الزاوية الإعلامية
شرف صاحبا الجلالة الملك عبدﷲ الثاني والملكة رانيا العبدﷲ بحضورهما السامي حفل العشاء الذي اقامه رئيس الوزراء الدكتور معروف البخيت والسيدة عقيلته بمناسبة عيد استقلال المملكة الاردنية الهاشمية.
كما حضر الاحتفال عدد من اصحاب السمو الملكي الامراء والاميرات والسيادة الاشراف ورئيسا مجلسي الاعيان والنواب ورئيس المجلس القضائي وعدد من رؤساء الوزارات السابقين ومستشاري جلالة الملك ومدير مكتب جلالة الملك وعدد من الاعيان والنواب والامناء والمدراء العامين ورئيس هيئة الاركان المشتركة وكبار رجال الدولة من مدنيين وعسكريين والسفراء العرب والاجانب وممثلي الفعاليات الشبابية والنسائية والاقتصادية والاعلامية وعلماء الدين الاسلامي ورجال الدين المسيحي.
والقى رئيس الوزراء الدكتور معروف البخيت الكلمة التالية بين يدي جلالة الملك:
بسم ﷲ الرحمن الرحيم
صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبدﷲ الثاني المعظم
صاحبة الجلالة الملكة رانيا العبدﷲ المعظمة
الذوات الحضور،
السلام عليكم ورحمة ﷲ وبركاته
مولاي المعظم،
انها اكرم بداية ان احييكم يا سيدي، بعيد الاستقلال الستين، وعيد الثورة العربية الكبرى التسعين، وعيد جلوسكم السابع على العرش، وانتم تتربعون على عرش اسلافكم الغر الميامين من بني هاشم الذين تعانقت في ظلال راياتهم المصاحف والسيوف، وتبلجت من جنبات بيوتهم شمس الحق التي اضاءت على بني البشر في كل زمان ومكان، وظلوا كابرا عن كابر وجيلا بعد جيل يقودون الطلائع والصفوف لنصرة الحق ونشر قيم العدل والحرية بين الناس.
واستأذنكم يا مولاي في الترحيب بالضيوف الاعزاء في هذه الامسية الرائعة.
اننا يا سيدي، ونحن نحتفي بهذه المناسبات المباركة نستذكر بالاجلال اولئك الصيد الذين حملوا الوية الثورة العربية الكبرى المباركة من يد جدكم الشريف الحسين بن علي وساروا بها لرفع الجور والظلم عن ابناء قومهم وتراب بلادهم لتحقيق الحرية والاستقلال، ونستذكر من سار في ركابهم من ابناء الوطن والامة على دروب السؤدد والسداد.
سيدي صاحب الجلالة،
ان شعبكم الوفي، يفاخر بكم الدنيا، وانتم يا عميد ال البيت الاطهار وسيد الدار الاردنية، تجاهرون بكلمة الحق في المحافل الدولية لتقديم الصورة المشرقة عن العروبة والاسلام التي تتمثل في قوله تعالى "وكذلك جعلناكم امة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا" وقد كانت هذه الوسطية وهذه السماحة ديدنكم ومنهجكم ال البيت الذي الف بين الشعوب وشد قلوب الناس الى بعضها من مشارق الارض الى مغاربها فتوحد الناس - كل الناس- في ظل قيم الحق والعدالة، فقد حملتم يا سيدي ميراث الاسلاف بأمانة وشرف فمنذ ارسى المغفور له جلالة الملك عبدﷲ الاول حجر الاساس في بناء الدولة الاردنية بنى سياسة دولتنا على الاعتدال والتوازن والوسطية في ظل الصراعات الكبرى التي كان يعيشها العالم وتؤثر في منطقتنا العربية، فحفظت هذه السياسة دولتنا واستقرارها من صخب الامواج العاتية التي عصفت بالمنطقة، وتوارث الملوك الهاشميون هذه السياسة الرشيدة لتتوطد دعائم الاردن وتستقر مسيرته، ويكون الاردن النموذج الارقى للدولة الواثقة بتاريخها العريق ومستقبلها المشرق وتسير واثقة الخطى لتحقيق تطلعات الامة وامالها، وها انتم يا سيدي، تعمق هذه المفاهيم وتسير على نهج الاجداد بفكركم الثاقب وانفتاحكم على العالم، وقدرتكم على الحوار والتواصل مع مراكز القوة فيه، والتأثير على قادة الرأي والوعي في العالم، ليأخذ الاردن دوره اللائق به، ويترسخ البناء الاردني على الانفتاح والحوار الفعال وتبادل الاحترام مع سائر دول العالم.
يا صاحب التاج،
تتحقق قيم الاستقلال وتترسخ معانيه ونحن نسير وراء ركبكم الميمون وجلالتكم تبنون الاردن الحر الديمقراطي المنفتح على الثقافة الانسانية والمتفاعل معها، الاردن الذي نذره ﷲ لامته ونذره للحق ليكون هذا الوطن منارة يستضيىء به الناس وتأتلف حولها القلوب.
سيدي صاحب الجلالة،
ونحن نستعرض انجازات الدولة الاردنية خلال ستين عاما من استقلالها، يدرك كل اردني حجم التضحيات التي بذلها الاجداد الاوائل في توطيد البناء وارساء قواعد الدولة وقد كان الانسان غاية التنمية، ويكفي ان نتذكر ان عدد المدارس غداة الاستقلال كان يعد على اصابع اليد الواحدة، وقاد الاردن عبر ستين عاما ثورة علمية فأصبح عدد الجامعات يزيد على عشر جامعات حكومية، عدا عن ما يضاهيها من الجامعات الخاصة، واتجهت الدولة الى تحديث العلم ليواكب متطلبات التنمية ويقترب من روح العصر، ويكون الاردن في مقدمة الدولة التي تحرص على تطوير العلم وتحديثه.
يا قائد الوطن،
ما كان لهذا الحمى العربي العزيز ان يزدهر هذا الازدهار الا بعد تحقيق القوة والمنعة التي توطد الاستقلال وتعطيه اسمى معانيه وقد حرصت الدولة الاردنية على بناء القوات المسلحة الاردنية، والاجهزة الامنية لتكون في احدث المستويات وتضمن السيادة والاستقرار للدولة، وكان هذا الاستقرار عنوانا لمسيرتنا الاردنية الظافرة وما زلنا نستمد من عزيمتكم يا سيد الدار كل ما يضمن لامننا القوة والمنعة لتحقيق الاستقرار وتعميق معانيه.
سيدي عميد ال البيت،
نتجه بثقة ونحن نعبر القرن الواحد والعشرين، قرن التحولات الكبرى، ونزداد ثقة في ظل راياتكم الظافرة الميمونة، ويقف الاردنيون باجلال امام الصورة المشرقة والمشرفة التي رسختها يا صاحب الجلالة للاردن امام قادة العالم، وفي سائر المحافل الدولية، فكانت السنوات السبع لجلوسكم على العرش، سنوات خير وعطاء اكدت الحضور الاردني والدور الاردني في المنطقة العربية والعالم ونحن ندرك ايها الهاشمي الجليل ان قلبكم اليقظ يتطلع الى معاناة الشعب الفلسطيني الشقيق الذي يرنو الى تحقيق دولته المستقلة، وينظر الى العراق الشقيق بكل مشاعر الصدق ليضمد جراحه ويتجاوز محنته وينمو ويزدهر، وندرك انكم وارث الراية الحرة المستقلة التي تقود هذه الامة الى فجر الحرية والتقدم والازدهار.
ان حكومة جلالتكم، التي شرفتموني برئاستها تدرك دفة الظروف التي يمر به الوطن والامة والمنطقة وهي تستنير بهدي افكاركم للوصول الى تطلعات شعبنا وامتنا في استكمال المسيرة لبناء المجتمع المتقدم المتوازن، وتدرك ان امن الوطن واستقراره هو الركيزة الاساسية للبناء والازدهار. وان كل ما تقدمه هذه الحكومة قبس من افكاركم السديدة وسعيكم الموصول لخدمة شعبكم، والسمو به الى ذرى السيادة والكرامة والحياة الافضل.
مولاي المعظم،
تلتف ضمائر العرب والاردنيين حول الراية الهاشمية في هذه المناسبة، وتستذكر صناع فجر الامة وصناع الاستقلال، عبد ﷲ الاول بن الحسين الذي اسس الدولة الاردنية وحقق استقلالها، ونستذكر طلال بن عبدﷲ الذي انجز في عهده دستور الاردن، والحسين بن طلال الذي ساس الايام بحكمته وصبره وحمل الامانة ليبنى الاردن، نستذكر ملوك الاردن الابرار الذين صدقوا وعدهم، على ارواحهم منا السلام، وعلى ارواح من ساروا في ركابهم من ابناء الامة والوطن في دروب البناء والرشاد.
ونعاهدكم يا وارث الثورة العربية الكبرى وحامي لواء الاستقلال، ان نظل الجنود الاوفياء وراء رايتكم الظافرة، وانتم تقودون الاردن من الق الى الق ومن زهو الى زهو، ليظل الاردن الوطن الابهى الذي يفتخر بك ويفخر بالحرية والاستقلال وهو يسير في دروب الحرية والتقدم والعدالة. كل عام وهذه الدار الاردنية بخير، وسيد الدار بخير.
والسلام عليكم ورحمة ﷲ وبركاته،،
وكان عريف الحفل جرير مرقة القى كلمة قال فيها "بين اشتياق الروح ليوم فرح يزهو بمناسبة العيد الستين لاستقلال المملكة الاردنية الهاشمية وبين جلال وبهاء حضور جلالتكم الحفل الذي يقيمه رئيس الوزراء الدكتور معروف البخيت ياتي خفق الرايات من حولنا معطرا باريج وطن بناه شرفاء الامة في الزمن الصعب ولان الايدي هاشمية عربية طاهرة جاء البناء قوي الاركان منيع الجدران عصيا على الحاسدين والطامعين والاشرار فهو ارض الرباط والصبر وبلد الكلمة الشريفة والموقف الصادق يرفع بنيانه كل يوم فلا يلين له عزم ولا يمسه وهن."
وتابع يقول "وها نحن مع ابي الحسين على العهد ذاته الذي تعاهد عليه الاباء والاجداد منذ وثيقة اخر الخلفاء الحسين بن علي وبيان عبدﷲ الاول بن الحسين ودستور طلال بن عبدﷲ وكتاب الحسين بن طلال جزاهم ﷲ عنا كل خير."
واضاف "ها نحن في زمن الاختبار الحقيقي للقادة العظام نصطف خلف ومن حول قائدنا الملك عبدﷲ الثاني ابن الحسين اردنيين تنبض قلوبنا بمحبة الامة والناس اجمعين متخلقين باخلاق ال البيت سلام ﷲ عليهم ورحمته وبركاته مجاهدين نحرس ونصون الوطن ونعلي بناءه وندخل مرحلة النهوض الشامل مسلحين بارادة التحديث والتطوير وعزيمة التقدم والرقي والازدهار."