الزاوية الإعلامية
اتفق جلالة الملك عبدﷲ الثاني والرئيس الكوري "لي ميونغ باك" على العمل لزيادة التعاون الثنائي في مجالات اقتصادية واستثمارية متعددة.
وقرر الزعيمان خلال اجتماع ثنائي تبعه آخر موسع عقداه في القصر الرئاسي بسيؤول اليوم تكليف المسؤولين في كلا البلدين لبحث آليات تنفيذ مشروعات مشتركة في مجالات الطاقة المتجددة والبنية التحتية في الاردن للبناء على العلاقات الثنائية بين البلدين.
وشهد الزعيمان توقيع اتفاقية تعاون بين حكومتي البلدين في مجال الاستخدام السلمي للطاقة النووية ،ومذكرة تفاهم تتعلق بالتعاون الاقتصادي والتنموي .
ويسعى الاردن، الذي ابرم اتفاقيات اطارية للتعاون النووي السلمي مع دول عديدة ومنها الولايات المتحدة وفرنسا وكندا وبريطانيا والصين، الى انشاء مفاعل نووي بحلول عام 2017 لمواجهة الطلب المتزايد على الطاقة . وتشمل مجالات التعاون التي بحثها الزعيمان الطاقة المتجددة، وتحلية المياه اضافة الى اسهام الشركات الكورية في تنفيذ مشروع قناة البحرين (البحر الاحمر ـ البحر الميت ).
وشد الزعيمان على انه ثمة فرصة لزياة التعاون بين البلدين خصوصا في ضوء تنامي التجارة البينية التي تضاعفت خلال السنوات الماضية .
واشار جلالة الملك الى توجه الاردن لفتح سفارة في سيؤول في النصف الثاني من العام المقبل. ووجه جلالة الملك الدعوة الى الرئيس " لي " لزيارة الاردن ، وقبل الرئيس الكوري الدعوة على ان يتم تحديد موعدها بالتنسيق بين البلدين .
وقال الرئيس الكوري ان بلاده ستقدم المزيد من الدعم للاردن وستعمل على ان تشارك شركات كورية في مشاريع البنية التحتية في المملكة.
واشاد "لي" بدور الاردن بقيادة جلالة الملك في بناء السلام والاستقرار في منطقة الشرق الاوسط .
وتؤسس اتفاقية التعاون في مجال الاستخدام السلمي للطاقة النووية، التي وقعها عن الجانب الاردني رئيس هيئة الطاقة الذرية الدكتورخالد طوقان وعن الجانب الكوري وزير الخارجية والتجارة "يو ميونغ هوان "على التعاون في مجالات المساعدة الفنية والتصميم والبناء وتفعيل السلامة النووية وصيانتها وضمانها في معامل الطاقة النووية وتطوير الموارد البشرية وتدريب الموظفين الاردنيين وتأهيلهم.
وبين طوقان ان توقيع الاتفاقية ياتي في اطار سعي الاردن لامتلاك التكنولوجيا النووية السلمية مشيرا الى ان كوريا تعد واحدة من الدول التي لها تجربة طويلة في هذا المجال، واحدى ثلاث دول تصنع اوعية مفاعلات الماء المضغوط .
واضاف ان الاتفاقية تتيح المجال لتدريب القوى البشرية الاردنية في مجال الصناعة وادارة المحطات النووية وتعدين اليورانيوم واستخراجه وتحفز الشركات الكورية للمشاركة في العطاءات التي سيطرحها الاردن بهذا الخصوص .
واشار الى انه في الشهر الحالي سيتم طرح عطاء دراسة الموقع لانشاء المفاعل النووي الذي يتوقع ان ينجز عام 2017 لينتج طاقة تغطي ربع حاجة المملكة من الكهرباء .
اما مذكرة التفاهم التي تتعلق بالتعاون في المجال التنموي والتي وقعها عن الجانب الاردني وزير الصناعة والتجارة عامر الحديدي وعن الجانب الكوري وزير الاقتصاد والمعرفة " لي بون هو " فتتضمن التعاون الاستراتيجي بين البلدين لتنفيذ مشاريع تنموية رئيسية في الأردن.
وتشكل المذكرة وفقا للحديدي "اطارا عاما للتعاون المستقبلي لتمكين الطرفين من زيادة تعاونهما في مجالات عدة ولاسيما ان التجارة البينية شهدت نموا خلال السنوات الاخيرة".
وقال انها تتضمن مشروعات في مجالات تحلية المياه وتدريب الكوادر الاردنية وتأهيلها في استخدامات الطاقة البديلة والتعاون الفني في مجال التنظيم والبناء لتنفيذ مشروع قناة البحر الاحمر ـ البحر الميت .
واشار الى ان الاردن يتطلع للاستفادة من الخبرة الكورية في تلك المجالات وزيادة حجم الاستثمار بين البلدين مشيرا الى انه وبالتزامن مع الزيارة الملكية سيعقد يوم غد ملتقى رجال الاعمال الاردنيين في كوريا بمشاركة اكثر من 100 شخصية اقتصادية وممثلين عن عدد من كبريات الشركات الكورية .
ووصف وزير الخارجية والتجارة الكوري "يو ميونغ هوان "الاتفاقيات التي وقعت اليوم ب"المهمة " ولاسيما انها تشمل جوانب استراتيجية تنموية في الاردن وتؤسس لمزيد من التعاون بين عمان وسيؤول .
واكد ان كوريا هي شريك جيد للاردن للمضي قدما في تنفيذ مشروعاته الحيوية وبخاصة انها تمتلك خبرة كبيرة في مجال الطاقة النووية، والتنمية وفي القطاعات الاقتصادية والتجارية .
وقال: " ان زيارة جلالة الملك جاءت في وقت مناسب جدا ، وتوفر لنا فرصة جيدة لمعرفة المزيد عن الأردن ولاسيما على الصعيد التنموي والفرص الاستثمارية فيه ".
ولفت الى الاهتمام الذي تبديه الشركات الكورية للمشاركة بمشاريع البنية التحتية في الاردن وبخاصة محطة الطاقة النووية ومشروع قناة البحر الميت ـ البحر الاحمر ومحطات تحلية المياه.
وحضر المباحثات الموسعة سمو الامير فيصل بن الحسين وسمو الاميرة راية بنت الحسين ورئيس الديوان الملكي الهاشمي ناصر اللوزي ومستشار جلالة الملك ايمن الصفدي ووزراء الخارجية صلاح الدين البشير والصناعة والتجارة عامر الحديدي وعدد من كبار المسؤولين الكوريين .
وكان قد جرى لجلالة الملك لدى وصوله باحة القصر الرئاسي" البيت الازرق " مراسم استقبال رسمي حيث كان في مقدمة مستقبلي جلالته الرئيس الكوري "لي ميونغ باك" وعزفت الموسيقى السلامين الملكي الاردني والوطني الكوري ، واستعرض جلالته ثلة من حرس الشرف اصطفت لتحيته .
وخلال مأدبة العشاء التكريمية التي اقامها الرئيس الكوري لجلالة الملك والوفد المرافق ثمن جلالتة التجربة الكورية في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية . واكد اهمية التعاون بين كوريا ومنطقة الشرق الاوسط اللتين تجمعهما اهتمامات مشتركة في تحقيق الاستقرار الاقتصادي وفي مجال الطاقة .
واكد جلالته ان الاردن يؤمن بان الحوار يشكل ركيزة اساسية لبناء التعاون بين الشعوب لافتا الى ان المملكة بذلت جهودا مكثفة لدعم حوار الاديان والثقافات.
وبين ان الاردن اطلق رسالة عمان التي تعكس القيم الحقيقية للاسلام الحقيقي : قيم الاعتدال وقبول الاخر واحترامه .
وقال جلالته " اعرف ان كوريا ملتزمة بالحوار ، واثمن الجهود التي بذلتم لبناء جسور التعاون بينكم وبين العالم العربي والاسلامي ".
واشار جلالته الى الجهود المبذولة لحل الصراع العربي ـ الاسرائيلي على اساس حل الدولتين مؤكدا " ان الدول العربية اجمعت على قبول هذا الحل، وقال جلالته: " ان حل الدولتين يمثل السبيل الوحيد لانهاء عقود من الصراع في المنطقة" .
واعرب الرئيس الكوري في كلمته خلال الحفل عن تقديره لجهود جلالة الملك في تطبيق سياسات اصلاحية في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والتي كان من نتيجتها ان الأردن اصبح من اكثر البلدان تقدما واستقرارا في منطقة الشرق الأوسط.
واكد ان مباحثاته وجلالة الملك تم خلالها تبادل وجهات النظر حول سبل التعاون في مختلف المجالات وركزت على التعاون في مشاريع وطنية اردنية ابرزها بناء محطات الطاقة النووية وتنفيذ قناة البحرين .