جلالة الملك وجلالة الملكة يعودان الى ارض الوطن بعد زيارة دولة للهند

02 كانون الأول 2006
عمان ، الأردن

عاد جلالة الملك عبدﷲ الثاني وجلالة الملكة رانيا العبدﷲ مساء اليوم الى أرض الوطن بعد زيارة دولة الى نيودلهي اعتبر المسؤولون الهنود أنها تشكل علامة بارزة في العلاقات بين البلدين تماما مثلما كانت الزيارتان اللتان قام بهما جلالة المغفور له الملك الحسين الى الهند في النصف الثاني من القرن الماضي.

وفي موازاة الجانب السياسي والتأكيد على لعب الهند دورا مهما لتحقيق الاستقرار والسلام والامن في الشرق الاوسط من خلال اقامة الدولة الفلسطينية واعادة بناء العراق الامن الموحد، أكد جلالته ان الجانب الاقتصادي هو المسؤول الرئيسي عن تحقيق التقارب والتفاهم بين الشعوب معربا عن أمله في ان تبني هذه الزيارة لبنات جديدة في علاقات تستمر لعقود طويلة قادمه.

وقد التقى جلالته في اليوم الاول من الزيارة التي استمرت ثلاثة ايام برجال اعمال هنود مهتمين بمعرفة الفرص الاستثمارية التي توفرها المملكة في مجال الادوية وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والسياحة وتعزيز الشراكات الاستثمارية القائمة بالفعل بين البلدين في مجال التعدين والأسمدة والانشاءات.

كما أكد جلالته للمسؤولين الهنود في القطاعين العام والخاص حرص الاردن على التعلم من التجربة الهندية في عدة مجالات مهمة للتنمية في المملكة مثل تطوير تقنيات الطاقة البديلة المستدامة قليلة التكلفة وتحقيق المساواة في مجال الوصول الى المعلومات والموارد، اضافة الى تحسين مستوى السكك الحديدية في الاردن التي تخدم الشركة الاردنية الهندية للكيماويات وتعزيز التعاون في قطاع الادويه.

واستغل المدير الهندي لشركة الجنوب الاردنية الهندية للكيماويات هذا اللقاء ليعلن عن مضاعفة رأسمال الشركة وطاقتها الانتاجية في مجال اسمدة الفوسفات لتصل صادراتها الى 180 مليون دولار في العام المقبل علما بأن مصنع الشركة الذي يقع في الشيدية جنوب الاردن يعتبر من افضل مصانع الفوسفات في العالم.

يذكر ان الميزان التجاري بين الاردن والهند يميل بشدة نحو الاردن التي تصدر الاسمدة من فوسفات وبوتاس الى الهند التي تتزايد حاجتها الى الاسمدة لاستخدامها في الزراعة وتوفير الامن الغذائي لشعبها.

وقد عبر الرئيس الهندي بافول باكير عبد الكلام عن نية بلاده زيادة الميزان التجاري مع الاردن الى مليار دولار عام 2008، علما بان حجم الصادرات الاردنية الى الهند بلغ في الاشهر التسعة الاولى من هذا العام 194 مليون دينار والواردات من الهند 97 مليون دينار في الفترة ذاتها.

وقد شهد جلالة الملك عبدﷲ الثاني ورئيس وزراء الهند مانموهان سينغ في اليوم الثاني للزيارة توقيع اربع اتفاقيات بين الحكومتين الاردنية والهندية تزيد من متانة التعاون بين الجانبين في مجال الاستثمار والسياحة والزراعه.

كما وقعت الحكومتان برنامج التبادل الثقافي للسنوات 2007 الى 2009 الذي يتضمن التعاون في المجالات الثقافية والعلمية والفنية بين البلدين.

وألقى جلالته عقب وصوله الى نيودلهي خطابا رئيسيا في المجلس الهندي للشؤون الدولية بحضور نحو 400 شخصية من كبار رجال الدولة في الهند وممثلي القيادات السياسية والفكرية والاعلامية جدد فيه تأكيده أن إنكار حقوق الفلسطينيين وسيادتهم يؤجج النزاع الرئيسي المحوري في الشرق الاوسط باستمرار ويقف وراء تعمق حالة عدم الاستقرار في المنطقه.

كما التقى جلالة الملك عددا من كبار القيادات الاسلامية في الهند التي تعد ثاني دولة في العالم من حيث عدد المسلمين الذين يبلغ تعدادهم نحو 140 مليون نسمة، اضافة الى وزير الخارجية الهندي براناب مخرجي وزعيم المعارضة في الهند لال كريشنا ادفاني وزعيمة التحالف التقدمي المتحد سونيا غاندي.

وقد أجرى جلالته عدة مقابلات صحفية وتلفزيونية خلال الزيارة ففي مقابلة مع محطة سي ان ان اي بي ان الهندية بثت خلال الزيارة قال جلالته..أنه يريد أن يأخذ العلاقات الاقتصادية بين الأردن والهند الى أبعاد جديدة تتجاوز مستوى التعاون الحالي لتستفيد أكثر استفادة من الامكانيات الهائلة للتعاون بين البلدين: "أنتم تأخذون الفوسفات والبوتاس منا ورجال الاعمال الهنود يتطلعون الى مناطقنا الصناعية المؤهلة واتفاقية التجارة الحرة مع الولايات المتحدة وهذا ليس بالفعل ما أراه كعلاقة مهمة بين بلدينا، ولهذا آمل أن تعطيني زيارة الهند فهما أفضل للامكانيات المتوفرة وهي كثيره."

وضم الوفد المرافق لجلالته سمو الامير طلال بن محمد المستشار الخاص لجلالته ورئيس الوزراء الاسبق/رئيس المركز الوطني لحقوق الانسان احمد عبيدات ومدير مكتب جلالة الملك الدكتور باسم عوض ﷲ والمستشار الخاص لجلالة الملك فاروق القصراوي ووزير الصناعة والتجارة سالم الخزاعله ووزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات باسم الروسان.