جلالة الملك يأمر بتشكيل لجنة ملكية للتعامل مع شؤون الاعاقة في الاردن

18 تشرين الأول 2006
عمان ، الأردن

أمر جلالة الملك عبدﷲ الثاني بتشكيل لجنة ملكية يرأسها سمو الامير رعد بن زيد كبير الامناء تعمل على وضع استراتيجية وطنية خاصة بالاعاقة تعنى بتوفير حلول مستدامة لمشاكل هذه الفئة التي تشير بعض التقديرات غير الرسمية الى ان نسبتها في المجتمع الاردني تصل الى 5 بالمائة.

وطلب جلالته من سمو الامير رعد بن زيد خلال اجتماعه مع سموه وقيادات ذوي الاعاقات الحركية والسمعية والبصرية والشلل الدماغي في مجمع الامير رعد بن زيد الرياضي بعد ظهر اليوم..تشكيل اللجنة قبل نهاية العام الحالي ليتسنى لها وضع الاستراتيجية بحلول العام 2007 ليستطيع الاردن أن يبدأ العمل وبقوة من مطلع العام المقبل لتخفيف التحديات التي تواجه هذه الفئة.

أما على صعيد الحلول المرحلية فقد أمر جلالته خلال الاجتماع بتقديم معدات طبية وأجهزة مساعدة للمعاقين الذين قدموا طلبات بهذا الخصوص الى مكتب سمو الامير رعد بن زيد، كبير الامناء ورئيس الاتحاد الاردني لرياضة المعوقين ورئيس اللجنة العليا لادارة برامج ومشاريع المعوقين.

كما أمر جلالته بتقديم دعم مالي الى 76 مؤسسة و12 ناديا تعنى بالمعاقين ينقذها من الافلاس المهددة به ويساعدها على المضي في مجال تقديم الخدمات وزيادة شريحة الناس المستفيدين من خدماتها.

يشار الى أن القطاع الاهلي التطوعي بمؤسساته الـ79 يقدم خدماته الى8538 معاقا من جميع الفئات من اصل 25 الف معاق يحصلون على خدمات تأهيلية وتدريبية وتعليمية.

وتفتقر المؤسسات العاملة مع المعاقين من اهلية وخاصة وحكومية ودولية الى التنسيق في اعمالها، فهي تقدم خدماتها بشكل عشوائي وغير منتظم.

وأشار جلالته في حديثه مع سمو الامير رعد الى ان دور اللجنة الملكية سيتلخص في كونها مظلة لجميع هذه المؤسسات بما يساعد في تبني رؤية وطنية موحدة لتلبية الاحتياجات المتزايدة لـ220 الف نسمة ينضوون تحت هذه الفئة، وخاصة في المجالات الصحية والتربوية والتأهيلية والعمل والدمج المجتمعي.

ويطالب المعوقون والمؤسسات التي تعمل معهم بانشاء مجلس اعلى لحقوق الاشخاص المعوقين لان الدور المناط بوزارة التنمية الاجتماعية حسب القانون لا يساعدها في تحقيق المطلوب منها في مجال خدمة المعاقين بشكل فعال ويبتعد عن اسلوب الشفقة والرعاية المتبع حاليا, ويتبنى المنهج المبني على الحقوق الخاصة بهذه الفئة كمواطنين يجب دمجهم في مجتمعهم وتوفير الفرص لهم ليتمكنوا من المساهمة في بناء بلادهم.

وفي كلمة ترحيبية بجلالة الملك قال سمو الامير رعد..ان الانجازات التي حققها الاردن في مجال رعاية المعاقين تضعنا أمام تحديات كبيرة تستدعي المحافظة عليها وتعزيزها وتطويرها، وكان آخرها فوز المملكة بجائزة روزفلت الدولية للاعاقة التي تسلمها جلالة الملك عبدﷲ الثاني في آذار 2005 لتكون الاردن بذلك اول دولة شرق اوسطية وسابع دولة في العالم تفوز بالجائزة بعد كوريا الجنوبية وكندا وايرلندا وهنغاريا وتايلند والاكوادور وايطاليا.

وأكد سموه ضرورة توفير الامكانيات اللازمة على جميع المستويات الحكومية والاهلية من أجل تبني هذه الاستراتيجية الوطنية الموحدة للمعاقين لتلبية الاحتياجات المتزايدة لهذه الفئة وخاصة في المجالات الصحية والتربوية والتأهيلية والتشغيلية بهدف الوصول الى المؤسسية الشمولية لضمان تأدية هذه الحقوق على قدم المساواة مع الاخرين ضمن مبدأ تكافوء الفرص لتحقيق الدمج الشامل تمشيا مع بنود الاتفاقية الدولية لحقوق الاشخاص المعوقين.

ويذكر أن اهتمام الاردن بالمعاقين بدأ منذ ستينيات القرن الماضي عن طريق انتشار المؤسسات الخاصة والهيئات التطوعية المعنية بالاشخاص المعوقين. وكان قانون رعاية المعوقين الذي صدر عام 1993 من أبرز ما قدم لضمان حقوق المعوقين ووضع الاردن في موقع متقدم بين دول المنطقة من حيث ضمان حقوق الاشخاص المعوقين والتأكيد عليها.

ويبرز المعاقون الاردنيون في مجال الرياضة على مستوى العالم, فقد فازت مها البرغوثي على كرسيها المتحرك بالميدالية الذهبية الوحيدة التي استطاع رياضي اردني الفوز بها في باراولمبياد سيدني عام 2000، وذلك في رياضة تنس الطاولة، وكانت آخر انجازات الرياضيين المعاقين فوز ختام أبو عوض بالميدالية الذهبية على مستوى العالم في كرة الطاولة التي انتهت بداية الشهر الحالي في سويسرا.