الزاوية الإعلامية
تفقّد جلالة الملك عبد ﷲ الثاني اليوم خلال زيارته التواصليّة إلى البادية الشماليّة عدداً من الأسر المنتفعة من الوحدات السكنية، في منطقة الصالحيّة، التي كان جلالته قد أمر بتنفيذها بهدف تحسين الواقع المعيشي لسكان المنطقة.
وتمّ الانتهاء، مؤخراً، من بناء وتجهيز مركز شباب الصّالحية، الذي يشكّل أحد أهمّ المشاريع التنموية التي أوعز جلالة الملك بضرورة تنفيذها خلال زيارته الأخيرة لمنطقة البادية الشماليّة قبل قرابة العام.
ويوفّر المركز فضاءً آمنا ومحفزا لشباب سبعة تجمعات سكانية يتكون منها اللواء لا يجدون فسحة يمارسون فيها نشاطاتهم ويفرغون فيها طاقاتهم ويعبرون عن آرائهم ويمارسون فيه حقوقهم في المشاركة والتعلم وبناء الديمقراطية على المستويات كافة.
وتوقع مدير مديرية شباب محافظة المفرق محمد الخالدي أن يصل عدد أعضاء المركز الذي سيفتح أبوابه لاستقبال شباب المنطقة ابتداء من مطلع الأسبوع المقبل بضع مئات من الشبيبة المتحمسين للعمل الشبابي.
وأضاف الخالدي في حديث لوكالة الأنباء الأردنية (بترا) أنه من المتوقع كذلك أن تقبل الفتيات على الانتساب للمركز، وألا تقتصر عضويته على الشباب، مشيرا إلى النموذج الذي يقع في منطقة حيان المشرف في المفرق وهو نادي الشباب الرياضي الذي دخلت إليه الشابات وأصبحن يشكلن نحو 50 بالمائة من عدد أعضائه، وكذلك الأمر في مركز شباب بلعما الذي يخدم الجنسين.
وأكد الخالدي أنه سيتم انتخاب هيئة ولجان إدارية للإشراف على المركز، مبينا أن الهدف هو "ترسيخ مفهوم ومبدأ المشاركة والديمقراطية بين الشباب" حسب بنود الإستراتيجية الوطنية للشباب التي تعمل هذه المراكز في إطارها.
يشار إلى أن نسبة الشباب والأطفال في هذه المنطقة عالية جدا وهي الأعلى في المملكة إذ أن معدل عدد أفراد الأسرة في القضاء 1ر7 فردا وهو أكبر من المعدل العام للمملكة البالغ 7ر5 فردا.
وبين الخالدي ان النادي يستقبل الشباب من سن الثانية عشرة وحتى سن الثلاثين، إلا أن هذه الشريحة الواسعة سيتم تجزئتها إلى فئات وتوجيهها نحو نشاطات تتناسب مع اهتمامات الفئة العمرية ودرجة نموها, موضحا أن هذه الشريحة الشبابيّة ستقسم إلى فئة بين 12إلى15 سنة الذين تستهدفهم نشاطات خاصة باليافعين بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، وفئة 15 إلى 18 سنة الذين تخدمهم معسكرات الحسين للشباب وستبدأ يوم بعد غد السبت،إضافة إلى فئة شباب الجامعات من 18 إلى 24 عاما الذين لهم معسكرات خاصة بهم.
ومن ناحيتهم، ثمّن مشرف المركز حسين الغيث وشباب المركز اللفتة الملكية السامية ببناء هذا المقر الشبابي لهم الذي يعتبر المتنفس الوحيد لقضاء مترامي الأطراف وتجمعات سكانية متناثرة على مساحة 2584 كم2 تمتد من بلدة الصالحية ولغاية الصفاوي على طول 70 كم, معربا عن أمله في بناء ملاعب رياضية لكرة القدم وغيرها من النشاطات البدنية التي تصقل مواهب الشباب وتفرغ طاقاتهم الحبيسة.
وطالب الغيث بتوفير باص للمركز، مبينا ان القضاء واسع المساحة ومن الصعب على الشباب في التجمعات السبعة التي يخدمها أن يصلوا إلى المركز ويعودوا إلى بيوتهم مشيا على الأقدام لبعده عنهم، إضافة إلى ضعف قدراتهم المالية لاستئجار سيارات توصلهم.
ويضم المركز صالة رياضية وطاولات تنس ومكتبة ومرسما وألعابا ذهنية ومختبرا للحاسوب.
وتعاني منطقة الصالحيّة من نسب فقر وأميّة عالية بالمقارنة مع مستويات المملكة، إضافة إلى انخفاض نسبة حملة الشهادات العليا من أبناء المنطقة.
وتفقد جلالة الملك أثناء زيارته لمنطقة الصالحيّة البيوت التي أمر ببنائها وتجهيزها لبعض أسر المنطقة ممن كان ينقصهم السكن المناسب.
وتتكون هذه البيوت التي تم انجازها في خمسة أشهر فقط حسب رئيسة قسم الإشراف في مديرية أشغال المفرق المهندسة معزوزة الشديفات من غرفتي نوم وحمام ومطبخ وغرفة جلوس حيث تم تزويدها بفرشات وأسرّة وثلاجات وغسالات وأفران غاز وأجهزة تلفزيون ليؤمن لأطفال هذه الأسر الاحتياجات الأساسيّة إضافة إلى فرصة الاطلاع على العالم الخارجي لتوسيع مداركهم.
وكان من بين المستفيدين من المكرمة الملكية السامية في الإسكان والتأثيث وطرود الخير "أم ساير" التي خطف الموت زوجها تاركا إياها مع ستة أطفال أكبرهم فتاة في الخامسة عشرة من العمر.
وعندما صافح جلالته أم سائر مطمئناً عن أحوالها ومستفسرا عن احتياجاتها، ما كان منها إلا أن طلبت من جلالته أن يشمل حنانه ومكرماته ابن جيرانها اليتيم الذي يقارب في سنوات عمره ربيع أطفالها، مؤثرة أن تشمل لفتات جلالته وحنانه آخرين ممن يحتاجون لمساعدته.