جلالة الملك وقداسة البابا يؤكدان اهمية ادامة الحوار بين الاديان

عمان
12 أيلول/سبتمبر 2005

اكد جلالة الملك عبد الله الثاني وقداسة البابا بنديكت السادس عشر اهمية ادامة الحوار بين الاديان ومد جسور التفاهم والتعايش والقيم المشتركة التي تلتقي حولها مختلف الحضارات تعزيزا لقيم التسامح والاعتدال والوسطية وقبول الاخر.



ووضع جلالة الملك قداسة البابا خلال لقائهما اليوم في قلعة غاندولفو المقر الصيفي للبابا بحضور جلالة الملكة رانيا العبد الله في صورة تحرك الاردن ومساعيه المستمرة لتأكيد وتوضيح الصورة الحقيقية للاسلام الذي تجمعه مع الديانتين المسيحية واليهودية تعاليم وقيم مشتركة ترتقي بالانسانية وتؤمن بالتاخي والمحبة ونشر السلام في كافة بقاع العالم. وثمن جلالته الدور الهام الذي يقوم به الفاتيكان في نشر رسالة المحبة والسلام في العالم وما يكنه قداسة البابا من تقدير واحترام للشعوب الاسلامية. وشدد جلالته على ضرورة تكاتف اتباع الديانات الثلاث ومسؤولية علمائها والمؤمنين بها في نبذ العنف والارهاب والتطرف والتصدي للذين يستغلون الدين ويسيوءون تفسيره لتبرير اعمالهم الخاطئة. ولفت جلالته في هذا الاطار الى رسالة عمان التي اطلقها الاردن في رمضان من العام الماضي والتي تؤكد المعاني السامية للدين الحنيف وتؤسس لايجاد قاعدة مشتركة للالتقاء مع المؤمنين بالديانات الاخرى خدمة للمجتمع الانساني وبما يحقق الخير للبشرية جمعاء. كما اشار جلالته الى ان علماء الدين يمثلون المذاهب الاسلامية الثمانية قد اجمعوا على المضامين التي استندت عليها رسالة عمان في ختام المؤتمر الاسلامي الدولي الذي عقد في عمان في شهر تموز الماضي. وبين جلالته ان القيم والجوامع المشتركة للاديان السماوية الثلاثة وما تدعو اليه من وسطية واعتدال وتسامح ستكون محور لقاءاته مع القيادات الدينية خلال زيارته المقبلة للولايات المتحدة بهدف حشد حملة دولية ايمانية في مواجهة قوى الارهاب والتطرف. واكد جلالة الملك وقداسة البابا على متانة العلاقات الثنائية بين الاردن وحاضرة الفاتيكان والعمل على توظيفها بما يرسخ السلام والاستقرار في منطقة الشرق الاوسط ويحقق الامن والرخاء والازدهار لشعوبها . واعرب الحبر الاعظم عن تقديره ودعمه لمساعي الاردن بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني في التقريب ما بين الديانات والتأكيد على معانيها النبيلة وصولا الى مجتمع انساني متكافل تتجذر فيه العدالة والمساواة. ورافق جلالته خلال لقائه قداسة البابا سمو الامير غازي بن محمد المبعوث الشخصي والمستشار الخاص لجلالة الملك وسفير الاردن لدى الفاتيكان دينا قعوار. وكان جلالة الملك عبد الله الثاني دعا في مقال له نشرته صحيفة "كوريرا ديلا سيرا" الايطالية في عددها الصادر اليوم الجميع الى تحمل المسؤولية لرفض الكراهية والجهل والعنف من خلال الحوار المخلص والمتواصل بين الغرب والعالم الاسلامي. وقال جلالته انه في نطاق مثل هذا الجهد نجتمع اليوم مع قداسة البابا للمضي قدما نحو حوار ايجابي بين ادياننا يحترم فيه كل طرف الطرف الاخر. ولفت جلالته الى ان الحرية الدينية التي كفلها الدستور في الاردن تعبر عن القيم العربية والاسلامية الاساسية والتي تتمثل في الدعوة الى احلال السلام واحترام الاخرين والعمل على تحقيق العدالة الاجتماعية فهذا هو صوت الاسلام الذي تعلمه الناس ومارسوه على مدى ما يزيد عن الف عام. واعتبر جلالته ان رسالة عمان تعيد طرح تعاليم الاسلام فيما يتصل بالخضوع لله والتساوي في الكرامة بين جميع الناس والتعاطف والتكافل والتعددية وهي تدين التطرف والارهاب باعتبارهما انحرافا عن الاسلام ومخالفة لاوامر الله تعالى ونواهيه.