جلالة الملك يؤكد ان مبادرة السلام العربية تعبر عن الارادة العربية الجماعية لبناء السلام

10 نيسان 2007
عمان ، الأردن

أكد جلالة الملك عبد ﷲ الثاني، أن على الشعب الإسرائيلي أن يدرك تماما أن مبادرة السلام العربية تعبر عن الإرادة العربية الجماعية لبناء السلام الذي يضع حدا لسنوات طويلة من العنف والمعاناة.

وأعتبر جلالته في مقابلة أجرتها مع جلالته مديرة مكتب وكالة الصحافة الفرنسية في عمان الزميلة رندة حبيب، اليوم، أن المبادرة التي جدد العرب التزامهم بها في قمة الرياض، تشكل فرصة نادرة في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي.. داعيا الإسرائيليين إلى إقناع قادتهم بضرورة التحرك الفعلي باتجاه استئناف مفاوضات السلام وفق هذه المبادرة التي تشكل ضمانة حقيقية لترسيخ أمن واستقرار الجميع.

وقال جلالته في معرض رده على سؤال حول عرض رئيس الوزراء الإسرائيلي عقد قمة تجمعه بعدد من القادة العرب، أننا لم نتلقى لغاية الآن موقفا رسميا من الجانب الإسرائيلي، وكل ما سمعناه هو ما تناقلته وسائل الإعلام، ويجب أن نكون واضحين ودقيقين تجاه استخدام الكلمات والعبارات.

وأوضح جلالته أننا نتحدث عن مبادرة سلام عربية اقرها القادة العرب في قمتهم ببيروت عام 2002 وجددوا بالإجماع الالتزام بكافة بنودها في قمة الرياض، ويجب على الإسرائيليين التعامل مع المبادرة بجدية ووضوح يعكس توجههم نحو السلام والعيش في أجواء الأمن والاستقرار. وقال أنه "إذا حاد المسؤولون الإسرائيليون عن ذلك، فاعتقد أنهم لا يخدمون شعبهم ولا يسهمون في جهود تحقيق السلام ويبتعدون عن محور النزاع وجوهر القضية".

وشدد جلالته أنه لا يمكن التوصل إلى سلام حقيقي، دون الأخذ بعين الاعتبار حل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين. لافتا جلالته إلى أن هذا الموضوع بالغ الحساسية والأهمية وعالجه قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194 ومبادرة السلام العربية التي دعت إلى إيجاد حل توافقي عادل لهذه المسألة، يتفق عليه الطرفان دون أن يكون حلا مفروضا من قبل أي طرف. مشيرا إلى إن التفاوض المباشر بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي على هذا الموضوع يشكل منطلقا مناسبا وملائما لإيجاد حل نهائي لقضية اللاجئين الفلسطينيين.

وأضاف جلالته أن من مصلحة إسرائيل أن تتبنى عرض السلام الذي قدمه العرب في المبادرة، وإلا فإننا سنشهد المزيد من الدمار والفوضى والإحباط واليأس.

وقال جلالته أن على إسرائيل والدول الأوروبية والولايات المتحدة أن تدرك أن قضية فلسطين لا تهم الفلسطينيين فحسب بل تهم كل المسلمين، وأن على إسرائيل إذا أرادت أن تتعايش مع أكثر من مليار مسلم أن تنهي احتلالها للأراضي الفلسطينية والعربية.

وردا على سؤال حول علاقات الأردن مع حماس، جدد جلالة الملك التأكيد على مساندة الأردن لخيارات الشعب الفلسطيني الشقيق ودعمه لجهود السلطة الوطنية الفلسطينية للمحافظة على وحدة الشعب الفلسطيني والعمل من أجل إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة. مؤكدا جلالته أن تعامل الأردن يكون دائما عبر المؤسسات والحكومات وليس عبر الفصائل والقوى السياسية.

وفيما يتصل بالموضوع العراقي، قال جلالته أن المهم في هذا الأمر هو معالجة الموقف المتأزم في العراق، فهناك تزايد خطير في حدة العنف والتوتر والاقتتال الطائفي الذي يحصد يوميا المئات من الأرواح. مؤكدا في هذا السياق أهمية الدفع باتجاه مساعدة العراقيين على تحقيق التوافق والمصالحة الوطنية، ومشاركة كافة أطياف ومكونات الشعب العراقي، في العملية السياسية، وتقديم مصلحة وحدة العراق، وسلامة أراضيه، ومستقبل شعبه على كل مصلحة ذاتية أو فئوية أو طائفية.

وقال جلالته إن انسحاب قوات التحالف من العراق دون جدول زمني ودون تهيئة الظروف الملائمة التي تضمن تعزيز دور الحكومة المركزية وتمكينها من إدارة شؤون البلاد، وضمان وجود قوات عراقية قادرة على توفير الأمن والاستقرار، قد يعمق من المشكلة، ويسهم في زيادة حدة العنف والاقتتال بين العراقيين.

وفي معرض إجابته على سؤال حول إمكانية فتح حوار بين الدول العربية وإيران، قال جلالته إننا كعرب نستطيع أن نبني علاقات قوية ومتينة مع جارتنا إيران، فما يربط بين الأمة العربية والشعب الإيراني أكثر مما يفرق بينهم.. ونحن نسعى إلى علاقات تفاهم واحترام متبادل بعيدا عن أساليب الهيمنة والتدخل في الشؤون الداخلية للآخرين.