جلالة الملك والرئيس بوش يؤكدان ان قضايا الحل النهائي للصراع الفلسطيني الاسرائيلي يجب الاتفاق عليها من قبل الاطراف المعنية

عمان
06 أيار/مايو 2004

اكد جلالة الملك عبدالله الثاني والرئيس الامريكي جورج بوش على ان قضايا الحل النهائي للصراع الفلسطيني الاسرائيلي يجب الاتفاق عليها من قبل الاطراف المعنية.



وبين الزعيمان خلال القمة التي عقدت في البيت الابيض اليوم ان مفاوضات السلام يجب ان تؤدي الى قيام دولة فلسطينية مستقلة تعيش بامن وسلام ورفاه الى جانب اسرائيل.



وقال جلالة الملك في تصريح صحفي مشترك مع الرئيس بوش عقب اللقاء ان اقامة دولة فلسطينية مستقلة قابلة للاستمرار وضمن حدود عام 1967 ضرورة لامن واستقرار المنطقة مثلما هي مهمة لمصلحة الاردن محذرا جلالته من ان اخفاقنا في تحقيق ذلك سيؤدي الى طروحات اخرى قد تهدد مصالح الاردن والمنطقة ولهذا السبب فان الاردن يصر على خيار الدولتين الفلسطينية والاسرائيلية.



كما اكد جلالته التزام الاردن باتفاقية شاملة ودائمة للوضع النهائي مبنية على اسس مؤتمر مدريد ومبدأ الارض مقابل السلام وقرارات الامم المتحدة 242 و 338 و 1397 والاتفاقيات بين الاطراف المعنية بالاضافة الى مبادرة السلام العربية التي طرحت في قمة بيروت عام 2002.



واشار جلالته الى ان الانسحاب الاحادي الجانب من غزة والضفة الغربية يجب ان يكون جزءا من خارطة الطريق وان الحل السلمي الذي يدعو له الاردن مبني على اقامة دولتين فلسطينية واسرائيلية وهو ما اكدت عليه رؤية الرئيس بوش.



واكد جلالته ان جميع قضايا الوضع النهائي التي تشمل الحدود واللاجئين والقدس والمستوطنات يجب ان تتفق عليها الاطراف المعنية مشيرا جلالته الى ان حديث الرئيس بوش اليوم طمأنه بان هذه القضايا سيتم التعامل معها بحياد ويجب الاتفاق عليها من قبل الاطراف المعنية.



وبين جلالته ان الاردن وفي اطار التزامه بخارطة الطريق ملتزم ايضا بمساعدة السلطة الفلسطينية لبناء قدراتها وفرض سيطرتها الكاملة على الوضع الامني.



واكد جلالته على اهمية ان تلعب الولايات المتحدة دورا في كل المساعي الرامية الى التوصل لسلام عادل ودائم مشددا جلالته على تصميمه العمل مع الولايات المتحدة من اجل تحقيق هذا الهدف في اسرع وقت.



وفي الشان العراقي اكد جلالة الملك عبدالله الثاني دعم الاردن للشعب العراقي لاستعادة سيادته في اسرع وقت ممكن وبناء مؤسساته وتاسيس مجتمع حر وديمقراطي.



كما اكد جلالته التزام الاردن بالاصلاح السياسي والاقتصادي في المنطقة لافتا الى انه تم تبني خطة شاملة للاصلاح في مجال الادارة والحريات السياسية وحقوق المراة والاصلاح القضائي وتطوير التعليم وتحرير الاقتصاد وكذلك احترام دور المجتمع المدني واحترام التعددية.



وجدد جلالته تاكيد الاردن وقوفه الى جانب المجتمع الدولي والولايات المتحدة في محاربة الارهاب مشددا على انه لا يمكننا السماح بنجاح الاجندات السياسية للارهابيين، واكد ان الاردن سيواصل بذل ما بوسعه لكسب المعركة ضد الارهاب.



الرئيس الامريكي جورج بوش الذي ثمن التزام جلالة الملك الشخصي بالسلام اكد انه ملتزم شخصيا برؤيته التي طرحها في الرابع من حزيران 2002 القاضية باقامة دولتين فلسطينية واسرائيلية تعيشان جنبا الى جنب في سلام وامن.



وقال ان جميع القضايا المرتبطة بالمرحلة النهائية يجب ان يتم التفاوض عليها من قبل الاطراف المعنية بما يتلاءم وقرارات مجلس الامن الدولي 242 و 338 وان الولايات المتحدة ستتعامل بحياد مع نتائج هذه المفاوضات.



واوضح الرئيس الامريكي جورج بوش ان خارطة الطريق هي افضل وسيلة لتحقيق رؤية الدولتين.. وقال انها الخطة الوحيدة التي صادق عليها الفلسطينيون والاسرائيليون والامم المتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا والولايات المتحدة ودول عديدة، و"انني لهذا السبب ملتزم باخراجها الى حيز الوجود."



وقال الرئيس بوش لقد حثني اليوم جلالة الملك عبدالله الثاني لابذل كل ما في وسعي لضمان تفهم القادة الفلسطينيين رغبتي الشديدة في تحقيق السلام العادل وارائي وافكاري حول هذه القضايا الصعبة مشيرا الى انه بناء على ذلك فقد ابلغ جلالة الملك بانه سيرسل قريبا رسالة الى رئيس الوزراء الفلسطيني احمد قريع يشرح فيها وجهة نظره بدقة.



واضاف الرئيس بوش ان اعضاء ادارته يسعون حاليا مع قريع لتوسيع دائرة الحوار بين الولايات المتحدة والفلسطينيين وقال "انني اشكر جلالة الملك على نصائحه الحكيمة واتطلع الى العمل معه بشكل وثيق لتحقيق السلام في الشرق الاوسط."



واكد الرئيس بوش ان الاردن صديق للولايات المتحدة والاصدقاء يساندون بعضهم البعض. وقال مخاطبا جلالة الملك "انا اقدر ان لبلدك وشعبك مصالح مهمة تتأثر باي حل للقضية الفلسطينية واعرف كذلك ان الاردن له مصلحته المهمة في بزوغ فجر عراقي جديد وانني اؤكد لجلالتكم ان حكومتي تنظر الى امن ورفاة وسيادة الاردن بانها حيوية وسوف تعارض اي تطور في المنطقة يعرض مصالح الاردن للخطر." موجها الشكر الى جلالة الملك على جهوده التاريخية لقيادة الاردن نحو المزيد من السلام والحرية والرفاه. وقال الرئيس بوش "ان الاردن والولايات المتحدة يشتركان في رؤية شرق اوسط حر ومستقر وينعم بالرفاه."



واشار الى ان الاردن تحت قيادة جلالة الملك اصبح قو دافعة باتجاه الاصلاح والتغيير في المنطقة حيث يستضيف الاردن اجتماعات المنتدى الاقتصادي العالمي الذي يعد حدثا مهما في تمهيد الطريق نحو انفتاح اكبر ومزيد من الفرص والحرية.



واضاف قائلا "ان الدول الثماني الكبرى ستناقش في حزيران المقبل سبل دعم عملية الاصلاح في الشرق الاوسط ولذلك اتطلع الى نتائج المنتدى الاقتصادي العالمي الذي سيعقد في عمان الشهر الجاري ليساعدنا في عملنا المستقبلي."



وشدد الرئيس بوش على ان العلاقات الاقتصادية بين الاردن والولايات المتحدة هي في اقوى حالاتها الان مؤكدا ان بلاده ستواصل دعم العلاقات والروابط الثنائية في مجالات التجارة والاستثمار وخلق الفرص الجديدة للشعبين.



واشار الى ان اتفاقية التجارة الحرة بين البلدين هي نموذج للمنطقة في وقت تسعى فيه الحكومة الامريكية لاقامة منطقة تجارة حرة شرق اوسطية.



وبين الرئيس بوش ان الولايات المتحدة ملتزمة بمساعدة الاردن لتحقيق الرخاء وذلك عبر دعمها القوي للاردن لدى البنك الدولي وصندوق النقد الدولي ولبرنامج التحول الاقتصادي والاجتماعي وكذلك دعم جهود جلالة الملك في الاصلاح.



واوضح ان الرخاء المستدام في الاردن يتطلب امنا وسلاما مستدامين في المنطقة ومن اجل ذلك فان البلدين يعملان لضمان ان يكون الشرق الاوسط اكثر امنا واكثر حرية مشيرا الى ان بزوغ فجر عراقي جديد وامن ينعم بالرفاه سيساهم في زيادة امن ورفاه الاردن ايضا.



وقال الرئيس الامريكي "ان الولايات المتحدة تدعم بشكل قوي جهود المبعوث الخاص للامين العام للامم المتحدة الاخضر الابراهيمي للعمل مع العراقيين لايجاد حكومة انتقالية."



واكد ان حكومة عراقية ذات سيادة كاملة ستشكل في الثلاثين من حزيران القادم كما ان شركاء الولايات المتحدة في قوات التحالف سيستمرون بالعمل مع الامم المتحدة للتحضير لانتخابات عامة في شهر كانون ثاني عام 2005.



وقال "لقد عبرت اليوم لجلالة الملك عن اشمئزازي لرؤية صور التعذيب والاهانة للسجناء العراقيين واكدت لجلالته ان الولايات المتحدة لا تقبل هذه التصرفات من قبل الجنود الامريكيين ." وقال الرئيس الامريكي "اننا سنعاقب كل من قام بالتصرفات الخاطئة وسنتخذ الخطوات التي من شأنها ان تؤكد لنا بان مثل هذا النوع من الاساءات لن يتكرر مستقبلا."



وحضر لقاء القمة عن الجانب الاردني رئيس الوزراء فيصل الفايز ومستشار جلالة الملك لشؤون الامن مدير المخابرات العامة مقرر مجلس امن الدولة الفريق اول سعد خير ووزير البلاط الملكي الهاشمي سمير الرفاعي ووزيرا الخارجية الدكتور مروان المعشر والتخطيط والتعاون الدولي الدكتور باسم عوض الله والسفير الاردني في واشنطن كريم قعوار.



وحضرها عن الجانب الامريكي نائب الرئيس ديك تشيني ومستشارة الأمن القومي كوندليسا رايس ووزير الخارجية كولن باول ونائب مساعد وزير الخارجية ديفيد ستارفيلد وعدد من كبار المسؤولين في الادارة الامريكية وسفير الولايات المتحدة لدى الاردن ادوارد غنيم.



وحول مدى الضرر الذي احدثته صور المعتقلين في سجن ابو غريب قال جلالة الملك عبدالله الثاني اعتقد ان ردود الفعل في الاردن كما هي هنا في الولايات المتحدة كانت متشابهة فجميعنا صعقنا برؤية هذه الصور ولكن كما تم ايضاحه هنا في واشنطن ان تحقيقا فوريا تم طلبه لكي يمثل هؤلاء الذين ارتكبوا هذه الجرائم الشنيعة امام العدالة ونأمل ان يتم هذا بالسرعة الممكنة وان لا ينعكس ذلك على القيم والمبادىء التي تمثلها الولايات المتحدة ..فانا على قناعة انه حالما يبدأ التحقيق بهذه القضية فان المذنبين سيمثلون امام العدالة.



وفيما يتعلق بتحريك خارطة الطريق قال جلالته اني متشجع جدا بما رايته خلال مباحثاتي مع الرئيس بوش .. وقد كان اول رئيس ينادي باقامة دولة فلسطينية مستقلة وقابلة للبقاء ويضع الية خارطة الطريق لتحقيق هذه الغاية.. ولقاؤنا اليوم اكد الموقف الاميركي من جديد كما كان دائما واعتقد اننا مطمئنون في الاردن ونأمل ان تطمئن تصريحات الرئيس الاخرين في الشرق الاوسط.



وفيما اذا كانت الولايات المتحدة ستعود قريبا للانخراط في التطبيق الفعلي لخارطة الطريق قال الرئيس بوش نعم نحن ندعم خارطة الطريق وقد التقي وزير الخارجية مؤخرا مع اللجنة الرباعية التي هي جزء من خارطة الطريق ويجب ان يدرك العالم امكانية قيام دولة فلسطينية وان نشوء دولة فلسطينية حرة وديمقراطية وبالمناسبة ليس بالضرورة ان تكون كالديمقراطية الاميركية والاوروبية بل يجب ان تكون منسجمة وثقافة الشعب الفلسطينى وما يريده ولكن نشوء دولة حرة ومسالمة سيفيد من ديناميكية الشرق الاوسط. فالشعب الفلسطيني بحاجة للامل بحياة افضل والامل لكسب قوتهم وتربية ابنائهم في سلام هذا ما يريدونه. وافضل فرصة لتحقيق هذا لهم هو ان تقوم لهم دولة تؤمن لهم سبل العيش بسلام في الشرق الاوسط وهذا لا يتطلب انخراط الولايات المتحدة واوروبا والامم المتحدة وروسيا بل يتطلب ان يقوم الفلسطينيون من الاصلاحيين بالعمل مع المجتمع الدولي لتطوير المؤسسات اللازمة لقيام الدولة هذا ما يجب ان يحدث هذه هي خارطة الطريق. وهذه الدولة الفلسطينية المسالمة فانها لن تكتسب ثقة جلالة الملك او الولايات المتحدة فحسب او باقي دول العالم بل ان قضايا الحل النهائي يصبح حلها اسهل وما علينا القيام به الان هو الاستفادة من هذه الفرصة لنبدأ بعملية اقامة دولة فلسطينية وهذا ما يجب ان يركز عليه العالم واعتقد ان بوسعنا تحقيق ذلك كما اعتقد انه من خلال تحقيقه ستكون لحظة مفعمة بالامل للناس وهذا امر ممكن انه يتطلب رؤية وارادة.



ورداً على سؤال حول ارسال قوات اردنية للعراق قال جلالته اعتقد اننا في الاردن قريبون من العراق كغيرنا من الدول واعتقد انه من الصعب جدا ان يكون الاردنيون موضوعيين حيال ارسال قوات الى العراق لدينا تاريخ طويل في المشاركة في قوات حفظ السلام في العالم ولكن في هذه المرحلة فان الجانب السياسي للقضية يجعل من غير المنطقي ان يرسل الاردن قوات الى العراق.
وحول الصور التي نشرت عن المعتقلين العراقيين قال الرئيس بوش ابلغت اليوم الخميس «امس» جلالة الملك عبدالله الثاني اسفي للاذلال الذي تعرض له سجناء عراقيون واسرهم وتعرضوا لسوء المعاملة على ايدي قوات اميركية.. واضاف ان ما حدث يثير اسمئزازي كما يثير اشمئزاز اي مواطن اميركي صالح.. وان اي انسان شريف لا يريد لأي انسان ان يعامل بهذه الطريقة وهذه وصمة عار لبلدنا وسمعته اني اتفهم هذا جيدا ولهذا فمن المهم ان تاخذ العدالة مجراها ومن المهم ايضا كما اوضحت لجلالة الملك واعتقد /ان جلالته يتفهم ذلك / وهو ان افعال اولئك الاشخاص في ذلك السجن لا تعكس حقيقة كل العسكريين الاميركيين..
ولكني مشمئز مما رأيت وكذلك من ان يأخذ احد انطباعا خاطئا عن اولئك الذين يخدمون هذا البلد.



وحول اذا ما طلب الرئيس بوش ارسال قوات عربية الى العراق قال الرئيس الاميركي لم اطلب من دولة القيام بعمل لا تريد القيام به لقد كان الاردن صديقا مخلصا ساهم كثيرا في السلام والاستقرار لقد بحثنا موضوع افغانستان لكننا لم نتحدث عن ارسال قوات الى العراق وقد قدم جلالة الملك نصائح جيدة بشان العراق فهو جار للعراق وقريب من الاحداث وعلى ادراك دائم بما يجري على ارض الواقع وكانت نصائحه جيدة جدا وجزء من نصيحته هو ضمان مستقبل زاهر للعراقيين بالسرعة الممكنة من خلال نقل السيادة لهم كما قدم لي نصحا جيدا حول ضرورة التفريق بين اولئك الذين يمارسون العنف والفساد الذين قد لا يخدمون البلد جيدا والالاف من الذين يمكنهم ان يخدموا البلد وان يعملوا معا من اجل ان يبرز العراق كدولة حرة وموحدة.. وها هي الفرصة لتغيير ما كان يمثل خطرا وقوة تهدد الاستقرار لتحويلها الى قوة خير واصلاح وآمل وانني اقدر رؤيتكم وتفهمكم يا صاحب الجلالة.
انتهى...