الزاوية الإعلامية
حرمت هيا "13عاما" من عطف والديها ويراودها حلم بان ترى امها التي تزوجت بعد وفاة والدها ولم ترها منذ ثلاثة اعوام.
"..لا احد يزورني أنا وأختي بعد أن توفي والدنا وتزوجت أمنا لكن اليوم زارنا جلالتا الملك والملكة ووزعوا الهدايا علينا" كلمات بسيطة قالتها هيا اختزلت كثيرا حجم الاثر النفسي الكبير الذي تركته الزيارة التي قام بها جلالة الملك عبدﷲ الثاني وجلالة الملكة رانيا العبدﷲ اليوم إلى جمعية رعاية اليتيم في بيادر وادي السير.
ومع اكثر من 40 طفلا يتيما ويتيمة امضى جلالة الملك وجلالة الملكة بعضا من ساعات الظهيرة في اطار التواصل مع ابناء شعبه خاصة ممن هم بامس الحاجة الى العطف والرعاية.
وفي مشهد انساني حميم تحلق الاطفال حول جلالة الملك وجلالة الملكة وبادروا بتقديم التهنئة والتبريك لهما بالشهر الفضيل تعبيرا عن حب بريء اعتمر في نفوس اولئك الاطفال الذين اهدوا جلالته نسخة من المصحف الشريف.
وما إن طلت ابتسامة صاحبي الجلالة الممتلئة بالرحمة حتى عرف من يعيش في هذه الجمعية أن الحال لن يبقى على ما هو عليه، إذ أيقنوا أن الفرح سيكون الشريك اليومي في حياتهم التي أشقاها الحرمان طويلاً، خصوصا في شهر رمضان المبارك.
وتزامنت الزيارة الملكية مع اقامة مآدب إفطار في مراكز الأيتام في جميع محافظات المملكه امر بها جلالة الملك يوم امس تجسيدا لمعاني التواصل والتراحم بين ابناء الشعب الاردني الواحد.
وخلال الزيارة، جال جلالة الملك وجلالة الملكة في مرافق الجمعية التي تأويهم ووعددهم 40 يتيما، حيث استمع جلالتاهما إلى شرح مفصل من رئيس الجمعية ربحي القدومي عن واقعها والظروف المادية التي تمر بها والخدمات التي تقدمها إلى الأطفال الذين يعيشون داخلها والآخرين ممن يتلقون المساعدات المالية والعينية وهم يعيشون خارجها.
وفي مهجع الذكور وفيما كان جلالة الملك يبادل الاطفال المودة والمحبة بادر طفل عراقي يتيم عمره تسع سنوات بتقديم الشكر لجلالة الملك قائلا "شكرا عمو لانك درستني".
والطفل الذي يدعى ماركوس حالفه الحظ قبل عام حين كان بين ايتام الاردن في حفل افطار اقامه جلالة الملك انذاك وطلب من جلالة الملك ان يدخل المدرسة أسوة باقرانه فامر جلالته بتلبية طلبه.
واطلع جلالته ايضا على الخدمات التعليمية والطبية المقدمة للاطفال في مركز المعرفة المزود باجهزة الحاسوب والعيادة الطبية والمكتبة.
ووفقا للقدومي فان الجمعية التي تاسست عام 1987 تقدم رعاية الايواء والغذاء والكساء والرعاية الصحية للايتام.
وبين ان اعمار الاطفال في الجمعية يتراوح ما بين 3 الى 10 سنوات بين فئة الذكور ومن 3 الى 15 سنة بين الاناث وهم يتلقون تعليمهم في المدارس الحكومية مثلما تقوم الجمعية بتدريس 40 طالبا جامعيا يتيما..مشيرا الى ان حجم الانفاق السنوي للجمعية يصل الى نحو 110 الاف دينار.
جلالة الملك عبدﷲ الثاني وجلالة الملكة رانيا عوّدا الأطفال الذين قست عليهم الدنيا أن الفرج دائمًا قريب وأنهم دائما.
في وجدان عميد آل البيت إذ ردت إلى الطفولة عذوبتها عندما وزع جلالته الهدايا على الأيتام ليشعروا بأنهم دائما حاضرون في وجدانه ومحط رعايته.
وخلال الزيارة اطلع وزير التنمية الاجتماعية الدكتور سليمان الطراونه جلالة الملك على الترتيبات التي يتم اعداها لتنظيم دور الايتام بحيث تؤدي رسالتها بالطرق المثلى.
وبين ان هناك نظاما جديدا تم انجازه يتضمن تعليمات تشمل نظام الغرف الصفية والمهاجع وتكوين الاسرة في الجمعيات ودور الام او المشرفة بحيث تكون اجواء الاسرة متجسدة الى ابعد الحدود من حيث طريقة العيش والعلاقة الاسرية والصرف وغيرها من امور الحياة الاسرية.