جلالة الملك يؤكد ان التعاون العالمي والاحترام المتبادل شرطان للازدهار والسلام

19 أيلول 2006
نيويورك ، الولايات المتحدة الأميركية

أكد جلالة الملك عبدﷲ الثاني أن الازدهار والسلام لا يمكن تحقيقهما من خلال العزلة أو بالقوة مضيفا انهما نتاج توافر شرطين هما التعاون العالمي والاحترام المتبادل.

جاء ذلك خلال افتتاح جلالته منتدى العمل العربي والاميركي في نيويورك اليوم الذي يضم مئتين من القادة الشباب العرب والاميركيين معلقا على شعور الشباب العرب باليأس من أن الادارة الاميركية لا تصغي اليهم، وذلك بحضور سمو الشيخ سلمان بن حمد ولي عهد البحرين والرئيس الاميركي السابق بيل كلنتون وعدد من اركان ادارته المشاركين في مبادرة كلنتون العالمية ورئيس المنتدى الاقتصادي العالمي كلاوس شواب.

وأوضح جلالته ان هذا الامر يعني أن السلام في الشرق الاوسط والعالم هما الوسيلة الوحيدة لتحقيق الحياة الأفضل التي يريدها الناس ويستحقونها في منطقتنا. أما الرسالة التي نريد ايصالها للناس خارج منطقتنا فهي أن المستقبل الأفضل الذي يسعون اليه يعتمد على الشراكات العالمية مؤكدا للمشاركين ان الأمة العربية شريكة للعالم في السلام والتقدم.

وأكد جلالته الحاجة الى الشراكة الافضل لتحقيق السلام لافتا الى ان الحلول المجزّأة أحادية الجانب لن يكتب لها النجاح بدليل ما شهدته المنطقة مؤخرا من أحداث .. ولهذا فان الحل هو مبادرة السلام العربية للعام 2002 التي تقدم حلا شاملا وعادلا للقضية الفلسطينية يحقق الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة القابلة للحياة ويعطي الامن لاسرائيل ويطلق عملية تؤدي الى تحقيق تسوية شاملة.

وطالب جلالته اسرائيل بعقد راية السلام مع الجميع لتكون جزءاً من محيطها مطالبا الجميع بالتحرك قبل ان يفقد مزيد من الشباب حياتهم وآمالهم.

ويناقش المشاركون في ورش عمل المنتدى المحاور الخمسة للقاء وهي بناء الشراكات واطلاق مبادرات بين الجانبين العربي والاميركي في مجال التعليم وبناء القيادات وتبادل الحوار بين الجانبين بالإضافة إلى بناء شبكات تواصل بين الشباب وتطوير القطاع الخاص في العالم العربي.. ففي محور التعليم تطرح كلية هارفارد للتعليم مسألة التعليم الثانوي في العالم العربي وضرورة تطوير التعليم ليتناسب مع متطلبات القرن الـحادي والعشرين والعولمة. وفي محور"تطوير مبادئ القيادة" تطرح كلية دبي للإدارة الحكومية مسألة القيادة والمواصفات المطلوبة لتطوير القيادات لا في القطاع العام فقط بل والخاص كذلك. أما في محور"تبادل الحوار" تتطرق مؤسسة البحث عن ارضية مشتركة الأميركية الأهلية إلى المشاكل السياسية التي تعيق طريق الحوار بين العرب والأميركيين وضرورة تطوير الحوار إلى مجالات أخرى مثل المجتمع المدني والشباب.

أما على صعيد عمل المنتدى فقد أكد جلالته للقادة الشباب المشاركين أنهم يؤثّرون بشكل فعال في منطقتنا وما وراءاها، مضيفا ان عملهم وقيادتهم ساعد في تشكيل أخلاقية عملٍ جديدة تتطلع إلى الأمام وتصمم على تطوير نقاط قوتنا وتشارك بصورة تامة في تقدم العالم.

ورحب جلالته بشراكة مبادرة كلينتون العالمية في هذا الجهد مما ساعد في إقامة علاقات مهمة جديدة بين الجانبين.

وعبر جلالته عن تقديره للقطاع الخاص العربي الذي سخر مواهبه وطاقاته لتوسيع توافر الفرص وتسريع النمو الاقتصادي حاملا رؤية للمستقبل رغم ما يثقل كاهل العالم العربي بسبب النزاعات الإقليمية مضيفا ان قيادات القطاع الخاص في المنطقة العربية اطلقت مبادرات مهمة على مستوى المنطقة لتعزيز المجتمع المدني.

وقال جلالته ان هذا الجهد ليس مجرد مساهمة في التنمية بل هو الهام للناس والشباب عن القوة التي يتمتع بها العمل الايجابي وعن المسؤولية المدنية للقطاع الخاص والامل الذي يمنحه هذا للجميع.

وأكد جلالته أن الشرق الأوسط يواجه تحديات هائلة وملحة في مجال توفير فرص العمل والقطاع الخاص مفتاح لمواجهتها لان المنطقة تحتاج إلى ما يقارب خمسين مليون وظيفة جديدة على مدى السنوات الخمس المقبلة.

وشدد جلالته على ان المنطقة لا تستطيع تحمل أوزار دائرة متواصلة من العنف واستنزاف الموارد التي تحتاج إليها لأولويات مثل التعليم والصحة والبنى التحتية، مضيفا ان "علينا أن نلبي توقعات الناس لتحقيق الديمقراطية، وتوفير الفرص، وتأمين نوعية حياة أفضل".

من ناحيته شكر رئيس مجلس ادارة القيادات العربية الشابة سعيد المنتفق جلالة الملك عبدﷲ الثاني على دوره النشط والحاسم في عقد المنتدى.

وقال المنتفق ان العرب شعروا مع الاميركيين بمعنى فقد حياة الاف الناس في احداث الحادي عشر من ايلول لانهم يعرفون معنى هذه المعاناة يوميا في بغداد وغزة وما حدث في لبنان.

واضاف اننا ايضا نعمل على مهمة صعبة في اعادة بناء ما تهدم، بناء عراق موحد مزدهر ولبنان قوي وفلسطين مستقلة ذات سيادة يعيش ابناؤها بكرامة وشرف.

وفند المنتفق اعتقاد البعض بان الحل للمشاكل يكمن في بناء جدران تعزلنا عن الاخرين، قائلا اننا نؤمن بان الحل هو في فتح قنوات الحوار الايجابي والتفاهم لا بناء الجدران العازلة، وان الاجتماع يهدف الى الاصغاء لهموم الاميركيين ومشاركة الاميركيين لهمومنا.

وعدد اجراءات الحكومة الاميركية لمعالجة اثار الحادي عشر من ايلول من شن الحروب ومكافحة الارهاب موضحا ان مهمة المنتدى هي على العكس من ذلك: اي الاستثمار في الانسان من ناحية التعليم وتوفير الفرص ليشعر بالامان.

وقال انه لو حصل الشبان العرب على بعثات في الجامعات الاميركية والشباب الاميركيين على فرص عمل واستثمار في الدول العربية لكانت النتيجة تعزيز التفاهم وتقليص الشعور بالكراهية وعدم الفهم للاخر، مؤكدا ان الفرصة المتوفرة حاليا في هذا المنتدى نادرة ولم يعد لدينا ترف الاختيار لنصل الى مستقبل اكثر ازدهارا.

واكد الرئيس الاميركي السابق بيل كلنتون استمرار دعمه لمجموعة القيادات العربية الشابة لانها تمثل العالم العربي الاخر، العالم العربي الذي لا ترصده الصحافة، داعيا اعضاء المجموعة الى عدم الاختفاء وقت الازمات بل الاستمرار في اشعار الاخرين بحضورهم.

وقال انه من الصعب على الناس تغيير الصعوبات القائمة ما لم تتوفر لديهم رؤية لما يريدونه من المستقبل، مطالبا اياهم بالاستمرار في اتخاذ خطوات بسيطة مثل دعم الرواد الشباب في فلسطين في ايجاد فرص.

وأكد كلنتون اهمية الحوار بين العرب والاميركيين قائلا انه لمثار سخرية ان يعرف الاميركيون القليل القليل عن العالم العربي رغم تدخلهم فيه من عدة جوانب.

واكد رئيس المنتدى الاقتصادي العالمي كلاوس شواب للمؤتمرين ضرورة اكتساب هوية عالمية اضافة الى الهوية الوطنية والمحلية لكي يشعر الجميع بانهم مسؤولون عن العالم الذي يعيشون فيه.

واضاف ان امام العالم اليوم 50 تحديا عالميا تتطلب تعاونا عالميا واذا لم تحل هذه التحديات فستكون النتيجة وبالا على الجميع، داعيا الشباب بالذات الى العمل لان مستقبلهم على المحك.

ودعا القادة الشبان المشاركين من عرب واميركيين الى محاولة ايجاد طريقة تفكير جديدة تتعدى المصالح الضيقة لتكوين نظرة ارحب.

يذكر ان مجموعة القيادات العربية الشابة ستجتمع في البحر الميت في تشرين الثاني المقبل.