الزاوية الإعلامية
"ياريت كل يوم تزورونا..انتم اهل المحبة..لما نشوفكم نسعد "عبارات خرجت من حناجر اباء وامهات في خريف العمر فرحا وابتهاجا بلقاء جلالة الملك عبدﷲ الثاني وجلالة الملكة رانيا العبدﷲ اللذين حرصا اليوم على زيارة دار الضيافة للمسنين بالجويدة.
وفي لقاء توحدت فيه مشاعر الفرح اطمأن جلالتاهما على اوضاع المسنين الذين لا ينشدون فيما تبقى من العمر سوى لمسة حانية وبسمة دافئة تعيد لهم بعضا مما فقدوه من مودة والفة.
وكانت فرحة النزيلة فكرية اللبابيدي لا توصف عندما شاهدت صاحبي الجلالة بجانب سريرها الذي لا تستطيع مغادرته بسبب المرض بعد ان افنت شبابها معلمة ومربية اجيال.
اطل عليها جلالة الملك وجلالة الملكة وبادرا بالاطمئنان عليها ودار حوار ابوي حين قالت لجلالتيهما "ياريت كل سنة تزورونا وﷲ بنفرح لما بنشوفكم".
وبعد ان اطلع جلالتاهما على واقع الخدمات المقدمة في دار الضيافة قدم القائمون على الدار شرحا حول الخدمات التي تقدم للنزلاء من رعاية وعلاج وتمريض.
وامر جلالة الملك بتوفير الاجهزة الطبية التي يحتاج اليها المسنون واجراء الصيانة اللازمة للدار وتامين متطلباتهم من الدواء والرعاية الصحية اللازمة.
يشار الى ان هذه الزيارة هي الثالثة التي يقوم بها جلالة الملك وجلالة الملكة الى دار الضيافة التي تأوي نحو 116 مسنا ومسنة واسستها جمعية الاسرة البيضاء عام 1979.
وكانت فرحة المسنين في الدار بلقاء صاحبي الجلالة غامرة حيث لم تكف السنة النساء عن اطلاق الزغاريد وتضرع الجميع في هذا الشهر الفضيل رجالا ونساء بالدعاء الى ﷲ جلت قدرته ان يطيل بعمر جلالتيهما اللذين اعتادا على زيارتهم في شهر رمضان المبارك.
وللحاجة فتحية 70 عاما قصة تروى..فهي تحمل شهادة البكالوريس في ادارة الاعمال وكانت فقدت ابنتها التي كانت تقوم على رعايتها بحادث حريق، ولم تحتمل زوجة ابنها القيام بواجب رعاية الحاجة فقام ابنها بارسالها الى الدار.
وبعد ان عبرت لجلالتيهما عن سرورها بلقائهما طلبت من جلالة الملك تامين فرصة عمل لحفيدها الذي اجتاز امتحان التوجيهي بتفوق.
اما الشاب "نبيل" الذي أقعده حادث سير على كرسي متحرك منذ اربع سنوات لم يزره فيها أحد من أهله سوى عميد آل البيت جلالة الملك عبدﷲ الثاني الذي دخل غرفته للمرة الثالثة ليمسح بيده البيضاء عناء المرض عن نبيل ويلبي جميع ما يحتاج من الرعاية وتمكينه من العيش الكريم والاندماج في المجتمع من جديد.
وتاتي هذه الزيارة في اطار الجولات الانسانية التي يقوم بها جلالة الملك عبدﷲ الثاني وجلالة الملكة رانيا العبدﷲ للاطلاع على احتياجات الشرائح الاقل حظا في المملكة وتقديم يد العون والمساعدة لها ودعم من يقدمون من وقتهم وجهدهم واموالهم خدمة لهذه الفئات.
وقالت رئيسة جمعية الاسرة البيضاء هيفاء البشير..ان العاملين في الدار يبذلون قصارى جهودهم لرعاية النزلاء مؤكدة ان زيارة صاحبي الجلالة ادخلت الفرحة الى قلوب المسنين في الدار وكذلك العاملين فيها.
واوضحت البشير ان الجمعية ستقيم ناد للمسنين بمساحة 800 متر مربع اضافة الى انها ستعمل بعد فترة على اقامة بناء مستقل بجانب دار الضيافة لان الطاقة الاستيعابية الحالية للدار توشك على الانتهاء.