الزاوية الإعلامية
اعلن جلالة الملك عبد ﷲ الثاني اليوم عن بناء مئذنة خامسة للمسجد الاقصى المبارك وتنفيذ احتياجات المسجد من الصيانة اللازمة وتجديد فرش مسجد قبة الصخرة المشرفة. وامر جلالته بإجراء مسابقة لإعداد تصاميم للمئذنة الخامسة لاختيار أفضلها وبما يتناسب مع أهمية وقدسية المسجد الأقصى ومكانته لدى جميع المسلمين. وأكد جلالته خلال ترؤسه اجتماعا في وزارة الاوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية للجنة اعمار المسجد الاقصى وقبة الصخرة المشرفة ان المقدسات الإسلامية وخاصة المسجد الأقصى وقبة الصخرة ستبقى كما كانت دائما محط اهتمام الهاشميين ورعايتهم. وقال جلالته ان الحفاظ على المقدسات الإسلامية وإعمارها "هي أمانة في عنقي وسأستمر في دعمها على خطى الآباء والأجداد"، مؤكدا جلالته انه سيتابع شخصيا تنفيذ احتياجات المسجد. واعلن جلالته عن إنشاء صندوق خاص ووقف يعنى بالمقدسات ويساعد على تلبية هذه الاحتياجات ويضمن استمرارية صيانة وحماية وإعمار المقدسات الإسلامية وفي مقدمتها المسجد الأقصى وقبة الصخرة المشرفة. وعبر جلالته عن شكره وتقديره لجهود اللجنة الموصولة في الاشراف على عملية اعمار المسجد. واكد جلالته دعمه لما تقوم به وزارة الاوقاف من انشطة وبرامج ودورها المهم في الاشراف على المساجد ونشر قيم ومبادئ الاسلام. واشار جلالته بهذا الصدد إلى أهمية صندوق الزكاة في التخفيف من معاناة الشرائح الفقيرة في المجتمع وترسيخ التلاحم والتكاتف الاجتماعي بين المواطنين، مؤكدا دعمه للصندوق وضرورة أن يبادر الجميع من المقتدرين في دعم هذا الصندوق من زكاة أموالهم ليكون أكثر قدرة على اداء مهامه وإيصال الدعم إلى مستحقيه من المواطنين غير المقتدرين. ويقدم صندوق الزكاة رواتب شهرية شملت 990 أسرة تبلغ قيمتها 243 ألف دينار سنويا, فيما تقدم لجان الزكاة رواتب شهرية شملت 11 ألف أسرة تبلغ قيمتها مليون و335 ألف دينار سنويا بالإضافة الى العديد من المساعدات الطارئة والجارية يستفيد منها عدد كبير من الفقراء من مختلف محافظات المملكة إذ بلغ عدد الأيتام الذين كلفهم صندوق الزكاة 750 يتيما إضافة إلى 3500 يتيم كفلتهم لجان الزكاة. وينفذ صندوق الزكاة مشاريع تأهيلية للاسرة المحتاجة بحيث اشتملت البرامج التأهيلية على مشاريع تربية الماشية والنحل والخياطة والتريكو والمخللات. ويتطلع صندوق الزكاة الى تطوير وتفعيل قانون صندوق الزكاة الصادر عام 1988 واعادة هيكلة الصندوق تحت مسمى "مؤسسة بيت الزكاة الاردني" وتوفير الكادر المؤهل والبناء المناسب للصندوق بالاضافة الى التوسع في مشاريع التأهيل الصغيرة على مستوى الاسر والمشاريع المتوسطة على مستوى الاقليم. وتم خلال اللقاء تقديم عرض تناول جهود الهاشميين في رعاية المسجد الأقصى وقبة الصخرة المشرفة والخطط المتعلقة بإنشاء المئذنة الخامسة للمسجد الأقصى والواقع الحالي للمسجد وقبة الصخرة واحتياجاتهما. ومن ابرز الاحتياجات انجاز مشاريع البنى التحتية التي تتضمن مشاريع الإنارة وشبكة الهاتف ونظام صوتيات متكامل للمسجد الأقصى وقبة الصخرة والمصلى المرواني وساحات الحرم الشريف، إضافة إلى مشاريع الأعمال الميكانيكية والصحية المشتملة على التمديدات المائية لإطفاء الحرائق وصرف مياه الامطار والصرف الصحي, ومن المشاريع المتفرقة ترميم الزخارف الفسيفسائية والجصية في المسجد الأقصى وقبة الصخرة التي لم يتم صيانتها منذ 400 عام. وتبلغ قيمة هذه المشاريع والاحتياجات بما في ذلك إنشاء المئذنة الخامسة وتجديد فرش قبة الصخرة نحو خمسة ملايين دينار سنويا. وحضر الاجتماع سمو الأمير غازي بن محمد المبعوث الشخصي والمستشار الخاص لجلالة الملك ورئيس الديوان الملكي الهاشمي سالم الترك ومدير مكتب جلالة الملك الدكتور باسم عوض ﷲ. وللمسجد الأقصى 4 مآذن وهي (باب الأسباط والفخرية والغوانمة وباب السلسلة) وتم اختيار موقع المئذنة الخامسة بشكل دقيق حتى يأخذ موقعا استراتيجيا قريبا من الباب الذهبي ومن باب الأسباط. وتبلغ مساحة السجاد المطلوبة لفرش مسجد قبة الصخرة حوالي 2000 متر مربع وهو جاهز للتركيب ومن المتوقع استكمال تركيبه نهاية الشهر الحالي. ووفقا لنائب رئيس اللجنة الملكية لاعمار المسجد الاقصى المهندس رائف نجم فان حجم الانفاق الهاشمي منذ عام 1954 وحتى الان تقدر بنحو نصف مليار دينار اردني. وبين ان حجم الانفاق السنوي للنفقات المتكررة للمسجد الاقصى يقدر بنحو 3 ملايين دينار يدفعها الاردن عدا نفقات الصيانة والبناء والترميم. يشار الى أن الأعمار الهاشمي للأماكن الإسلامية تواصل منذ عام 1924 حينما تبرع الشريف حسين بن علي طيب ﷲ ثراه، بمبلغ "50" ألف ليرة ذهبية شكلت الأساس لأعمار المسجد الأقصى وعدد أخر من مساجد فلسطين. وكان المغفور له بإذن ﷲ جلالة الملك المؤسس عبد ﷲ بن الحسين هو الذي أطلق الدعوة لترميم محراب زكريا وإعادة ترميم المباني المحيطة والتي عانت من أضرار هيكلية خلال حرب عام 1948. وفي عهد المغفور له بإذن ﷲ جلالة الملك الحسين بن طلال طيب ﷲ ثراه، عملت الحكومة الأردنية عام 1952على ترميم قبة الصخرة المشرفة وفي العام 1959 بدأ الترميم الثاني للقبة الذي انتهى عام 1964 وفي عام 1969 وبعد تعرض منبر صلاح الدين في المسجد الأقصى المبارك لأضرار كبيرة، حيث جرى إعادة ترميمه. وفي أواخر عقد الثمانينات الماضي، أصدر جلالة المغفور له الملك الحسين بن طلال توجيهاته بتصفيح قبة الصخرة المشرفة بحوالي "5000" قطعة ذهبية، وإعادة بناء دعامات السطح وتصليح البنية الأساسية للمبنى وتم توجيه اهتمام خاص لترميم منبر صلاح الدين، واختيار المواد التي تشبه المواد التي استعملت في بناء المنبر الأصلي قبل تعرضه للحريق. وأنفق جلالة المغفور له الملك الحسين أكثر من ثمانية ملايين دينار هي ثمن بيت له في لندن، تم بيعه لصالح الإعمار ولتمويل المشروع. وبرعاية ومتابعة حثيثة من جلالة الملك عبد ﷲ الثاني الذي وضع في السابع والعشرين من شهر رمضان عام 2002، اللوحة الزخرفية الأساس للمنبر، جرى إعادة بناء هذا المنبر في جامعة البلقاء التطبيقية من خلال كلية الفنون الإسلامية التي قامت بفضل خبرات وقدرات وطاقات أساتذتها والعاملين فيها من تنفيذ هذا العمل ليأتي مطابقا للمنبر الأصلي بكافة تفاصيله. واستعمل صلاح الدين الأيوبي المنبر بعد تحرير القدس عام 1187 ويعد التحفة الوحيدة من نوعها لأنه لا يوجد منبر مماثل في حجمه أو حجم الزخارف فيه التي تعتمد التعشيق والحفر على الخشب من كلا الجانبين. وأزاح جلالة الملك عبد ﷲ الثاني في الخامس والعشرين من شهر تموز الماضي بجامعة البلقاء التطبيقية الستار عن منبر صلاح الدين مؤذنا بذلك ببدء عملية إعادة المنبر إلى المسجد الأقصى ومجسدا حرص الهاشميين على أعمار وبناء المقدسات الاسلاميه. يذكر ان لجنة اعمار المسجد الاقصى استطاعت خلال الأعوام الستة الماضية ورغم كل المعوقات إكمال اعمار قبة الصخرة من الداخل وترميم القبة الخارجية والمآذن والجدران الجنوبية والشرقية للمسجد الأقصى، وترميم المسجد المرواني. وكان وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية عبدالفتاح صلاح استعرض خلال الاجتماع ابرز انجازات الوزارة في مجال اعمار مقامات الانبياء والصحابة والشهداء وكذلك فيما يتصل بتأهيل الأئمة والوعاظ. وبين ان الوزارة عينت خلال العام الحالي نحو 1000 موظف في معظم مساجد الملكة مثلما انها وضعت شروطا لبناء المساجد تتضمن الحصول على التراخيص البلدية اللازمة ومن ثم اخذ موافقة الوزارة على البناء وفق شروط تعزز من دور المسجد في تادية رسالته. واشار الى ان الوزارة عقدت اكثر من 11 دورة شارك فيها 550 واعظا وإماما وستواصل عقدها بعد شهر رمضان لتشمل جميع العاملين في مجال الوعظ والارشاد. وتطرق للحديث عن مشاريع الوزارة الاستثمارية والتي من بينها مشروع استثماري على طريق المطار بكلفة 20 مليون دينار يتم استكمال دراسته حاليا. واشار الى ان صندوق الزكاة بدأ يعمل على تجاوز مرحلة تقديم المعونة لبعض الحالات الى مرحلة مساعدة المحتاج في ايجاد مشاريع مدرة للدخل. ووصف مساعد امين عام وزارة الأوقاف لشؤون القدس عبد العظيم سلهب القائم باعمال قاضي قضاة القدس ان اللفتة الملكية تجسد اهتمام جلالة الملك عبدﷲ الثاني بالقدس والمقدسات الإسلامية فيها وتاجها المسجد الأقصى. واضاف ان مبادرة جلالة الملك في انشاء صندوق خاص للمسجد الاقصى هي دعم حققي لمسيرة طويلة، حيث ما تم انجازه خلال عقدين من اعمال صيانة وترميم ورعاية للمقدسات الاسلامية لم تشهده على مر قرنين من الزمان. واكد سلهب ان هذه ليست المرة الأولى التي يتم بها فرش المسجد الاقصى، حيث امر جلالة المغفور له الملك الحسين بن طلال رحمه ﷲ عام 1995 بفرشه على حسابه والان يأمر جلالة الملك عبدﷲ الثاني بتجديد هذا الفرش. اما فيما يتعلق بالتوجيهات الملكية المرتبطة باعداد تصاميم مرتبطة بانشاء مأذنة خامسة قال السلهب ان هذا المشروع حيوي يرسخ اسلامية المسجد الاقصى وله اثر معنوي كبير على اهل القدس. وقال امين عام اللجنة الملكية للقدس عبدﷲ كنعان ان مبادرة جلالة الملك بانشاء صندوق للقدس ليست غريبة على الهاشميين الذين يولون اهتماما كبيرا وخاصة للمسجد الاقصى. وأضاف ان من شأن الصندوق توفير مبالغ لادامة عملية الصيانة واستمرارها تشمل جميع المقدسات في حرم الاقصى وهي المسجد الكبير وقبة الصخرة والمسجد المرواني والقباب والمقامات مؤكدا ان تلك المقدسات تحتاج الى صيانة وترميم لحمايتها وادامتها باستمرار.