أكد جلالة الملك عبدالله الثاني أن اتفاقية التجارة الحرة بين الأردن والولايات المتحدة الأمريكية التي دخلت حيز التنفيذ قبل عام هي تصويت بالثقة على نجاح الأردن كنموذج للإنجاز والتميز كما أنها تعكس وتساهم في قوة ونجاح النموذج الأردني للديموقراطية والسلام وتساوي الفرص.

وقال جلالته أن أهمية الاتفاقية تتعدى المسائل الاقتصادية حيث أنها ترسل إشارات قوية حول صلابة ألشراكة بين البلدين الآن وفي المستقبل.

وكان جلالته يخاطب مؤتمرا عبر الأقمار الصناعية نظمته مؤسسة تشجيع الاستثمار بالتعاون مع وزارة الصناعة والتجارة وجمع من رجال الأعمال في القاهرة ودبي وأبو ظبي والمنامة والكويت إضافة إلى رجال أعمال ومسؤولين أردنيين وأمريكيين في عمان وواشنطن بمناسبة انعقاد الاجتماع السنوي الأول للجنة الأمريكية الأردنية المشتركة حول اتفاقية التجارة الحرة بين البلدين.

وأضاف أن الوصول إلى التجارة العالمية له فوائد مثبتة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية كما أن الدول التي تقوم بفتح حدودها وتوسيع أسواقها تقوم بخلق فرص جديدة في اقتصادياتها مؤكدا أن الأردن قد خطا خلال السنوات القليلة الماضية خطوات كبيرة ليصبح لاعبا رئيسا في كل ما يمكن أن يقدمه الاقتصاد العالمي بعد أن استطاع دخول منظمة التجارة العالمية ووقع اتفاقيات للتجارة الحرة مع الولايات المتحدة والدول العربية ودول الرابطة الأوروبية للتجارة الحرة"الافتا" ودخلت اتفاقيته للشراكة مع الاتحاد الأوروبي حيز التنفيذ.

وأشار جلالته إلى أن وزير الخارجية الأمريكي كولن باول سيعلن يوم غد عن مبادرة شراكة جديدة بين بلاده ومنطقة الشرق الأوسط . وقال لقد عمل الأردن مع الولايات المتحدة كشريك كامل لإنجاز هذه المبادرة واصفا اياها بأنها "مهمة ومقياس للصداقة الوثيقة والمستقبل الإيجابي الذي نسعى لتحقيقه".

يذكر أن نسبة الصادرات الأردنية إلى الأسواق الأمريكية ارتفعت خلال الأعوام الثلاثة الماضية بنسبة 213 بالمائة لتبلغ هذا العام 400 مليون دولار كما استطاع الأردن جذب استثمارات بقيمة 100 مليون دولار ساهمت في توفير 10 آلاف فرصة عمل.

والأردن هو أول دولة عربية توقع اتفاقية للتجارة الحرة مع الولايات المتحدة في كانون أول الماضي ورابع دولة في العالم توقعها بعد إسرائيل وكندا والمكسيك.

من ناحيته شدد الممثل التجاري الأمريكي روبرت زيليك الذي كان يتحدث من واشنطن في بداية اجتماعات اللجنة المشتركة حول الاتفاقية التي تستمر ثلاثة ايام على الأهمية التي توليها بلاده لاتفاقية التجارة الحرة مع الأردن لابراز العلاقات الاقتصادية والسياسية مع المملكة.

وتوقع زيليك أن تزداد الصادرات الأردنية إلى السوق الأمريكية هذا العام بنسبة 15 بالمائة رغم الركود الاقتصادي الذي تشهده الولايات المتحدة.

وأكد إيمان بلاده بقدرة التجارة والاستثمارات على تحسين حياة الناس وخلق فرص جديدة والعمل كمحرك للنمو الاقتصادي مؤملا أن تسفر المباحثات خلال الأيام الثلاثة المقبلة بين رجال الأعمال الأردنيين والأمريكيين عن مزيد من الصفقات الاستثمارية.

وقد ناقش رجال الأعمال من الدول العربية فرص الاستثمار في الأردن في حديث شارك فيه وزير الصناعة والتجارة الذي يرأس الوفد الأردني إلى اجتماعات اللجنة المشتركة وسفراء الأردن في مصر والإمارات العربية المتحدة والبحرين والكويت حيث ابدوا اهتمامهم بالفرص التي توفرها هذه الاتفاقية للتصدير إلى السوق الأمريكية بدون عوائق جمركية أو حصص.