جلالة الملك يتحدث لوكالة الأنباء الكويتية " كونا "

عمان
29 أيلول/سبتمبر 2002

أعرب جلالة الملك عبد الله الثاني عن أمله في أن تشكل مبادرة العراق قبول عودة المفتشين مفتاحا لنزع فتيل الأزمة وابعاد شبح الحرب عن المنطقة ، وبدء حوار عملي بين العراق والأمم المتحدة.

وأكد جلالته في مقابلة مع وكالة الأنباء الكويتية عشية زيارة جلالته إلى الكويت أن الحوار هو الطريق الوحيد لحل كافة المشاكل العالقة آملا بأن يلتزم العراق التزاما كاملا بقرارات مجلس الأمن بدون قيود أو شروط كما يطالب المجتمع الدولي.

ودعا جلالته إلى تكثيف الجهود العربية والدولية لتنفيذ الالتزامات الأمريكية والدولية بخصوص تحقيق السلام في المنطقة ، ورفع المعاناة الهائلة عن الشعب الفلسطيني.

وأكد جلالته مساندة الأردن لدولة الكويت ودعمه لمطالبها كافة مشددا على أن أمن الكويت هو جزء من أمن الأردن والأمن العربي.

وأثنى جلالته على العلاقات الأردنية الكويتية ووصفها بأنها تتمتع بمستوى متميز مؤكدا أن التنسيق والتشاور بين البلدين متواصل على أعلى المستويات وحول أهداف زيارة جلالته إلى الكويت قال : ـ إنها تأتي في نطاق جهدنا المشترك مع سمو الأخ الشيخ جابر الاحمد الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة لبحث القضايا المتصلة بالعلاقات الثنائية واليات تطويرها وتعميقها في العديد من المجالات التي تعود بالخير على الشعبين الأردني والكويتي الشقيقين.

ونبه جلالة الملك إلى انه ليس لزيارته أي أبعاد سوى تكثيف التنسيق والتشاور بين البلدين والبحث فيما يتعلق بمستقبل العلاقات الأردنية ـ الكويتية. وتابع جلالته القول : الحقيقة أننا خلال السنوات الماضية قطعنا شوطا كبيرا في تمتين العلاقات بين البلدين وزيادة التعاون في المجالات السياسية والاقتصادية لافتا جلالته الانتباه إلى أن الجانبين بصدد تفعيل دور القطاع الخاص في البلدين للمساهمة في تنشيط التبادل الاستثماري والتجاري.

واستذكر جلالة الملك عبد الله مواقف الكويت المساندة لقضايا أمتها بقوله : ولا ننسى أن الكويت قيادة وشعبا كانت في طليعة الداعمين لقضايا الأمة العربية والمدافعين عن حقوقها.

وعرض جلالته رؤيته لمستقبل مسيرة السلام المتدهورة في الشرق الأوسط مؤكدا وجود التزام أمريكي ودولي بتحقيق السلام في المنطقة من خلال استئناف المفاوضات على أساس قرارات مجلس الأمم242 و 338 و 1397 ومبادرة السلام العربية وخطاب الرئيس الأمريكي جورج بوش حول المسالة.

ولاحظ جلالته أن الرئيس بوش أعلن اكثر من مرة وخلال لقاءاتنا انه مصمم على التوصل إلى سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين يسفر عن إقامة دولة فلسطينية مستقلة تعيش إلى جانب إسرائيل وذلك في غضون ثلاث سنوات.

ودعا جلالته على هذا الصعيد إلى تكثيف الجهود العربية والدولية لتنفيذ تلك الالتزامات ودعم مطالب الشعب الفلسطيني ورفع المعاناة الإنسانية الهائلة عنه. وأشار جلالته إلى أن هذا الشعب بحاجة اليوم إلى جهد دولي يساهم في دعم اقتصاده وإعادة إعمار مؤسساته وتقديم المساعدات الغذائية والدولية لنساهم في تخفيف حدة الحصار والوضع المأساوي الذي يعيشه في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي ضده.

ودان جلالة الملك عبد الله الأعمال العسكرية والإجراءات الإسرائيلية التي نعتها بالتعسفية بحق الشعب الفلسطيني وقيادته وأراضيه وحقوقه الوطنية منبها إلى أن هذا النهج الإسرائيلي واستمرار دوامة العنف لن توفر الحلول ولا الأمن للشعبين الإسرائيلي والفلسطيني .

ولفت جلالته نظر الإسرائيليين إلى أن الأمن الذي يريدونه منوط بالاعتراف بحق الشعب الفلسطيني في الاستقلال واقامة دولته المستقلة ضمن حدود الرابع من حزيران لعام 1967.

ودعا جلالته المجتمع الدولي بالالتفات إلى حجم المأساة الفلسطينية والمبادرة إلى دعم وتحريك عملية السلام بعد عامين من الإجراءات الإسرائيلية التعسفية بحق الشعب الفلسطيني واستمرار الحصار وتواصل العدوان المتمثل بالقتل اليومي ونسف البيوت وتدمير المؤسسات والبنى التحتية والمعاناة الإنسانية اليومية للفلسطينيين .