جلالة الملك يؤكد على ضرورة التزام الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي بتنفيذ بنود خارطة الطريق

عمان
23 شباط/فبراير 2005

اكد جلالة الملك عبد الله الثاني على ضرورة التزام الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي بتنفيذ بنود خارطة الطريق التي تفضي الى اقامة الدولة الفلسطينية القابلة للحياة مشددا جلالته على ان الانسحاب الاسرائيلي من قطاع غزة يجب ان يكون جزءا من خطة خارطة الطريق.



وقال جلالته خلال لقائه رئيس الوزراء الاسباني خوسيه لويس ثاباتيرو في مدريد صباح اليوم وتخلله افطار عمل ان القمة الرباعية التي عقدت في شرم الشيخ مؤخرا تعد خطوة هامة باتجاه دفع عملية السلام وعودة الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي الى طاولة المفاوضات واستئناف الحوار.



ولفت جلالته خلال اللقاء الذي حضره رئيس الوزراء فيصل الفايز ووزير البلاط الملكي الهاشمي سمير الرفاعي ووزير الخارجية د. هاني الملقي والسفير الاردني في مدريد عبد الله سراج ووزير الخارجية الاسباني ميجيل موراتينوس ان المرحلة الحالية حافلة بالفرص التي يجب اغتنامها للوصول الى تسوية عادلة وشاملة للنزاع العربي الاسرائيلي على كافة المسارات التي تحقق الامن والاستقرار وتسهم في انجاح عملية التنمية المستدامة وتحسين حياة شعوب المنطقة باسرها.



وجدد جلالة الملك التاكيد على دعم الاردن لمؤتمر لندن الذي يعقد الشهر القادم بهدف دعم جهود القيادة الفلسطينية لبناء مؤسساتها وتعزيز دورها في توفير الامن والموارد التي تساعد الفلسطينين في تنفيذ برامجهم التنموية والاصلاحية.



واكد جلالته في هذا السياق ان الاردن يساند جميع الجهود الرامية الى مساعدة الاشقاء الفلسطينيين في تحقيق تطلعاتهم باقامة دولتهم المستقلة وبناء مؤسساتهم.



وفيما يتصل بالوضع في العراق اكد جلالة الملك ان الاردن يدعم جهود المجتمع الدولي والامم المتحدة التي تصب في اعادة بناء واعمار العراق وتقديم المساعدة للعراقيين ومساندتهم في المحافظة على وحدة الاراضي العراقية وصيانة مستقبلهم الامن.



واعتبر جلالة الملك فيما يتصل بالعلاقات الثنائية مع اسبانيا والعلاقات الاوروبية المتوسطية ان عملية برشلونة تشكل قاعدة قوية لتمتين التعاون الاوروبي المتوسطي ولشراكة اقتصادية وسياسية واجتماعية وثقافية حقيقية بين الجانبين مبينا ان القمة التي تعقد هذا العام احتفاء بمررو عشر سنوات على انطلاق العملية تعد فرصة مهمة يجب مواصلة دعمها لتحقيق اهدافها.



واشار جلالته الى ان رسالة عمان التي تبرز صورة الاسلام الحقيقي الداعي الى التسامح والوسطية والاعتدال والحوار والتعايش بين الشعوب تنسجم مع المبادرة الاسبانية المتعلقة بتحالف الحضارات وتقارب الثقافات.



واستعرض جلالة الملك البرامج الاصلاحية والتنموية التي ينفذها الاردن في مختلف الميادين والتي تشمل تعزيز اللامركزية واشراك القواعد الشعبية في صنع القرار مؤكدا اهمية دعم مجموعة الدول الثمانية لعملية الاصلاح في المملكة الذي سيساعد على دعم اهداف الاجندة الوطنية والتنمية السياسية وصولا الى بناء اردن حديث.



وفيما يتصل بالعلاقات الثنائية بين البلدين اكد جلالة الملك ورئيس الوزراء الاسباني الحرص المتبادل على تطويرها وتعزيزها في جميع المجالات حيث تشكل اللجنة الاردنية الاسبانية المشتركة اطارا ملائما لاشراك القطاع الخاص ومجتمع الاعمال في البلدين لاقامة الاستثمارات المشتركة.



وتطرق البحث الى امكانية تقديم مساعدات اسبانية اضافية للاردن والنظر في الديون المترتبة لاسبانيا على الاردن ومبادلتها بمشروعات استثمارية.



واعرب رئيس الوزراء الاسباني عن تقديره للجهود التي يقوم بها جلالة الملك لدعم وترسيخ السلام والاستقرار في منطقة الشرق الاوسط وتوفير مستقبل مشرق وامن لشعوبها مبينا في هذا السياق ان بلاده تتفق مع الاردن في وجهات النظر حيال قضايا المنطقة وضرورة انهاء حالة العنف وعدم الاستقرار التي تعاني منها منذ فترة طويلة.



وثمن ثاباتيرو المراحل التي قطعها الاردن في تنفيذ عمليات الاصلاح والتطوير مبديا استعداد بلاده لدعم هذه العمليات في المجالات كافة.



وفي تصريحات لوزير الخارجية الدكتور هاني الملقي قال ان زيارة جلالة الملك الى اوروبا تاتي في ظرف في غاية الاهمية والتعقيد وفي ظرف كله امل فيما يتعلق بالانتخابات الفلسطينية والعراق وتطبيق الديمقراطية فيهما اضافة الى ضرورة السير في العملية السلمية وضمان امن واستقرار العراق.



واضاف الملقي ان جلالة الملك يحمل في زيارته الهم الوطني والعربي سيما وان الزيارة لا تشكل فرصة سياسية فقط انما اقتصادية ايضا وخاصة بعد اقرار موازنة الدولة حيث يسعى الاردن حسب الموازنة الى تأمين بعض المنح لدعم الموازنة.



واستعرض الملقي اهم المحاور التي دارت حولها لقاءات جلالته مع المسؤولين الاسبانيين حيث قال" تم الحديث حول القضايا العربية وضرورة ان يكون السلام في المنطقة عادلا وشاملا والى ضرورة نجاح مؤتمر لندن لكي تتمكن السلطة الفلسطينية من ان تقوم بمهامها وبأن تسير عملية
الانسحاب الاسرائيلي من غزة وفقا لخارطة الطريق".



وفيما يتعلق بالقضايا الاقتصادية اضاف الملقي انه تم الحديث عن ضرورة وضع برنامج جديد لدعم الخطة الاقتصادية والاجتماعية للاعوام المقبلة.



واشاد الجانب الاسباني بالانجازات الكبيرة حول التطوير الذي حققه الاردن وبخاصة الاجندة الوطنية وخطة الاردن في اللامركزية.