جلالة الملك ورئيس كازاخستان يبحثان تطوير العلاقات الثنائية ويشهدان توقيع عدد من الاتفاقيات المشتركة

29 تشرين الثاني 2006
عمان ، الأردن

أجرى جلالة الملك عبد ﷲ الثاني وفخامة الرئيس نور سلطان ناظار باييف مباحثات في الديوان الملكي الهاشمي اليوم تناولت آليات تطوير وتعزيز علاقات التعاون الثنائي بين البلدين في شتى المجالات وبخاصة الاقتصادية والتجارية بالإضافة إلى القضايا الإقليمية والدولية وفي مقدمتها الجهود المبذولة لتحقيق السلام في الشرق الأوسط.

وأكد الزعيمان حرصهما المشترك على تطوير علاقات الصداقة والتعاون في جميع الميادين بما يحقق مصالح الشعبين الصديقين، واصفين مباحثاتهما بأنها ايجابية وشكلت دفعا قويا للعلاقات الأردنية الكازاخيه.

واتفقا على تسريع عملية التعاون الاقتصادي والاستثماري بين البلدين وزيادة حجم التبادل التجاري بينهما، ودعوة رجال الأعمال الكازاخيين لزيارة الأردن للاطلاع على الفرص الاستثمارية المتاحة في المملكة بالإضافة إلى تبادل الزيارات الشبابية والطلابية.

واستعرض جلالته مع الرئيس ناظار باييف تطورات الأوضاع الراهنة في المنطقة والجهود المبذولة لحل القضية الفلسطينية وفقا للقرارات الشرعية الدولية واستنادا إلى حل الدولتين الذي تضمنته مبادرة السلام العربية.

وحول الوضع في العراق أكد الجانبان مساندتهما لجهود الحكومة العراقية الرامية لتحقيق المصالحة الوطنية والاستقرار في العراق، مشددين على ضرورة إشراك جميع العراقيين في العملية السياسية. وحضر المباحثات عن الجانب الأردني رئيس الوزراء ومدير مكتب جلالة الملك ووزراء الخارجية والتربية والتعليم والتعليم العالي والبحث العلمي والنقل والتخطيط والتعاون الدولي والعمل والصناعة والتجارة ورئيس هيئة الأركان المشتركة ومدير المخابرات العامة.

كما حضرها عن الجانب الكازاخي وزراء الخارجية والزراعة والنقل والاتصالات وعدد من مساعدي ومستشاري الرئيس ناظارباييف والسفير الكازاخي لدى المملكة.

وبحضور جلالة الملك وفخامة الرئيس الضيف وقع الجانبان عددا من الاتفاقيات المشتركة، فقد وقع وزير التربية والتعليم وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور خالد طوقان اتفاقية التعاون في مجال التعليم العالي، ووقعت وزيرة التخطيط والتعاون الدولي سهير العلي اتفاقية التعاون الثنائي بين الحكومتين ووقع وزير الصناعة والتجارة سالم الخزاعلة اتفاقيات في مجال التعاون الاقتصادي والتجاري وتشجيع وحماية الاستثمار والتعاون في مجال الشباب.

ووقع تلك الاتفاقيات عن الجانب الكازاخي وزير الخارجية كسيم جومرات توكاييف.

وصدر عن مباحثات جلالة الملك عبدﷲ الثاني مع فخامة الرئيس ناظارباييف بيان مشترك وفيما يلي نصه:

"تلبية لدعوة صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبد ﷲ الثاني ابن الحسين المعظم ملك المملكة الأردنية الهاشمية قام فخامة رئيس جمهورية كازاخستان السيد نور سلطان ناظارباييف في الفترة من 28 إلى 30 تشرين الثاني 2006 بزيارة رسمية للمملكة الأردنية الهاشمية.

وتمت خلال الزيارة مباحثات مغلقة وموسعة تناولت العديد من القضايا الثنائية التي تتعلق بتنشيط التعاون وتفعيل التنسيق بين الأردن وكازاخستان، كما تبادل الجانبان وجهات النظر حول القضايا الإقليمية والدولية الملحة.

ويشير الجانبان إلى أن زيارة فخامة الرئيس ناظارباييف الحالية للمملكة الأردنية الهاشمية وزيارة جلالة الملك عبد ﷲ الثاني إلى كازاخستان في تشرين الثاني من العام الماضي تشكلان دليلاً واضحاً على سعي الجانبين الحثيث لتطوير علاقات الصداقة والتعاون بينهما في كافة الميادين تلبية لمصالح الشعبين الصديقين.

ويعرب الجانبان عن ارتياحهما لنتائج المباحثات، كما أعربا عن ثقتهما بأنها سوف تعطي دفعة جديدة للعلاقات الثنائية وتنقلها إلى مستويات أعلى.

وأشار الجانبان إلى أهمية فتح سفارات في كلا البلدين كخطوة أساسية في طريق توسيع التعاون والتنسيق وزيادة المبادلات في جميع المجالات.

وانطلاقاً من سعي الجانبين إلى تطوير وتعزيز علاقات الصداقة والتعاون المتبادل يعتزم الجانبان القيام بخطوات فاعلة في المجالات التالية:

  • في المجال السياسي:

    تؤكد كازاخستان والأردن عزمهما على تعزيز التعاون الوثيق، وتنسيق الجهود والمواقف بينهما في إطار نشاط منظمة الأمم المتحدة وكذلك في المنظمات الدولية والإقليمية الأخرى، مشددين على ضرورة تعزيز دور منظمة الأمم المتحدة وإصلاحها بما ينسجم مع أهدافها وأغراضها في تعزيز العلاقات الدولية وتدعيم الأمن والسلم الدوليين.

    ويعرب الجانبان عن مساندتهما لعملية السلام في الشرق الأوسط، وصولاً إلى حل شامل وعادل للصراع العربي الإسرائيلي على أساس قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، والمبادئ الأساسية لخارطة الطريق ومبادرة السلام العربية، بما يكفل للشعب الفلسطيني حقوقه الشرعية في دولته المستقلة على ترابه الوطني وحق دولة إسرائيل في العيش في سلام ضمن حدود آمنه.

    ويؤكد الجانبان على تطابق وجهات النظر بينهما بشأن الوضع في العراق، ويبديان مساندتهما لجهود الحكومة العراقية الرامية لتحقيق المصالحة الوطنية والاستقرار في العراق، ورفضهما لأي تدخل خارجي في الشؤون الداخلية العراقية.

    وشدد الجانبان على ضرورة إشراك جميع الأطراف العراقية في العملية السياسية، كما يؤكد الجانبان إدانتهما لجميع أشكال العنف والإرهاب الدائر في العراق.

    ويعبر الجانبان عن دعمهما للحكومة اللبنانية وحرصهما على وحدة الشعب اللبناني بجميع فئاته وطوائفه وشرائحه، وعلى صون سيادة وأمن واستقلال لبنان.

ويتفق الجانبان على تنسيق جهودهما على الصعيد الثنائي والدولي في مكافحة ظاهرة الإرهاب الدولي، والتطرف، والجريمة المنظمة، وتجارة المخدرات.

ويؤيد الأردن مؤتمر التفاعل وتدابير بناء الثقة في آسيا، الذي تمت إقامته بناء على مبادرة جمهورية كازاخستان ويعرب عن استعداده للمشاركة في عمله.

ويقدر الأردن عالياً نجاح مؤتمر زعماء الأديان العالمية والتقليدية الذي يعقد في كازاخستان بشكل دوري، ويعتبر أن هذا المؤتمر يساعد في تفعيل الحوار بين الحضارات مما يساعد في وضع حلول للمشاكل الدولية الملحة.

ويؤكد الجانبان على أهمية التشاور ورفع مستوى التنسيق العربي والإسلامي بهدف الدفاع عن صورة الإسلام الحقيقية، ونشر مبادئ وقيم الإسلام السمحة القائمة على الاعتدال والتسامح ورفض أشكال العنف والإرهاب.

ويعتبر الجانبان أن رسالة عمان التي أطلقها جلالة الملك عبد ﷲ الثاني في تشرين الثاني 2004، تعتبر مساهمة أساسية وفعالةً في هذا الإطار، لا بد من دعمها والبناء عليها.

  • في المجال التجاري والاقتصادي:

    أعاد الجانبان تأكيدهما على تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بشكل عملي يساهم في زيادة حجم التبادل التجاري.

    وإدراكا لأهمية دور القطاع الخاص في دفع العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين اتفق الجانبان على إنشاء مجلس أعمال مشترك لرجال الأعمال الكازاخستانيين والأردنيين.

    ويدعو الجانبان القطاع الخاص في البلدين للاستفادة من العلاقات السياسية المميزة والأطر القانونية والمؤسسية المتاحة للعمل على توسيع حجم التبادل الاقتصادي والتجاري.

    ويرحب الجانبان بتوقيع عدد من الاتفاقيات في المجال الاقتصادي وهي اتفاقية إطار التعاون المشترك، واتفاقية التعاون الاقتصادي والتجاري، واتفاقية دعم وحماية الاستثمار بين البلدين.

    ويبدي الجانبان اهتمامهما في التعاون وتبادل الخبرات في مجالات الطاقة، والزراعة، والإنشاء، وتكنولوجيا المعلومات، ومجال الصناعات التعدينية وفي مجال دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة.

    ويسعى الجانبان للعمل على إقامة معارض تجارية دائمة في كل من عاصمتي البلدين.

  • في المجال الثقافي والإنساني:

    يسعى الجانبان لتوسيع التعاون الثقافي والإنساني بينهما بمختلف السبل، بما فيها تنظيم الأيام الثقافية وإقامة المعارض وتنظيم الجولات المسرحية وأسابيع الأفلام السينمائية في البلدين، ونشر المعلومات عن كل من الأردن وكازاخستان من خلال وسائل الإعلام في البلدين، ويؤكد الجانبان على أهمية تشجيع التعاون في المجالات العلمية والتعليمية.

    ويدعم الجانبان المبادرات التي تساعد في تواصل قطاعات الشباب في البلدين، ويعربان عن استعدادهما لإقامة روابط بين المؤسسات الرياضية وتبادل وفود القطاعات الرياضية والشبابية.

    وينوه الجانبان بتوقيع اتفاقية التعاون في مجال التعليم، واتفاقية التعاون في مجال الشباب والرياضة بين الحكومتين، مما سيكون له دور كبير في تطوير التعاون بين البلدين.

  • ودعا فخامة الرئيس نور سلطان ناظارباييف رئيس جمهورية كازاخستان جلالة الملك عبد ﷲ الثاني ملك المملكة الأردنية الهاشمية لزيارة كازاخستان في زيارة رسمية في الوقت الذي يناسب جلالته.

    وقبل جلالة الملك عبد ﷲ الثاني دعوة فخامة الرئيس نور سلطان ناظارباييف رئيس جمهورية كازاخستان".

    وكان جرى لفخامة الرئيس الكازاخستاني استقبال رسمي في باحة قصر بسمان الزاهر حيث كان جلالة الملك عبدﷲ الثاني في مقدمة مستقبلي فخامته.

    واستعرض الزعيمان حرس الشرف الذي اصطف لتحيتهما فيما عزفت الموسيقى السلامين الوطني الكازاخي والملكي الأردني.

    كما كان في الاستقبال رئيس الوزراء ورئيس مجلس الأعيان ورئيس مجلس النواب ورئيس المجلس القضائي ورئيس الديوان الملكي الهاشمي ومدير مكتب جلالة الملك ومستشارو جلالة الملك وعدد من الوزراء ورئيس هيئة الأركان المشتركة ومدير الأمن العام ومدير المخابرات العامة ومدير الدفاع المدني.