جلالة الملك وجلالة الملكة يعودان إلى ارض الوطن

عمان
04 آب/أغسطس 2002

عاد جلالة الملك عبدالله الثاني وجلالة الملكة رانيا العبدالله الى ارض الوطن بحفظ الله ورعايته مساء اليوم بعد جولة شملت فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة بحث جلالته خلالها مع قادة الدول الثلاث الاوضاع الخطيرة في الاراضي الفلسطينية والوضع المأساوي الذي يعيشه الشعب الفلسطيني جراء استمرار الاحتلال والحصار وسياسة التصعيد العسكري.

ففي المحطة الاولى من جولة جلالته التقى جلالة الملك عبدالله الثاني الرئيس الفرنسي جاك شيراك حيث شرح جلالته معاناة الشعب الفلسطيني خاصة بعد صدور التقارير الاخيرة عن سوء الاوضاع المعيشية وعدم توفر المواد الغذائية مؤكدا جلالته على ضرورة اتخاذ خطوات عملية للبدء بمفاوضات السلام وانهاء الاحتلال الاسرائيلي واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة خلال الثلاث السنوات المقبلة.

وشدد جلالته على ضرورة ان تكون خطوات عمل المفاوضات المقبلة مرتبطة بالالتزامات من قبل كافة الاطراف لضمان نجاح تنفيذها ضمن جداول زمنية محددة.

وفي لندن جدد جلالته خلال مباحثاته مع رئيس الوزراء البريطاني توني بلير التاكيد على اهمية استثمار جميع عناصر العملية السلمية وربطها بخطة عمل واضحة تحظى بمباركة المجتمع الدولي وتقبل بها جميع الاطراف المعنية.

ودعا جلالته الى تكاتف جهود المجتمع الدولي للحؤول دون حدوث كارثة انسانية في الاراضي الفلسطينية نتيجة استمرار اجراءات اسرائيل العسكرية وتدميرها للبنية التحتية.

وخلال مباحثات جلالة الملك عبد الله الثاني مع الرئيس الامريكي جورج بوش في البيت الابيض شدد جلالته على اهمية العمل لاحراز تقدم على الارض يترجم رؤى السلام الى واقع ملموس.

وفي الوقت الذي استمع جلالته الى تأكيدات من الرئيس بوش حول التزامه الكامل برؤيته للسلام التي تضمن قيام دولة فلسطينية مستقلة خلال الثلاث سنوات المقبلة فقد حرص جلالته على دعوة الولايات المتحدة للتدخل بشكل سريع لرفع المعاناة عن الفلسطينيين من خلال دعم العملية السياسية وتقديم المساعدات الاقتصادية التي تخفف من وطأة الحصار والظروف المأساوية التي يعيشها الشعب الفلسطيني.

وفي المسالة العراقية حذر جلالته خلال لقاءات مع قادة الدول الثلاث من ان الهجوم على العراق سيشكل كارثة على المنطقة بأسرها وسيزيد من عدم الاستقرار والفوضى فيها. ونبه جلالته الى ان الحوار هو السبيل الوحيد لمعالجة قضية العراق وحل كافة القضايا مثار الخلاف بين العراق والامم المتحدة.

وركز جلالة الملك عبدالله الثاني على مخاطبة الرأي العام الامريكي والاوروبي بكل جراة وصراحة ووضوح عبر لقاءاته مع وسائل الاعلام وشرح التصور العربي لحل القضية الفلسطينية والدعوة الى ايجاد الية لتخفيف حدة المعاناة والاحباط الاجتماعي والاقتصادي الذي يعاني منه الشعب الفلسطيني حاليا.

وبين جلالته ان التركيز على مسالة العراق في غياب اي تحرك ايجابي حول القضية الفلسطينية والصراع العربي الاسرائيلي امر مثير للاستهجان.

وفي مدينة اسبن بولاية كولورادو الامريكية حيث كان جلالته ضيفا على مؤتمر فورتشن القى جلالته كلمة رئيسية في المؤتمر الذي حضره العديد من المسؤولين والمفكرين وكبار المستثمرين العالميين اكد خلالها انه ان الاوان لاحلال العدل والسلام والامل للشعب الفلسطيني من خلال حل عادل وشامل ينهي الاحتلال الاسرائيلي ويؤسس لدولة فلسطينية مستقلة ويضمن الامن لاسرائيل.

كما دعا جلالته الى تحقيق تسوية شاملة تعالج المسارين السوري واللبناني كي نتمكن من وضع حد لماساة الشرق الاوسط.

ودافع جلالته في حوار مع المشاركين في المؤتمر عن الاسلام ونبذه للتطرف والارهاب مؤكدا ان انهاء مشاكل الشرق الاوسط وازدهار شعوبها يكمن في حل مشكلتي فلسطين والعراق لتتمكن شعوب المنطقة من التحرك قدما نحو التعليم والشفافية والقوانين والحريات.