جلالة الملك يؤكد ان مستقبل الشرق الاوسط يبدأ برفع ظلال النكبة عن الفلسطينيين

18 آيار 2008
عمان ، الأردن

اكد جلالة الملك عبدﷲ الثاني اليوم ان المستقبل يبدأ برفع ظلال النكبة وان احتفالات الاستقلال تظل جوفاء ما دام السلام الدائم لم يتحقق بعد بسبب الأخطاء التي لم يتم تصحيحها.

وقال جلالته في كلمة وجهها في الجلسة الافتتاحية للمنتدى الاقتصادي العالمي في منتجع شرم الشيخ المصري ان الاحتفال الحقيقي سيكون في اليوم الذي يكون فيه الفلسطينيون والإسرائيليون أحراراً وينعمون بالأمن.

وشدد جلالته ان السبيل الوحيد لضمان حقوق شعوب المنطقة هو تسوية يتم التوصّل إليها عن طريق التفاوض، مع كل خياراته الصعبة، مؤكداً على ان العملُ المسلح والجدران العازلة لن تجدي نفعاً، وقال ان "القوة والعزل يحققان سلاماً خادعاً - والسلام الخادع هو أمن خادع. وبعد ستين عاماً، آن الأوان فعلاً لإيجاد أساس جديد للمستقبل، أساسٍ يقدر حاجات الجميع".

واوضح جلالة الملك ان اتفاقية السلام بالنسبة للفلسطينيين يجب ان تعدهم باستقلال حقيقي ودولة لها مقوماتها الذاتية وأراض مترابطة ومتماسكة في إطار حدود ذات سيادة قادرة على إيجاد حياة اقتصادية مثمرة وتنمية وطنية مستدامة آمنة. وتوفر للإسرائيليين، أمناً حقيقياً وعلاقات من الاحترام والتعاون في أرجاء المنطقة.

وتطرق جلالته الى الاوضاع في لبنان، وقال ان التصعيد الحالي يحمل معه مخاطر جسيمة بتفجر الصراع الطائفي ويجدد المخاوف من اندلاع حرب أهلية تجبر الشعب اللبناني على دفع ثمن تدخل القوى الخارجية، مشدداً على أهمية أن يتخذ اللبنانيون قراراتهم بأنفسهم وأن يتوصلوا إلى حلول لخلافاتهم بعيداً عن التأثيرات الخارجية.

وفي سياق مواز، بين جلالته أن الشرق الأوسط يقع في موقع استثنائي يتيح له المضي قُدُماً، فالطلب المتزايد عالميا على الطاقة جلب معه سيولة مالية وفيرة؛ وهذه الموارد تبني على الأصول والموجودات الإيجابية الأخرى في المنطقة التي تضم سوقاً فيها 250 مليون مستهلك وتقاليد عريقة في ممارسة الأعمال والتعلّم ومجتمعات شابة لها تطلعات كبيرة وتتمتع بوعي عالمي.

واكد جلالته انه ليس هناك بديل عن الدور النَشِط للقطاع الخاص، وقال انه "لا يمكن لبلداننا أن تنتظر من النمو الاقتصادي حلّ جميع مشكلاتنا، حتّى ولو تمكن من ذلك. فما نحتاجه الآن، هو أن نعمل على جمع افكارنا ومواردنا معاً لتحديد اطر للعمل تضع بلداننا في موقع تتمكن فيه من النجاح".

ويشارك في اجتماعات المنتدى الاقتصادي العالمي التي تبدا اعمالها اليوم تحت عنوان "التعلم من المستقبل"، عدد من رؤساء الدول وكبار الشخصيات السياسية والاقتصادية، بالاضافة الى 1500 من رجال أعمال وممثلي مؤسسات مجتمع مدني من (60) دولة منهم ممثلين من القطاع الخاص في الاردن.

ويوفر المنتدى الاقتصادي، بحسب بيان صادر عنه فرصة لالتقاء السياسيين وقادة الأعمال والثقافة للتباحث حول مستقبل منطقة الشرق الأوسط وتطلعات أصحاب القرار، كما سيحظى المشاركون بفرصة للقاء قادة المنطقة والمساهمة بنقاشات عميقة حول العقبات التي تواجهها.

واشار البيان الى أن منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا شهدت نموا ملحوظا يفتح المجال أمامها لجذب المزيد من الاستثمارات وتحقيق الشراكة مع دول أخرى.