جلالة الملك يؤكد للرئيس بوش أهمية ترجمة رؤى السلام الى واقع ملموس

عمان
09 أيار/مايو 2002

أجرى جلالة الملك عبد الله الثاني والرئيس الامريكي جورج بوش مباحثات في البيت الابيض فجر اليوم تناولت الطروحات الجارية حاليا للخروج من الازمة التي تعصف بمنطقة الشرق الاوسط نتيجة استمرار موجة العنف. وأكد جلالته خلال المباحثات اهمية استناد اي افكار مقبلة الى مرجعية السلام المتمثلة بقرارات مجلس الامن 242 و 338 و 1397 بالاضافة الى المبادرة العربية مشددا على ضرورة ان يتم ذلك ضمن اطار زمني محدد.

وكما اكد جلالته خلال المباحثات التي حضرها رئيس الديوان الملكي الهاشمي ومستشار جلالة الملك لشؤون الامن مدير المخابرات العامة مقرر مجلس امن الدولة اهمية ترجمة رؤى السلام المطروحة الى واقع عملي ملموس يؤدي الى بعث الامن والمستقبل لدى شعوب المنطقة معتبرا جلالته ان اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وحل كافة المشاكل السياسية كفيل بانهاء اعمال العنف والعنف المضاد.

واكد الرئيس بوش تمسكه برؤيته للسلام القائمة على اساس قيام دولة فلسطينية تعيش الى جانب دولة اسرائيل.

واشار الى ان المبادرة العربية تشكل قاعدة مهمة من قواعد السلام في المنطقة مثمنا دور جلالته في دعم ومساندة جهود السلام.

وتطرقت مباحثات جلالته مع الرئيس بوش التي حضرها مستشارة الامن القومي كوندوليزا رايس ووزير الخارجية كولن باول الى العلاقات الثنائية بين الاردن والولايات المتحدة حيث ابدى الرئيس بوش تفهما لضرورة مساعدة الاردن على استكمال برامجه الاقتصادية والتنموية 0

واشار الى تطور العلاقات الاقتصادية بين البلدين والى تنامي الصادرات الاردنية للاسواق الاميريكية بعد توقيع اتفاقية التجارة الحرة والتي زادت عن 250 مليون دينار العام الماضي.

وفي تصريحات مشتركة للصحفيين في البيت الابيض اعرب جلالة الملك عبد الله الثاني عن الامل في امكانية ايجاد وسيلة لايصال الفلسطينيين والاسرائيليين الى السلام والامن.

وقال جلالته ان المباحثات التي يجريها في واشنطن تهدف الى ايجاد بعض الخطوات المنطقية خلال الاسابيع المقبلة لاخراج الفلسطينيين والاسرائيليين من المازق الحالي الذي يواجهونه في الوقت الراهن.

واشار جلالته الى اننا سوف نناقش جميع الاراء في محاولة لايجاد طريق واضح بحيث يكون هناك دعم اميريكي للفلسطينيين والاسرائيليين للحصول على السلام الذي يتطلعون اليه.

واعرب جلالة الملك عبد الله الثاني عن امله بنجاح قمة القاهرة بين الرئيس المصري حسني مبارك وسمو الامير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد السعودي التي تاتي بهدف التاكيد على رؤية العرب للسلام مشيرا الى ايفاد وزير الخارجية الدكتور مروان المعشر لحضور مناقشات القمة.

الرئيس بوش رحب بجهود جلالة الملك عبد الله مثمنا دور جلالته في السعي لتحقيق السلام في المنطقة وقال ان جلالة الملك مهتم كثيرا بمستقبل شعوب المنطقة ويؤكد دوما على النواحي المرتبطة بتحقيق الرفاه لشعبه وبترسيخ السلام في الشرق الاوسط.

واضاف انه اجرى سلسلة من اللقاءات مع قادة الشرق الاوسط حول امكانية استغلال الفرصة المتاحة لجلب السلام الى المنطقة التي تمر باوقات صعبة مشيرا الى مشاعر الكراهية والاستياء التي سادت فيها.

ووصف الرئيس بوش خطاب الرئيس ياسر عرفات تجاه الاحداث الاخيرة في المنطقة بأنه خطوة ايجابية رائعة وقال لقد سررت بقراءة نص الخطاب "وآمل ان تكون اقواله متوافقة مع افعاله".

واكد الرئيس الاميريكي ان هناك املا للشعب الفلسطيني وعلينا ان نتاكد من ان الفلسطينيين سيحصلون على مستقبل افضل من خلال خطة اقتصادية تسير في مكانها الصحيح مبينا ان هذا لن يحصل الا اذا كانت هناك حكومة حقيقية لدى السلطة الفلسطينية تكون قادرة على ادارة شؤونها بنفسها وهذا من شانه مساعدة اسرائيل على العيش بشكل مريح مع جيرانها.

وقال بوش ان الخطوة الاولى في هذا الاتجاه هي التاكد من وجود قوة امن فلسطينية موحدة ومسؤولة مشيرا الى انه سيوفد جورج تينيت الى المنطقة للمساعدة في هذا الشان.

الدكتور مروان المعشر وزير الخارجية قال للصحفيين عقب لقاء جلالة الملك مع الرئيس بوش ان مباحثات جلالته مع الرئيس الاميريكي تضمنت الحديث عن سبل الخروج من الازمة الحالية.. مشيرا الى ان هناك ادراكا بضرورة وجود عملية سلمية وان لا يقتصر الحديث عن الجانب الامني ولا بد من اعادة اطلاق المسار السياسي الذي يكفل الوصول الى اقامة الدولة الفلسطينية القابلة للاستمرار.

واضاف ان الرئيس بوش اكد من جانبه بانه يريد الحديث مع كافة الاطراف لبلورة افكار محددة وقبل انعقاد مؤتمر حول الشرق الاوسط ياخذ بعين الاعتبار كافة الافكار المطروحة.

وردا على سؤال اشار الدكتور المعشر الى اننا نريد ان تترجم الرؤية العربية للسلام الى آلية واضحة يتكلم فيها الجميع بصوت واحد ويعمل بموجبها الجميع من اجل تقدم العملية السلمية الى الامام.

واكد ان هناك حاجة للانتقال الى المرحلة النهائية ولتعريف الحل النهائي وفقا للمبادرة العربية كما ان هناك حاجة للخروج بجدول زمني حتى لا نبقى نتحدث عن الرؤية السياسية فقط وانما عن جدول زمني يضمن الانسحاب الاسرائيلي واقامة الدولة الفلسطينية ويضمن انهاء النزاع ويحقق الامن والسلام والاستقرار لكافة دول المنطقة.

وقال ردا على سؤال ان الجميع يدرك بان عمليات العنف والعنف المضاد لا تؤدي الى شيء فقد رأينا هذا في الماضي ولا بد من توجيه كافة الجهود من اجل اعادة اطلاق العملية السلمية لان المسار السياسي هو الكفيل وحده بالقضاء على العنف والعنف المضاد.