جلالة الملك يتحدث لوكالة الانباء الاردنية بمناسبة عيد ميلاده الميمون

عمان
29 كانون الثاني/يناير 2002

أكد جلالة الملك عبدالله الثاني ان ثقته بالاسرة الاردنية الواحدة لا حدود لها في عطائها وانتمائها ولحمتها في مواجهة التحديات والتصميم على تحقيق الانجاز والغد المشرق .

وشدد جلالته على ضرورة العمل بروح الفريق الواحد وانه لا فرق بين الملك والمواطن فكلنا في مركب واحد وانني نذرت نفسي لخدمة ابناء شعبي وامتي.

وقال في حديث لوكالة الانباء الاردنية بمناسبة عيد ميلاد جلالته الميمون انني امل من شعبي ان يكون متفائلا بالمستقبل وبالرغم من الظروف الصعبة فنحن نعرف بالضبط ما هو مطلوب لتحقيق انفراج حقيقي وتنمية مستدامة يشعر الجميع بفوائدها.

وردا على سؤال اكد جلالة الملك عبدالله الثاني ان الانتخابات النيابية المقبلة ستكون عنوانا للتنمية السياسية ونقطة مضيئة في اتجاه اشاعة المزيد من الاجواء الديمقراطية وخطوة اخرى في بناء المجتمع المدني .

وردا على سؤال اخر اعتبر جلالته ان كلام بعض الجهات حول ما يسمى بالخيار الاردني يستهدف الاردن بالسوء مثلما يستهدف فلسطين شعبا وقيادة وقضية .

وفيما يلي نص حديث جلالة الملك عبدالله الثاني لوكالة الانباء الاردنية والذي اجراه مع جلالته مدير عام الوكالة ...

س: في عيد ميلاد جلالتكم ماذا تنتظرون من الاردنيين في هذه المناسبة؟

ج : أمل من شعبي ان يكون متفائلا بالمستقبل الواعد باذن الله وارى انه بالرغم من الظروف الصعبة الا اننا نعرف بالضبط ما هو مطلوب لتحقيق انفراج حقيقي وتنمية مستدامة يشعر الجميع بفوائدها .احتاج ايضا الى روح الفريق الواحد من الجميع لا فرق بين الملك والمواطن فكلنا في مركب واحد وانا لا هدف ولا غاية لدي سوى خدمة ابناء شعبي وامتي وقد نذرت نفسي لهم جميعا .

س: كيف يرى جلالة سيدنا تجاوب الاردنيين مع عزمه على تحقيق مجتمع /اهل العزم / في مواجهة التحديات وادامة التنمية؟

ج: هذا الوطن بامكاناته المحدودة وموارده الشحيحة اصبح اليوم بعزيمة الاردنيين وطنا نموذجا يوفر الفرص المتكافئة ويحقق العدالة والمساواة لكل الاردنيين الذين لم يتوانوا عن اداء الواجب وتحمل المسوؤلية برغم التحديات الكبيرة والظروف الصعبة .. وايماني بشعبي الاردني لا حدود له ومنذ حملت امانة المسؤولية كنت ادرك ان المهمة صعبة ولكنها ليست مستحيلة بفضل تكاتفنا جميعا واخص الشباب الذي يشكلون/ 70 / بالمائة من مجتمعنا سنعمل معا لجعل الاردن مثالا يحتذى به في المنطقة والعالم ان شاء الله .. التحديات كبيرة ولكن الامال كبيرة ايضا وعلينا الكثير مما يجب عمله باسرع ما يمكن وفي مقابل كل ذلك فان ثقتي لا حدود لها بالاسرة الاردنية الواحدة في عطائها وانتمائها ولحمتها في مواجهة التحديات والتصميم على تحقيق الانجاز والغد المشرق .

وان المكانة الطيبة التي احتلها الاردن لدى العالم هي بحق موضع فخر واعتزاز لكل اردني ..وعلاقاتنا مع الدول العربية الشقيقة اولا ومع الاصدقاء في العالم علاقات ايجابية يجب ان نستغلها لتحقيق التقدم الذي نريد والتطور الاقتصادي الذي نتطلع اليه خاصة ونحن وقعنا العديد من الاتفاقيات التي ستعزز تطور الاقتصاد الوطني ونموه .

وانني ادرك ان هناك فئات من المواطنين لم يلمسوا تماما اثار ما تحقق للمملكة من انجازات ولكني اود القول اننا نسير بخطى ثابتة وبيقين نحو مستقبل اكثر اشراقا وقد اكدت للحكومة بضرورة الاسراع في انجاز المشاريع التي بدات بتنفيذها او التي تعكف على تنفيذها وخاصة المشاريع الكبرى والمشاريع المتعلقة بتحسين الوضع المعيشي للمواطنين في المحافظات .. اولوياتنا في الوقت الراهن ان نحقق التكامل الاقتصادي والاجتماعي وسنعمل بكل امكانياتنا لتطوير الاقتصاد وتحسين الوضع المعيشي للمواطنين ومعالجة جيوب الفقر والبطالة ولابد من القول ان مؤشرات النمو الاقتصادي خلال السنة الماضية ايجابية رغم الكساد العالمي وهذا يمنحنا الحافز للسير قدما لتحقيق مزيد من النمو الاقتصادي الذي سيلمس المواطنون نتائجه باذن الله.

س: هل ستشكل الانتخابات النيابية المقبلة علامة على احداث اصلاحات اقتصادية سياسية جديدة واضافة المزيد من الخطوات الديمقراطية؟

ج : لقد اعلنت سابقا ان عام 2002 سيكون عام الانتخابات النيابية التي تؤكد على اهمية مشاركة جميع المواطنين وخاصة قطاع الشباب في هذه الانتخابات التي سنوفر كل الامكانيات لضمان اجرائها بشفافية ونزاهة لتنسجم ووجه الاردن الحضاري الديمقراطي .. واود ان اؤكد ان تنمية الحياة السياسية تشكل احدى اولوياتنا الوطنية الرئيسية والانتخابات المقبلة هي عنوان التنمية السياسية ونقطة مضيئة في اتجاه اشاعة المزيد من الاجواء الديمقراطية وخطوة اخرى في بناء المجتمع المدني هذا المجتمع الذي تحتاج اركانه الى تفعيل دور الاحزاب السياسية والمؤسسات في المملكة ولابد من التاكيد ايضا على اهمية دور وسائل الاعلام في توعية المواطنين بالمشاركة في الانتخابات وحثهم على ممارسة دورهم في تعزيز مسيرتنا الديمقراطية من خلال اختيارهم الاكفأ لتمثيلهم في البرلمان.

س : كيف ينظر جلالة سيدنا الى وضع الاردن والمنطقة في العالم ما بعد احداث 11 ايلول ومدى استفادة امتنا من هذا الدرس؟

ج : العالم تغير كثيرا بعد 11 ايلول سياسيا واقتصاديا وثقافيا ايضا وقد سارعنا منذ البداية الى ادانة الهجمات الارهابية على الولايات المتحدة لسببين رئيسيين اولهما اننا نرفض قتل المدنيين الابرياء تحت اي ذريعة ..وثانيهما اننا نؤمن بان الارهاب واحد بصرف النظر عن لون او جنس اودين مرتكبيه ولا عن لون او جنس او دين ضحاياه ..وكنا ندرك ومنذ البداية ايضا محاولات الصاق تهمة الارهاب بالعرب والمسلمين وهي محاولات لاقت نجاحا جزئيا بعد احداث 11 ايلول وحاولت كقائد عربي وهاشمي ومسلم خلال لقاءاتي وحواراتي مع القادة والمسؤولين في الغرب توضيح صورة الاسلام الصحيحة ..واستطعنا بحمد الله ان نغير الصورة التي التصقت بديننا العظيم بعد الاحداث الارهابية .. فوق ذلك والاهم كان شعوري ومن مقتضيات الواجب العمل على الا تنعكس تلك الاحداث الارهابية سلبا على القضية الفلسطينية ولكن هذا حدث بالفعل وللاسف استغلت اسرائيل ظروف انشغال الولايات المتحدة والمجتمع الدولي بمكافحة الارهاب لتنفيذ اجندتها في محاولة تصفية عملية السلام وضرب السلطة الوطنية الفلسطينية .

امتنا العربية استفادت كثيرا من هذا الدرس وارى في الافق كثيرا من البوادر المشجعة امل ان تنعكس على قمتنا العريبة الدورية الثانية المقبلة في بيروت.. في القمة الاولى تحقق الكثير مما يصلح اساسا لنمط جديد من النظام العربي وعلينا جميعا ان نكرس هذا النظام لمواجهة التحديات المحيقة بنا والعمل لبناء مستقبل عربي مشرق للاجيال القادمة.

س : تجددت مؤخرا بعض الطروحات حول ما يسمى بالخيار الاردني وخصوصا في هذه الظروف التي تعيش فيها القضية الفلسطينية وضعا خطيرا كيف تنظرون جلالتكم الى هذه الطروحات ؟

ج: هذا الكلام يستهدف الاردن بالسوء مثلما يستهدف فلسطين شعبا وقيادة وقضية ولا اصدق ان يصدر عن جهات تريد خيرا بالاردن وفلسطين . ان موقفنا من قضية فلسطين واضح واستراتيجي فنحن مع قيام الدولة الفلسطينية الناجزة على التراب الوطني الفلسطيني بقيادته الفلسطينية الشرعية التي تمثلها السلطة الوطنية الفلسطينية المنتخبة وعلى رأسها الاخ ياسر عرفات .

س : تبدأون غدا زيارة الى الولايات المتحدة للقاء الرئيس الاميركي جورج بوش وكبار المسؤولين الاميركيين ما هي القضايا التي سيتم التركيز عليها في هذه الزيارة ؟

ج : اعتقد اننا نواجه مرحلة من اصعب المراحل التي مرت بها منطقتنا وفي مقدمة هذه الصعاب الوضع المعقد الذي وصلت اليه القضية الفلسطينية وهذه تحتل المرتبة الاولى والاكثر اهمية للبحث ..كذلك فان هنالك تحديات اخرى في المنطقة لا بد من الحديث بشأنها .. وبالاضافة الى كل ذلك فهنالك عدة قضايا ثنائية ستبحث وخصوصا في الشأن الاقتصادي .