جلالة الملك يترأس اجتماع مجلس امناء الصندوق الهاشمي لتنمية البادية

27 أيلول 2007
عمان ، الأردن

شدد جلالة الملك عبدﷲ الثاني على أهمية ان تنعكس مشاريع الصندوق الهاشمي لتنمية البادية الأردنية مباشرة على التنمية الشاملة التي تسهم في تحسين ورفع مستوى معيشة المواطنين في مختلف مناطق البادية.

ووجه جلالته خلال ترؤسه اليوم اجتماع مجلس أمناء الصندوق بدراسة المشاريع المنوي تنفيذها بلواء الرويشد المتمثلة في إنشاء محمية رعوية مروية وزراعة محاصيل حقلية لإنتاج الأعلاف تعتمد على مشاريع الحصاد المائي.

ودعا جلالة الملك إلى دور فاعل للمواطنين ومؤسسات المجتمع المحلي في تلك المشاريع، وإشراك القطاع الخاص فيها لتوفير الإدارة الكفؤة، ودراسة جدوى تعميمها في بوادي المملكة.

يشار الى ان مجلس أمناء الصندوق الهاشمي لتنمية البادية أعيد تشكيله حديثا وهذا اجتماعه الأول.

وعرضت مستشارة وعضو مجلس الأمناء الشريفة زين بنت ناصر أهداف المشروعين المتمثلة في تحسين الوضع الاقتصادي للمواطنين والاستفادة المثلى من السدود الموجودة في المنطقة ومشاريع الحصاد المائي التي نفذها الصندوق سابقا.

وبينت ان المشروع الاول هو انشاء محمية رعوية بمساحة 23 الف دونم تقدر كلفته بحوالي 305 آلاف دينار بهدف المحافظة على الغطاء النباتي وعلى التربة من الانجراف عبر إدخال وزراعة شجيرات رعوية مناسبة مثل القطف والحمض التي تتلائم مع بيئة المنطقة.

ويعتمد المشروع على استغلال مياه الأمطار المجمعة في سدي حدلات وأبو الصفا لري الشجيرات الرعوية والنثر الطبيعي.

وقسم المشروع الى أربعة مراحل الأولى 3000 دونم سيتم زراعتها بالقطف والروثا والنثر الطبيعي، والمرحلة الثانية 1900 دونم نثر طبيعي، والثالثة على ارض مساحتها 13100 دونم تم تحديد الخطوط الكنتورية وتجهيزها لزراعة الاشتال، فيما ستتكون المرحلة الرابعة من 5000 دونم ضمن اراضي المحمية دون زراعة.

ويهدف المشروع الى تحسين الوضع الاقتصادي لمربي الثروة الحيوانية في الرويشد من خلال زيادة الإنتاجية المستدامة لموارد المراعي.

وحسب الدراسة التي أجراها الصندوق للمشروع فان مبررات تنفيذه هو نقص الأعلاف المنتجة محليا وارتفاع أسعارها عالميا.

ويقوم المشروع الثاني على بناء نموذج تنموي قابل للتخطيط عبر زراعة محاصيل حقلية من خلال زراعة 11 الف دونم لإنتاج الأعلاف بما يسهم في تحسين الوضع الاقتصادي والاجتماعي للفئات المستهدفة.

وقالت الشريفة زين انه سيعتمد نهج تشاركي بين الصندوق والمجتمعات المحلية لتشغيل المشروع الذي يعتمد على مياه سد حدلات.

ويعول على المشروع في استحداث فرص عمل في المناطق المستهدفة وتحسين دخل مربي الثروة الحيوانية فضلا عن نتائج بيئية تقلل من التصحر ومخاطر انجراف التربة وتدهورها.

وتبلغ مساحة المراعي الطبيعية في الاردن حوالي80 مليون دونم تشكل89 بالمائة من مساحة المملكة الكلية وتعاني من تحديات عديدة اهمها عمليات الرعي الجائر والمبكر واستخدام الشجيرات كوقود.

ويحتاج الاردن سنويا نحو4ر2مليون طن من الاعلاف يتم استيراد80 بالمائة من الخارج وهو امر دفع الصندوق الى التفكير في تنفيذ المشروعين.

من ناحيته اكد رئيس مجلس أمناء الصندوق فيصل الفايز ان هذين المشروعين يأتيان في سياق انجاز الأهداف التي أسس من خلالها الصندوق بمبادرة من جلالة الملك لتحسين الظروف المعيشة لأبناء البادية.

وقال ان ابناء البادية يعانون الان من ظروف اقتصادية تحتاج الى المعالجة خاصة وأنهم يعتمدون على تربية المواشي التي شهدت أسعار اعلافها ارتفاعا زاد الاعباء المالية على كاهلهم.

وقال ان جلالة الملك هدف من تأسيس الصندوق الى إيجاد مشاريع مدرة للدخل توفر فرص عمل لأبناء البادية وتنوع مصادر دخلهم.

وتأسس الصندوق الهاشمي لتنمية البادية الأردنية بمبادرة من جلالة الملك عقب زيارته لمناطق البادية الثلاث في منتصف عام2003 حيث تبرع جلالته آنذاك بثلاثة ملايين دينار فيما خصصت الحكومة500 الف دينار.

وأشار مستشار جلالة الملك لشؤون العشائر الشريف فواز زبن عبدﷲ الى الجوانب السلبية التي فرضها وجود المحاجر وعبور الشاحنات الذي أدى إلى تراجع الغطاء النباتي.

وأوضح أن المشروع لن يخدم أبناء البادية الشمالية فحسب بل ستنعكس نتائجه الايجابية على سكان البادية خصوصا ممن يرتحلون طلبا للماء والمراعي.

اما وزير البيئة خالد الإيراني فاعتبر ان من شأن المشروع تحقيق قيمة مضافة للبادية ويمكن الاستفادة منه ضمن مفهوم السياحة البيئية.

وأشار الى ان المشروع سيمول من خلال مشروع التعويضات البيئية الى جانب مشاريع أخرى ستمول من المشروع ذاته.

من ناحيته أكد وزير الزراعة الدكتور مصطفى قرنفلة ان الوزارة تتعاون بشكل كامل مع مثل هذه المشاريع التي لها دور اساسي في المحافظة على الغطاء النباتي..مشيراً إلى أن الوزارة انجزت العام الحالي سد الحدلات في المنطقة وهو جاهز لاستقبال مياه الامطار.

وقال وزير المياه والري الدكتور محمد الشطناوي ان مشاريع الحصاد المائي في المنطقة من شأنها ان تنعكس ايجابا على المياه الجوفية مشيرا الى ان الوزارة مستعدة لفتح آبار مياه أغلقت سابقا بسبب ملوحة مياهها وتركيب فلاتر لتسهم في تحقيق أهداف المشاريع التي يعتزم الصندوق تنفيذها.