الزاوية الإعلامية
أكد جلالة الملك عبد ﷲ الثاني الحرص على ترسيخ المسيرة الديمقراطية وتعميقها وتفعيل دور مؤسسات المجتمع المدني واحترام مبدأ التعددية في إطار الوحدة الوطنية التي يجب أن تبقى فوق كل الاختلافات.
وشدد جلالته في خطاب ألقاه اليوم، في قصر زهران العامر، بمناسبة الاحتفال بالذكرى الحادية والستين لعيد الاستقلال، أن الانتخابات البلدية والنيابية المقبلة فرصة لكل مواطن للتعبير عن المفهوم الحقيقي للمواطنة والانتماء، سواء عندما يرشح المواطن نفسه أو عندما ينتخب من يمثله في البلدية أو مجلس النواب.
ودعا جلالته في الحفل الذي حضرته جلالة الملكة رانيا العبد ﷲ وأصحاب السمو الأمراء والسادة الأشراف، ورئيس الوزراء، ورئيس مجلس الأعيان ورئيس مجلس النواب بالإنابة، وكبار المسؤولين المدنيين والعسكريين وحشد من المدعوين، المواطنين إلى القيام بواجبهم في ممارسة حقهم في التصويت والانتخاب..معتبرا أن الصوت الانتخابي أمانة يجب تأديتها إلى من يستحقها من الأشخاص المشهود لهم بالكفاءة والانتماء. ومؤكدا في نفس الوقت الحاجة إلى نواب يضحّون بالمصالح الشخصية من أجل المصلحة الوطنية.
وأكد جلالته أهمية الاستمرار في البناء وتحقيق المزيد من الإنجازات، لتعزيز مسيرة الأردن القوي المنيع المزدهر، الذي ينعم فيه أبناؤنا وأحفادنا، بالحرية والأمن والعيش الكريم.
وقال جلالته..أن المساهمة في تحقيق رؤيتنا لأردن المستقبل، هي واجب على كل أبناء وبنات هذا الوطن..مؤكدا أن الجميع شركاء في هذه المسيرة، وشركاء في مجتمع العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص.
وأضاف جلالته..أننا نمضي قدما بخطى واثقة نحو تحقيق التنمية الشاملة، وتوفير فرص الحياة الكريمة للشباب الأردني وبناء اقتصاد قوي يعتمد على مواردنا البشرية..مؤكدا.."أنه بهمة الأردنيين وعزيمتهم وبالعمل الجاد المخلص سنحقق كل طموحاتنا، ونتغلب على كل التحديات والمعيقات".
وشدد جلالة الملك في خطابه على مواقف الأردن الداعمة للأشقاء الفلسطينيين طيلة العقود الماضية، حيث تحمل الأردن في سبيل القضية الفلسطينية ما هو فوق طاقاته وإمكانياته.
وبيّن جلالته في هذا الإطار..أن الهاشميين كانوا أول من دافع عن عروبة فلسطين، ورفضوا المساومة أو التفريط بأي حق من حقوق الأمة العربية..مؤكدا جلالته أن الشعب الأردني وبغض النظر عن المنابت والأصول تحمل وعانى وقدم أكبر التضحيات للدفاع عن القضية الفلسطينية.
وأوضح جلالته..أننا نقول ذلك في عيد الاستقلال حتى يتذكر المواطن الأردني دائما أن الأردن لم يقصر أبدا تجاه أمته العربية والقضية الفلسطينية..مؤكدا جلالته أن الأردن سيستمر في الدفاع عن الحق العربي في فلسطين حتى يستعيد الشعب الفلسطيني كامل حقوقه ويقيم دولته المستقلة على أرضه وينعم فيها بالحرية والاستقلال والحياة الكريمة.
وأوضح جلالته..أنه عندما نتحدث عن القضية الفلسطينية، وندعو العالم إلى الالتزام برفع الظلم عن الشعب الفلسطيني، والضغط على إسرائيل، للقبول بمبادرة السلام العربية، فنحن لا نتحدث بالنيابة عن الفلسطينيين، ولسنا بديلا عنهم، ولا أوصياء عليهم، وليس لنا أي هدف، إلا مساعدتهم على استرجاع حقوقهم..معتبرا جلالته أن مبادرة السلام العربية تستند إلى قرارات الشرعية الدولية ولم تفرط بأي حق من الحقوق العربية، وهي فرصة حقيقية لاسترجاع الحقوق الفلسطينية والعربية وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.
وحول العراق، أعاد جلالته التأكيد على وقوف الأردن المستمر إلى جانب الشعب العراقي بكل مكوناته للتخفيف من معاناته والمساعدة على إعادة بناء مؤسسات الدولة وإعادة الأمن والاستقرار لهذا البلد، والشعب الشقيق والعزيز علينا جميعا. وأكد جلالته استمرار الأردن في العمل من أجل ترسيخ قواعد الاعتدال والتسامح والتفاهم والتعايش التي تمثل رسالة الإسلام السمحة.. مشددا جلالته على أن الأردن سيستمر في التصدي للفتن الطائفية والتعصب والتطرف، لتفويت الفرصة على أعداء الأمة، للعبث بعقيدتها وثقافتها، وتاريخها ومستقبلها.