الزاوية الإعلامية
أعرب جلالة الملك عبد ﷲ الثاني عن احترامه والأردنيين جميعاً لشعب سنغافوره على الانجازات والنجاحات التي حققها خلال العقود الأربعة الماضية لتصبح بلاده قوّة اقتصادية وإقليمية وواحدة من المخططين الرئيسيين للشبكة العالمية للتجارة الحرة.
وفي خطاب ألقاه في مأدبة العشاء الرسمية التي أقامها وجلالة الملكة رانيا العبد ﷲ على شرف فخامة الرئيس السنغافوري سالابان راما ناثان وعقيلته مساء اليوم في قصر بسمان خاطب جلالته الرئيس ناثان: "لقد أنجزتم هذا بالرغم من التحدّيات التنموية الكبيرة، والموارد الطبيعية المحدودة والسوق المحلي الصغير - وهي تحديات يشترك الأردن فيها معكم وتشهد إنجازاتكم على الأشياء العظيمة التي يمكن تحقيقها بالعزيمة الخالصة والاستثمار في مواهب الناس."
وقال جلالته أن الأردن يشترك مع سنغافوره في الثقة بأن الاستثمار في الناس يشكل عموداً للازدهار ويهيّىء مستوى معيشة أفضل للجميع، موضحاً الفرص الواسعة لتقوية التعاون بين البلدين في مجالات العلوم والتكنولوجيا والثقافه.
وأشار جلالته إلى تعلمه الكثير من زياراته إلى سنغافوره، "في العمل على ترويج الاستثمار، وتطوير المناطق الاقتصادية الخاصة، والتفكير خارج نطاق القوالب التقليدية فيما يتصل بالشؤون اللوجستية، أصبحت سنغافوره أنموذجاً يُحتذى."
وأكد جلالته أن التنوّع الذي تميّزت به سنغافوره أصبح مصدر قوتها، وقيمها حدّدت مسيرة تاريخها، وما تشعُّ به اليوم من إلهام يمتد ليشمل بلداناً عديدة في أرجاء العالم.
وأضاف جلالته أن البلدين يشتركان معاً في أهداف عالمية هامة فقد قدّم بلدانا إسهامات ذات شأن في مجال الأمن والاستقرار العالميين من خلال مشاركتنا في مهمات الأمم المتحدة لحفظ السلام في أرجاء العالم..ومن خلال تدريب الشرطة العراقية..ومن خلال الدعوات البنّاءة لتعاونٍ عالمي أكبر لمجابهة التطرّف والإرهاب ونحن نتعاون في توضيح صورة الإسلام باعتباره نهج حياة سلمي متسامح، وقد جاءت رسالة عمّان لتكون منبراً للتفاهمٍ والقبول الأفضل.
ومثلها مثل الأردن، نادت سنغافوره دوما لإحلال سلام شامل عادلٍ في الشرق الأوسط، يستند إلى الشرعية والعدالة الدوليتين.
وشدد جلالته أنه "من خلال العمل في إطار الحوار الآسيوي - الشرق أوسطي الرائد الذي أطلقته سنغافوره، يمكننا أن نقرّب ما بين منطقتينا وشعوبنا كما يسعد الأردن أن يشارك سنغافوره في رئاسة المجموعات العاملة في الشؤون الاجتماعية، والتربوية، والعلمية، والثقافية، والبيئية، وتلك المتصلة بالإعلام."
وعبر جلالته عن امتنانه "لدعم سنغافوره في إقامة مركز تدريب مهني إقليمي، يسلط الضوء على النموذج المتميز الذي تقدمّه بلدكم في مجال تدريب الأردنيين"، الذي قام الزعيمان بعد ظهر اليوم بتوشيح لوحته بتوقيعهما.
من ناحيته قال الرئيس السنغافوري ان بلاده مثلها مثل الأردن تدرك أهمية وجود منبر لإسماع صوت العقل والاعتدال عند وقوع احداث تؤدي إلى المزيد من الاستقطاب، موضحاً ان هذا هو احد أهداف الحوار الاسيوي-الشرق أوسطي الذي يعتبر جلالته من اقوى الداعمين له.
وعبر الرئيس ناثان عن إعجابه بجهود جلالته الذي لا يكل لتشجيع الحوار بين الأديان ونشر رسالة الإسلام الصحيحة كما أوضحتها رسالة عمان.
وأشار الرئيس ناثان إلى تفجيرات عمان العام الماضي والرعب الذي شعر به أهل جزيرته الصغيرة عندما سمعوا النبأ، مضيفاً ان بلاده تقف بقوة مع الأردن وبقية المجتمع الدولي في مكافحة الإرهاب.
وقال.. ليس للمتطرفين الذين يشجعون اعمال الإرهاب مكان في مجتمعنا وعلى كل الناس ذوي التفكير السليم والحكومات واجب مقدس لحماية مواطنيهم من هذه التهديدات.
وفي المجال الاقتصادي، قال الرئيس ناثان ان منتدى الحوار الاسيوي-الشرق أوسطي يوفر الفرصة لمعالجة الحاجات الاقتصادية لشعوبنا، معبراً عن شكره لجلالة الملك على دعمه لإقامة مركز التدريب المهني في ماركا والذي سيوفر التدريب المهني ويرفع مستوى مهارات الأردنيين وغيرهم من شعوب المنطقة ليتمكنوا من الاستفادة من الفرص التي يوفرها الاقتصاد العالمي.
وعبر الرئيس ناثان عن شكر بلاده للأردن الذي كان صديقاً لسنغافوره منذ دعمه لاستقلالها عام 1965 ودعمه لدخولها الأمم المتحدة في العام نفسه.
وأكد ان العلاقات الاقتصادية الثنائية تعززت بإبرام اتفاقية التجارة الحرة بين البلدين، مقدراً وجود حاجة لمزيد من العمل لترجمة نوايا الاتفاقية إلى واقع من خلال القطاع الخاص في الأردن وسنغافوره.
يذكر ان الرئيس السنغافوري اصطحب معه وفداً اقتصادياً من اتحاد العمل السنغافوري لاستكشاف افاق التعاون والاستثمار مع الجانب الأردني.
وأشار الرئيس ناثان إلى وجود شركات سنغافورية تستثمر في الأردن مثل جورونغ بيلدرز التي تساهم في بناء متحف وطني في الأردن، وشركة أخرى تدير المنتجع الملكي في البحر الميت.
وخاطب الرئيس السنغافوري جلالته قائلا: "لقد أصبحت تجسيدا لشعبك، واسترددت احساس شعبك بقيمته وهم يسعون نحو حياة أفضل."
وحضر المأدبة أصحاب السمو الأمراء والأميرات ورئيس الوزراء معروف البخيت ورئيس مجلس الأعيان ورئيس المجلس القضائي ورئيس الديوان الملكي الهاشمي وعدد من الوزراء وكبار مسؤولي الدولة العسكريين والمدنيين.
وحضرها عن الجانب السنغافوري وزير الإعلام والاتصالات ووزير الدولة للشؤون الخارجية والوفد المرافق.
يشار الى ان فخامة الرئيس السنغافوري سالابان راما ناثان وعقيلته قد بدأ اليوم زيارة رسمية للمملكة تستمر خمسة ايام.