جلالة الملك وجلالة الملكة يقيمان مأدبة غداء لذوي ضحايا تفجيرات عمان

09 تشرين الثاني 2006
عمان ، الأردن

عام مضى على اللحظة الرهيبة التي عاشتها تولين ليلة الاربعاء التاسع من تشرين الثاني الماضي. ابنة الاشهر الثلاثة التي كانت تعاني من شظايا وكسور ويقطع صراخها قلب من يسمعها كبرت اليوم وأصبحت تمشي وتنادي ماما وهي لا تعلم ان امها ذهبت ولن تعود منذ تلك الليلة.

مشهد الطفلة وهي تمشي وتبكي أثارت في قلوب ذوي شهداء تفجيرات عمان الذين حضروا المأدبة التي اقامها جلالة الملك عبدﷲ الثاني وجلالة الملكة رانيا العبدﷲ في الديوان الملكي الهاشمي اليوم بالذكرى السنوية الاولى للتفجيرات تساؤلات عما كان من الممكن لابائهم اوامهاتهم اوابنائهم الذين فقدوهم ان يكونوا عليه خلال هذا العام وما الذي كان من الممكن ان يحققوا ليصلوا الى ما يصبون اليه.

الزوجات اللواتي ترملن نتيجة لحقد أعمى لا يفرق بين صديق وعدو لم تنسهن هذه السنة رفاق الحياة...أم اشرف الراعي تترقرق الدموع من عينيها ما ان تتذكر ما جرى. وكذلك غدير القدومي التي تحاول التعايش مع واقع تربية ثلاثة أطفال وتوفير لقمة العيش لهم.

وكان تنظيم القاعدة في بلاد ما بين النهرين بقيادة ابو مصعب الزرقاوي قد اعترف بمسؤوليته عن التفجيرات في ثلاثة فنادق أردنية (راديسون ساس، حياة عمان وديز ان) ليلة الأربعاء التاسع من تشرين الثاني 2005 التي خلفت وراءها سبع عشرة ضحية من ضيوف الاردن عربا وصينيين واندونيسيين، وسبعين ضحية أردنية كان جلهم مجتمعين للاحتفال بعرس اشرف الراعي وناديا العلمي، اللذين فقدا أصدقاء وأهلا لم يستطيعا نسيانهم رغم مغادرة عمان هربا من الذكريات والالم، كما تقول ناديا.

كما أدت التفجيرات الى إصابة 85 مواطنا أردنيا و28 شخصا من رعايا الدول العربية والإسلامية والصديقة، حولت بعضهم من فاعلين في المجتمع الى طريحي الفراش دون حراك، ومنهم ما زال قيد العلاج موجودا داخل أسوار المستشفيات وغرف العمليات.

وفي مقابلات مع وكالة الانباء الاردنية بعد لقائهم بصاحبي الجلالة بحضور سمو الامير فيصل بن الحسين وسمو الامير علي بن الحسين وسمو الامير حمزة بن الحسين ورئيس الديوان الملكي الهاشمي ومدير مكتب جلالة الملك وقاضي القضاة امام الحضرة الهاشمية عبّر ذوو الضحايا عن تساؤل يودون لو وجهوه الى مخططي هذا العمل الاجرامي .. هل أدى قتل هؤلاء العرب والمسلمين وضيوفهم الى خدمة قضايا الاسلام والمسلمين وجعل العالم مكانا أفضل وأكثر جمالا وأمنا لأبنائهم؟

يذكر ان المخرج السوري مصطفى العقاد الذي أخرج فيلم الرسالة باللغتين العربية والانجليزية عن بداية ظهور الاسلام وانتصاراته قتل في هذه التفجيرات مع ابنته ريما. وكان العقاد في الاردن للاعداد لفيلمه المقبل عن القائد صلاح الدين الايوبي، الا ان الارهاب الاعمى عاجله قبل ان يحقق حلمه.

وقالت شقيقة العقاد، الدكتورة ليلى، التي حضرت مأدبة جلالته أنها والفنانين الاديبين حيدر يازجي ومحمود ياسين بصدد الاعداد لملحق عن المخرج الراحل تصدره مجلة العربي الكويتية.

وكان جلالة الملك عبدﷲ الثاني قد صرح في وقت سابق اليوم لوكالة الأنباء الأردنية-بترا بمناسبة الذكرى الأولى للعملية الإرهابية أن وقوف الأردنيين وتلاحمهم وتكاتفهم ضد الإرهاب الذي ضرب عمان في هذا الوقت من العام الماضي يدعونا جميعا للفخر والاعتزاز بشعبنا الأردني العظيم الذي جسد في وقفته الشجاعة تماسكه وحرصه المطلق المحافظة على أمن واستقرار الوطن.

وعبر جلالته عن تقديره لحجم الألم والمعاناة التي تشعر بها كل أسرة أردنية وكل عائلة من الدول العربية والصديقة التي فقدت عزيزا عليها في هذا الحادث الأليم، مشددا على أن "التحديات التي تواجهنا مهما تعاظمت لن تحيدنا عن نهجنا في إحداث التقدم المنشود والدفاع عن مبادئ ديننا الإسلامي الذي يجسد قيم الوسطية والاعتدال والتسامح والسلام ."

وأضاف جلالته أن ما حدث في عاصمتنا الحبيبة عمان وعواصم دول عربية وإسلامية أخرى ومنها الرياض، من تفجير وخراب، بالإضافة لعواصم دول صديقة ومنها لندن ومدريد هو خارج عن مفهوم الإسلام وتشويه لديننا الحنيف، مؤكدا أهمية دور المفكرين وعلماء الأمة الإسلامية في التصدي للفكر الضلالي والتكفيري الذي تحمله الجماعات المتطرفة.

وأكد جلالته أن الأردن يسير على الطريق الصحيح، وسيمضي أبناؤه وبناته بعون ﷲ في بناء الوطن النموذج الذي تظلله قيم الحرية والعدالة والمساواة.

وحضر اللقاء سفراء قطر والعراق وفلسطين وسوريا والبحرين والقائم بالاعمال الاندونيسي والقائم بالاعمال الصيني في عمان.