جلالة الملك يبحث مع ميركل افاق تطوير العلاقات الثنائية

02 حزيران 2006
عمان ، الأردن

أجرى جلالة الملك عبدﷲ الثاني والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل مباحثات ثنائية في العاصمة الألمانية برلين اليوم تركزت حول أفاق تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين، خصوصا في المجالات الاقتصادية والاستثمارية، وآخر التطورات السياسية في منطقة الشرق الأوسط.

وفي مؤتمر صحفي مشترك بعد المباحثات، وصف جلالته لقاءه بالمستشارة ميركل بالفرصة المهمة لبحث سبل تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية، معربا عن سعادته بمستوى العلاقات القوية التي تجمع الأردن وألمانيا على المستويين الرسمي والشعبي.

وقال جلالته أن المستشارة ميركل "تشاركني الالتزام بأهمية تطوير العلاقات بين عمان وبرلين" وتعزيز الروابط التجارية والاستثمارية بين القطاع الخاص في البلدين الصديقين.

ولفت جلالته إلى أن اللقاء شهد نقاشات مثمرة أيضا حول سبل تعزيز العلاقات بين الأردن والاتحاد الأوروبي الذي ستتولى ألمانيا رئاسته العام المقبل .

وبين جلالته في المؤتمر الصحفي، أنه بالإضافة إلى مساعدة ألمانيا للأردن من خلال مبادلتها لجزء من دينها لتمويل عدد من المشاريع التنموية في المملكة خلال السنوات الماضية، خصوصا في مجال المياه والكهرباء، فأن ألمانيا تعد شريكا قويا للأردن في مجال التعليم، مبينا أن الجامعة الأردنية - الألمانية، التي سيتم الانتهاء من إنشائها قريبا، هي مثال حي على هذا التعاون.

وقال جلالته أن ألمانيا تعد أيضا شريكا مهما في عملية برشلونة الهادفة لتعزيز الشراكة الأورومتوسطية والهادفة لفتح الآفاق لتعاون اكبر بين دول المنطقة.

وحول قضايا الساعة في منطقة الشرق الأوسط، قال جلالته أنه تباحث مع المستشارة الألمانية حول أهمية تعزيز مناخ السلام والاستقرار والأمن في المنطقة.

وفي هذا المجال، بين جلالة الملك انه تناول بإسهاب مع ميركل سبل تقديم المساعدات التي يحتاجها الشعب الفلسطيني تجنبا لحدوث أزمة إنسانية في الأراضي الفلسطينية، بالإضافة لمساعدة الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي على المضي قدما نحو طريق السلام، لافتا إلى أهمية أن يعمل الجانبان بمسؤولية لتحقيق تطلعات وآمال شعوبهما للعيش بسلام وأمان.

كما تناول جلالته خلال المباحثات الدور الذي يمكن لبرلين وعواصم الاتحاد الأوروبي من لعبه لدفع عملية السلام للأمام وإخراجها من دائرة الجمود الذي تعيشه.

وحول العراق، قال جلالة الملك، أنه تم مناقشة الوضع هناك، حيث أكد جلالته على موقف الأردن الداعم لجهود الحكومة العراقية الجديدة لتعزيز وحدة وامن واستقرار العراق.

من جهة أخرى، عبر جلالته عن قلقه حيال التوتر الذي يحيط بالملف النووي الإيراني، داعيا جميع الأطراف المعنية للعمل معا لإيجاد حل دبلوماسي لهذه المسألة.

وأشاد جلالته بالدور البناء الذي تقوم به ألمانيا لتقريب وجهات النظر بين الأطراف المعنية بهذه القضية.

وفي رده على سؤال، قال جلالته، الذي ترافقه جلالة الملكة رانيا العبدﷲ خلال الزيارة، أن ألمانيا والاتحاد الأوروبي يلعبان دورا مهما في معالجة قضايا منطقة الشرق الأوسط، معربا عن تطلعه باستمرار الى برلين في دعم المنطقة لمواجهة مختلف التحديات.

من جانبها، وصفت ميركل الأردن بالصديق المهم لألمانيا في المنطقة، مؤكدة ان زيارة جلالة الملك اليوم تؤكد هذه الحقيقة. وقالت أنها تحدثت مع جلالته حول سبل تعزيز العلاقات بين عمان وبرلين وحول العديد من القضايا بداية من الخطوات التي تتخذها المملكة لتحقيق الإصلاح في مختلف القطاعات، معربة عن استعداد ألمانيا لمساعدة الأردن في هذا المجال.

كما أكدت المستشارة الألمانية على أهمية عودة الزخم إلى عملية السلام لضمان إحراز تقدم إيجابي يضمن العودة إلى طاولة المفاوضات.

وقالت أن ألمانيا ستعمل ما في وسعها لضمان استمرار الدعم للشعب الفلسطيني، وكذلك ضمان تقديم المساعدات للمنظمات غير الحكومية العاملة في الأراضي الفلسطينية، قائلة أن برلين تعلم مدى الصعوبة التي يواجها الفلسطينيون في هذا الوقت.

وأضافت ميركل أنه من مصلحة الجميع أن نرى عملية السلام في الشرق الأوسط تتقدم وأن ينعم الفلسطينيون بمستقبل جيد، لكننا في نفس الوقت يجب أن نربط ذلك بما تم الاتفاق عليه دوليا وخصوصا فيما يتعلق بخطة خارطة الطريق.

وشددت المستشارة في نفس الوقت على الموقف الألماني والأوروبي القائم على أهمية اعتراف حماس بدولة إسرائيل، مشيرة إلى أن اللجوء للعنف لن يحل الصراعات السياسية في منطقة الشرق الأوسط.

وحول إيران، وصفت المستشارة الألمانية العرض الأمريكي الذي قدم مؤخرا بالإيجابي، مبينة أنه من المهم لألمانيا ضمان عودة إيران لطاولة المفاوضات.

وأشارت إلى أنه من الضروري أيضا استغلال هذه الفرصة، لأن هناك العديد من الأمور التي ستبنى على هذا الأمر.

يشار إلى ان التبادل التجاري بين الأردن وألمانيا يميل بشدة لصالح الأخيرة حيث بلغ حجم الواردات الألمانية للمملكة العام الماضي نحو 454 مليون دينار مقارنة بحوالي 315 مليون دينار في عام 2001 في حين بلغ معدل الصادرات الأردنية حوالي 5 مليون دينار مقابل 16.8 مليون دينار في عام 2001.

يذكر أيضا أن ألمانيا قدمت أكثر من 335 مليون يورو لتمويل مشاريع في قطاع المياه والري في الأردن خلال السنوات القليلة الماضية، وأكثر من 30 مليون يورو للبنية التحتية للمدارس في المملكة.

وبينما تبلغ مديونية ألمانيا على الأردن حوالي 413 مليون دولار، فأن حجم الاستثمارات الألمانية في الأردن خلال الخمس سنوات الماضية بلغت 33 مليون دولار.

وضم الوفد المرافق لجلالة الملك، خلال الزيارة التي تعد الأولى لجلالته للجمهورية الألمانية منذ تولي ميركل رئاسة الحكومة الجديدة في شباط الماضي، سمو الأمير علي بن الحسين ومدير مكتب جلالة الملك الدكتور باسم عوض ﷲ ونائب رئيس الوزراء وزير المالية زياد فريز ووزير الخارجية عبدالاله الخطيب والسفير الأردني في ألمانيا وليد الرفاعي.