالد طوقان والسفير الأردني في بكين انمار الحمود.
وحضرها عن الجانب الصيني مدير المكتب العام للحزب الشيوعي في اللجنة المركزية لنغ جيهوا ووزير الخارجية يانغ جيشي ورئيس لجنة التنمية والإصلاح زانغ بينغ ونائب وزير التجارة جاو هوشينج وعدد من كبار المسؤولين.
وبعد جلسة المباحثات وبحضور جلالة الملك عبد ﷲ الثاني والرئيس الصيني هو جنتاو وقع البلدان خمس اتفاقيات وبروتوكولات تعاون ومذكرات تفاهم ثنائية على درجة كبيرة من الأهمية تصب في تعزيز وتمتين العلاقات الإستراتيجية بينهما، فقد وقع وزير الخارجية الدكتور صلاح الدين البشير و زانج بنج الوزير المسؤول عن لجنة التنمية والإصلاح الوطني الصيني مذكرة تفاهم حول استخراج اليورانيوم ومشاريع وتقنيات التنمية.
كما وقع رئيس هيئة الطاقة الذرية الأردنية الدكتور خالد طوقان والمدير التنفيذي للمؤسسة النووية الصينية كانج ريكسن برتوكول تعاون بين المؤسستين حول الاستخدامات السلمية للطاقة النووية.
ووقع الدكتور طوقان ونائب الوزير المسؤول عن مكتب الطاقة الوطني زانج جواباو اتفاقية أخرى حول الاستخدام السلمي للطاقة النووية بين هيئة الطاقة الذرية الأردنية وإدارة الطاقة الصينية.
ووقع وزير الخارجية الدكتور صلاح الدين البشير وجاو فوشينغ نائب وزير التجارة الصيني اتفاقية للتعاون الاقتصادي والتقني، كما وقع وزير الخارجية وأمين عام أكاديمية العلوم الصينية تان تانيو مذكرة تفاهم حول التعاون بين الجمعية العلمية الملكية وأكاديمية العلوم الصينية.
وعقد جلالة الملك كذلك جلسة مباحثات مع رئيس الوزراء الصيني ون جياوباو تناولت قضايا التعاون الثنائي واليات وسبل تطويرها في مختلف الميادين بما يعود بالنفع والفائدة ويحقق المصالح المشتركة للبلدين.
وعبر جلالة الملك عن تقديره لجهود رئيس الوزراء جياوباو لتطوير علاقات بلاده مع الأردن، مشيرا جلالته إلى ضرورة تسريع التعاون بين البلدين الذي بدأ يأخذ مع توقيع الاتفاقيات الثنائية طابعا استراتيجيا ومؤسسيا أكبر في مختلف المجالات.
وأكد جلالته أن مشاركة الصين في إقامة العديد من المشاريع الرئيسية في الأردن وبشكل خاص في قطاع النقل ومشاريع البنى التحتية والطاقة المتجددة سيكون لبنة أساسية في تعزيز التعاون الإقليمي بين البلدين والقطاع الخاص في كل منهما.
وأشار جلالته إلى تطلع الأردن للاستفادة من الخبرات الصينية في قطاع التكنولوجيا المتقدمة، معربا عن أمله في تحقيق تعاون أكبر وأوسع بين البلدين في هذا المجال.
وأكد رئيس الوزراء جياو باو حرص الصين على بناء علاقات تعاون وثيقة مع الأردن تخدم مصالح البلدين. وعبر عن تقديره لجهود جلالة الملك لبناء اقتصاد وطني قوي ولدوره ومساعي جلالته الموصولة لتحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط.
وقال ان علاقات الاردن والصين اليوم غدت علاقات نموذجية وبناءة ونتطلع الى استثمار هذه العلاقات لتعزيز التعاون في مجالات الاستثمار والتجارة وزيادة مساهمة الشركات الاردنية في العمل داخل الاردن.
تابع لخبر المباحثاتوعلى هامش زيارته للصين حضر جلالة الملك في وقت لاحق الى جانب الرئيس الصيني وكبار المسؤولين الصينيين الحفل الختامي لدورة اولمبياد بكين للمعاقين التي كانت انطلقت في الثامن والعشرين من الشهر الماضي بمشاركة فاعلة من وفد رياضي أردني و148 دولة وجرى فيها التنافس على عشرين لعبة وتقدم الصين من خلالها1425 ميدالية متنوعة من خلال475 مسابقة مختلفة.