جلالة الملك يؤكد تصميم الاردن على مواصلة الاصلاح الاقتصادي والاداري

عمان
20 كانون الثاني/يناير 2003

بدأت تحت رعاية جلالة الملك عبد الله الثاني وسمو الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي فعاليات منتدى بيئة الاستثمار في الأردن الذي افتتح في فندق برج العرب بدبي اليوم .

وأكد جلالته في الكلمة الرئيسية التي ألقاها بحضور سمو الشيخ الفريق أول محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي وزير الدفاع ورئيس الديوان الملكي الهاشمي الدكتور فايز الطراونة، تصميم الأردن على الاستمرار في سياسة الإصلاح الاقتصادي والإداري التي تم تبينها خلال السنوات الماضية . وقال جلالته في المنتدى الذي يشارك فيه رجال أعمال إماراتيين من القطاعين العام والخاص إضافة إلى عدد من رجال الأعمال الأجانب والأردنيين ، إن عمليات الخصخصة التي اتخذتها الحكومة ساهمت في تعزيز قدرة الاقتصاد الوطني على استيعاب الاستثمار الخاص وجذب الاستثمارات الأجنبية إلى المملكة.

وأكد جلالته أن هدفنا الأساس هو التركيز على مستقبل الإنسان الأردني وتحسين ظروف معيشته والاستثمار في تعليمه وتأهيله وتدريبه. مبيناً أنه سيتم استثمار 500 مليون دولار لتطوير التعليم في الأردن خلال الخمس سنوات المقبلة . وأشار جلالته إلى برامج التعليم الإلكتروني والربط الإلكتروني التي بدأ العمل بها في المملكة.

وبيّن جلالته الإنجازات التي حققها الاقتصاد الأردني بعد الإصلاحات الاقتصادية والإدارية التي تم اتخاذها في السنوات الماضية . وأشار إلى أن معدل النمو الاقتصادي في المملكة تجاوز 5% العام 2002 في حين حققت الصادرات إنجازات ملموسة فاقت 15% في العام نفسه ووصلت احتياطات البنك المركزي إلى 3,5 مليار دولار .

وحث جلالة الملك عبد الله الثاني المستثمرين الإماراتيين والأجانب إلى الاستفادة من المزايا التصديرية التي يوفرها المناخ الاستثماري الأردني من خلال اتفاقية التجارة الحرة مع الولايات المتحدة والشراكة الأردنية الأوروبية إضافة إلى منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى ومنظمة التجارة العالمية والمناطق الصناعية المؤهلة ومنطقة العقبة الاقتصادية الخاصة .

وأكد جلالته اعتزازه بالعلاقات بين الأردن ودولة الإمارات العربية المتحدة. مشيرا على أن التنسيق مستمر ومتواصل بين قيادتي البلدين في مختلف المجالات.

وأعرب جلالته عن ثقته بالمستقبل مؤكداً أن الأردن يضع كافة التسهيلات أمام المستثمرين لإنجاح استثماراتهم لأن الأردن يدرك أن تحقيق أهداف المستثمرين هو الطريق السليم لتحقيق التنمية المستدامة.

من جهة ثانية، التقى جلالة الملك عبد الله الثاني أعضاء منظمة رجال الأعمال الشباب، وتحدث حول التعاون بين الأردن ودبي في المجال الاقتصادي. وأشار جلالته إلى الموارد البشرية الأردنية المؤهلة التي تشكل دعما هاما للاقتصاد الأردني.

وقال جلالته إننا جادون في الاستمرار بخططنا لتحقيق النمو الاقتصادي المستدام ومحاربة الفقر والبطالة وإحداث التقدم برغم الظروف الإقليمية والدولية من حولنا. وأكد على أهمية العمل من اجل تحقيق التكامل الاقتصادي العربي.

ودار نقاش بين جلالته ورجال الأعمال الشباب حول العديد من الموضوعات الاقتصادية والسياسية.

وتمثل هذه المنظمة تجمعا خاصا من رجال الأعمال الشباب على المستوى الدولي، وتهدف إلى تحقيق المزيد من الترابط بين رجال الأعمال الشباب وتعميق مفهوم المشاركة والتعاون فيما بينهم.

وكان ملتقى الاستثمار الأردني بدأ أعماله اليوم بكلمة ترحيبية من السيد عارف النقفي الرئيس لشركة أبراج كابيتل ممثلاً عن رجال الأعمال الإماراتيين عبر فيها عن ترحيبه برعاية جلالة الملك عبد الله الثاني لأعمال هذا المنتدى.

واكد النقفي على أهمية استفادة رجال الأعمال الإماراتيين من فرص الاستثمار في الأردن، التي جاءت ثمرة للجهد المتواصل للقيادة الحكيمة لجلالة الملك. وقال أن الامتيازات التي يوفرها المناخ الاستثماري في الأردن تشكل حافزا مهما للمستثمرين الإماراتيين.

وفي الجلسة الصباحية تناول وزير التخطيط الدكتور باسم عوض الله مكونات عملية الإصلاح والتحديث التي شهدها الاقتصاد الأردني خلال عقد التسعينات . وأكد على أهمية الإصلاحات التي تم تبينها في تحسين أداء الاقتصاد وتعزيز الاستقرار المالي والنقدي في المملكة. وبين رؤية جلالة الملك عبد الله الثاني الهادفة للوصول إلى اقتصاد معرفي متجدد قادر على تحقيق النمو الاقتصادي المستدام وإيجاد فرص العمل وتوفير سبل العيش الكريم للمواطنين .

وأشار الدكتور عوض الله إلى تجربة المجلس الاقتصادي الاستشاري في بناء شراكه حقيقية بين القطاعين العام والخاص وفي المساهمة في رسم وصياغة البرامج والسياسات الإصلاحية الإستراتيجية الوطنية .

واستعرض دكتور عوض الله أهداف برنامج التحول الاقتصادي والاجتماعي التي تركز على ضرورة الإسراع في تنفيذ السياسات والبرامج والمشاريع التنموية والعمل على تحسين ظروف معيشة المواطنين من خلال إحداث تأثير مباشر على مستوى الخدمات الحكومية الأساسية المقدمة لهم وخاصة في مجال التعليم والصحة والموارد المائية وتنمية المحافظات .

وتناول الدكتور عوض الله مقومات البيئة الاستثمارية والخطوات التي تم تنفيذها على طريق رفع تنافسية البيئة الاستثمارية الأردنية خاصة في المحافظات.

وأكد على أن متطلبات الاستدامة في العملية التنموية متوفرة من خلال الإرادة السياسية ودعم جلالة الملك لعمليات الإصلاح والتحديث والشراكة الفاعلة بين القطاعين العام والخاص .

وقدم رئيس جمعية رجال الأعمال الأردنية الأميركية أحمد طنطش عرضاً حول اتفاقية التجارة الحرة الأردنية الأميركية التي فتحت الآفاق لأكبر سوق تصديري أمام المنتجات التي تنتج في الأردن .

وقال إن الاتفاقية تغطي بنود التجارة بالبضائع والخدمات بالإضافة إلى حقوق الملكية الفكرية والبيئة وحقوق العمل .

وأشار إلى أن الصادرات الأردنية إلى الولايات المتحدة ارتفعت بعد توقيع الاتفاقية، حيث وصلت خلال عام 2002 إلى ما يزيد عن 400 مليون دولار.

كما أصبحت الصـادرات الأردنية إلى الولايات المتحدة الأميركية تمثل 20% من قيمة إجمالي الصادرات الأردنية.

واستعرض رئيس سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة التي أنشئت كمنطقة حرة تشكل نقطة الانطلاق نحو إنشاء مركز إقليمي متطور في موقع استراتيجي من الشرق الأوسط .

وقال إن السلطة نجحت باستقطاب 994 مؤسسة قامت بالتسجيل لدى السلطة للإستفادة من مزايا قانونها منها 7% بمشاركة أجنبية كلية أو جزئية و 420 مؤسسة جديدة تباشر أعمالها لأول مرة في المنطقة . وقال إن السلطة عملت على استقطاب مطور / مدير عالمي لشركة تطوير العقبة بحيث يقوم على انشاء وإدارة الشركة. وقد قع الإختيار من بين العروض التي قدمت على شركة بيكتل العالمية كصاحبة أفضل عرض، وبدأت بيكتل عملها في 12 تموز 2002 وستباشر شركة تطوير العقبة أعمالها خلال الأشهر القريبة المقبلة.

وبين السيد بلتاجي المزايا الإستثمارية العديدة العقبة والتسهيلات التي تقدمها السلطة للمستثمرين العرب والأجانب .

وفيما يتعلق بمشروعي تطوير العبدلي والزرقاء قدم مدير عام مؤسسة تطوير منطقة العبدلي والزرقاء أكرم أبو حمدان شرحاً حول مهام المؤسسة التي تعد أكبر مطور عقاري في المملكة إذ تملك ما مساحته 2595 هكتاراً من الأراضي القابلة للتطوير في عمان والزرقاء والعقبة. وأستعرض أهم الأعمال التي قامت بها المؤسسة في منطقتي العبدلي والزرقاء.