جلالة الملك يؤكد حاجة منطقة الشرق الأوسط إلى الاستقرار والسلام

07 تشرين الثاني 2006
عمان ، الأردن

أكد جلالة الملك عبد ﷲ الثاني حاجة منطقة الشرق الأوسط إلى الاستقرار والسلام والتصدي للأزمات فيها التي تتزايد بشكل يثير الفزع إلى جانب تغيرات هامة أخرى تفتح الباب للمتطرفين واللاعبين الإقليميين الساعين إلى الهيمنة عليها.

وحذر جلالته في خطاب ألقاه صباح اليوم في مقر البرلمان البريطاني أمام جلسة مشتركة لمجلسي اللوردات والعموم وبحضور جلالة الملكة رانيا العبد ﷲ من مخاطر الإخفاق في تحقيق السلام في الشرق الأوسط - سواء كان ذلك في العراق أو في فلسطين.

ودعا جلالته إلى مجابهة هذه الأخطار التي لم يسبق لها مثيل في تاريخ المنطقة المعاصر، والتفكير بطرق جديدة لتحقيق السلام والتقدّم. محذرا جلالته من المخاطر المترتبة على تجاهل التحديات في المنطقة والابتعاد عنها ذلك أن تأثيرها يمتد إلى كل مكان في العالم.

واعتبر جلالته أن الإنكار المستمر للحقوق الفلسطينية، هو المصدر المحوري للنزاع الإقليمي.

وأشار جلالته إلى الجمود الذي يعتري عملية السلام، حيث يمر الوضع على الأرض بمرحلة حرجة لا يوجد فيها منذ خمس سنوات عملية سياسية فعّالة بين الفلسطينيين والإسرائيليين ولم تتحقق خلالها رؤية شركاء السلام.

وشدد جلالته على أن غياب تحرّك حقيقي نحو السلام، جعل الناس في منطقتنا يشككون بصحّة َ أي عملية سلام يتم إطلاقها، ومدى صلاحيتها. محذرا جلالته من أية دعوات لفرض تسوية بالقوة.

وتوقع جلالته وضعاً أكثر تطرفاً إذا استمرت الأمور دون ضبط والمزيد من سنوات العنف قبل أن يعود الفرقاء إلى طاولة السلام. لكن جلالته استدرك قائلا إننا اليوم أكثر تصميما على دعم عملية سلام فعالة، فهناك بارقة أمل يجب أن لا يتم تجاهلها.

وقال جلالته إننا بحاجة الآن إلى تقدّم يمكن قياسه نحو هدف واضح: دولتان آمنتان، تعيشان في سلام مع بعضهما بعضاً ومع المنطقة. مشيرا إلى إن مبادرة السلام العربية التي أطلقت عام 2002 تعد بضمانات أمنية لإسرائيل... وبدولة ذات سيادة، قابلة للحياة، ومستقلة في فلسطين ... وبعملية تؤدي إلى تسوية شاملة.

وكان الوضع السائد في العراق من ابرز التحديات التي تحدث عنها جلالة الملك في كلمته التي خاطب فيها ممثلي الشعب البريطاني حيث أدى استمرار العنف وعدم الاستقرار إلى تأخير إعادة عملية الاعمار الاقتصادي والسياسي.

وأكد جلالته إننا في المنطقة ملتزمون إلى درجة كبيرة بعراقٍ ذي سيادة، يتحكم بمقدرات أمنه ومستقبله. ولكن إذا ما عمل العالمُ على فكّ ارتباطه بهذا البلد وهو يمرّ بفترة حرجة دقيقة، فإن النتائج ستكون خطيرة ومحبطة للعراقيين الذين يسعون إلى بناء العراق الجديد.

وقال جلالته في هذا السياق علينا أن نشترك في تحقيق هدف إعادة العراق إلى دولةً موحّدة، آمنة، ذات سيادة... تسيّر شؤونها حكومة ديمقراطية نابعة من الداخل، وتحترم حقوق جميع الجماعات وتستطيع أن توفّر للناس الحرية والأمل.

ولفت جلالته إلى أننا نحتاج إلى تأكيد متجدد على المبادرات غير العسكرية للمساعدة في الحفاظ على وحدة العراق و تحقيق المصالحة الوطنية.

وقال جلالته إن المجتمع الدولي يمكنه أن يقوم بدور هام في صياغة استراتيجيات خلاّقة لتحقيق هذه الأهداف. داعيا أصدقاء السلام أن لا يتركوا العراق فريسة للفوضى.

وأكد جلالته أهمية الدور الذي تضطلع به بريطانيا لدفع عملية السلام وتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط لما ترتبط به بعلاقات وثيقة مع مختلف الأطراف في المنطقة ولموقعها المؤثر ضمن منظومة دول الاتحاد الأوروبي.

وحضر اللقاء رئيس مجلس الأعيان زيد الرفاعي ومدير مكتب جلالة الملك الدكتور باسم عوض ﷲ ونائب رئيس الوزراء وزير المالية الدكتور زياد فريز والسفيرة الأردنية في لندن الدكتورة علياء بوران.