جلالة الملك يتحدث لصحيفة التايمز البريطانية

عمان
29 تموز/يوليو 2002

اعتبر جلالة الملك عبدالله الثاني قرار سمو الامير الحسن بن طلال حضور اجتماع قادة المعارضة العراقية في لندن مؤخرا غير موفق.. وقال "لقد ارتكب الامير الحسن خطا فادحا لم يكن يدرك نتائجه ونحن نحاول الان اصلاح الوضع." ونفى جلالته في مقابلة مع صحيفة التايمز البريطانية اي علاقة للاردن مع احمد الجلبي احد قادة المعارضة العراقية والمطلوب في الاردن بقضية اختلاس اموال من احد البنوك الاردنية الذي كان يرأس ادارته.

وسخر جلالته مما نشر في بعض وسائل الاعلام من ان الاردن سيستضيف قوات اميركية على اراضيه للاستعداد لضرب العراق. وقال ان الامر المضحك في الموضوع هو ان الاردن ليس نقطة ارتكاز لاي عمليات اميركية مستقبلية في العراق. واضاف "اسالوا أصدقاءنا في الصين وموسكو وانجلترا وفرنسا فان الجميع سيخبرونكم ان لدينا مخاوف من العمل العسكري ضد العراق والعالم بأسره مجمع على هذا ولكن فجاه اصبح الاردن نقطة الفصل وهذا امر مضحك بالنسبة لي."

واستهجن جلالة الملك عبدالله الثاني دعوات استبدال الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات وقال "من غير الملائم استهداف اي قيادة في اي جزء من العالم."

واضاف "لقد شكك العديدون بعرفات ولكن عددا مماثلا او اكثر شككوا برئيس الوزراء الارائيلي ارئيل شارون وفي النهاية.. فالاثنان اختارهما شعباهما وبرأيي هما الموجودان وعلينا ان نتعامل معهما."

وبين جلالته ان الدعوة الاميركية لاستبدال الرئيس عرفات ستتسبب في ردة فعل عكسية قائلا ان اغلبية الفلسطينيين الذين يشعرون ان اميركا متحيزة سيصوتون لصالح عرفات ليعبروا عن ردة فعلهم على الموقف الاميركي.

واشار جلالته الى الانعطافات في سياسة الولايات المتحدة وتأثير المتشددين في المنطقة مؤكدا ثقته بقدرة الرئيس بوش على احراز نتائج. وقال جلالته انه بغض النظر عن تغير الاجندات في واشنطن والانقسام بالطريق التي ينظرون بها للشرق الاوسط.. ففي النهاية فان الجميع في الادارة الاميركية يلتفون حول الرئيس الذي هو صاحب القرار النهائي.

واعتبر جلالته وزير الخارجية الاميركي باول عنصرا مهما في السياسة الاميركية قائلا انه اذا ترك موقعه في الادارة الاميركية فان ذلك سيشكل خسارة كبيرة واصفا اياه بانه الشخص الذي يتفهم القضية الفلسطينية وما يتوجب ان يتم عمله في الشرق الاوسط.

وبين جلالته ان المشكلة هي ان هناك صراعا حول ايهما اهم الوضع الفلسطيني الاسرائيلي ام قضية العراق والرئيس الاميركي يقهم العلاقة وكذلك وزير خارجيته باول لان لديهما ميلا لنظر للامور بصورة شمولية. ولكن للاسف هناك من يعتقد في واشنطن بضرورة التركيز على قضية العراق بغض النظر عما يحدث في بقية الشرق الاوسط.. وحذر جلالته من انه اذا اصبحت ذه الاصوات اقوى فان مصالح الولايات المتحدة في الشرق الاوسط ستتزعزع اكثر.