جلالة الملك والرئيسة باشيليت يؤكدان العمل لتعزيز العلاقات الثنائية

20 تشرين الأول 2008
عمان ، الأردن

اكد جلالة الملك عبدﷲ الثاني ورئيسة تشيلي ميشيل بيشيليت وجود مساحة كبيرة للبناء عليها في علاقات البلدين الثنائية خاصة وان الاردن وتشيلي تجمعهما توجهات اقتصادية وسياسية متشابهة.

واتفق جلالة الملك ورئيسة تشيلي خلال مباحثاتهما الرسمية التي جرت اليوم في قصر المونيدو على تفعيل العلاقات الاقتصادية وتعزيزها بما يرفع سوية التبادل التجاري والاستثماري بين البلدين، حيث وصفا التبادل التجاري بين البلدين الذي لا يكاد يصل الى 5 ملايين دولار بـ "غير المرضي".

وأكد الجانبان خلال المباحثات التي حضرها سمو الامير حمزة بن الحسين والوفد المرافق لجلالته ان للقطاع الخاص في البلدين دورا كبيرا يلعبه في مجال تقوية العلاقات الاقتصادية الثنائية وفتح قنوات جديدة للتعاون.

وثمنت باشيليت وجود وفد من القطاع الخاص الاردني مرافق لجلالته في زيارة الدولة التي يقوم بها لتشيلي، خاصة وان العلاقات الدبلوماسية بين البلدين استمرت بلا انقطاع لاكثر من نصف قرن مما يدل على الاستقرار السياسي الذي يفترض ان ينعكس ايجابا على العلاقات الاقتصادية والاستثمارية بين البلدين.

ووجه جلالته خلال المباحثات الموسعة التي عقدت عقب مباحثاتهما الثنائية الدعوة الى الرئيسة باشيليت لزيارة الاردن، حيث سيتم تحديد موعد الزيارة فيما بعد.

كما وجه جلالته الدعوة الى القطاع الخاص التشيلي لزيارة الاردن لاستكشاف افاق التعاون مع القطاع الخاص الاردني عن قرب، خاصة وان باشيليت وصفت الاردن "بانه ليس مجرد مقصد استثماري وتجاري بل وبوابة طبيعية للدخول الى الشرق الاوسط".

ويذكر ان الاردن وتشيلي عضوان في منظمة التجارة العالمية ويرتبطان كلاهما باتفاقية للتجارة الحرة مع الولايات المتحدة مما يتيح مجالا اكبر للتعاون بينهما، كما ان تشيلي مرتبطة باتفاقيات للتجارة الحرة مع 57 دولة في العالم مما يشكل فرصة امام الاقتصاد الاردني للاستفادة من شبكة العلاقات الاقتصادية التشيلية.

واستعرض الجانبان افاق التعاون المشترك في مجالات السياحة والطاقة البديلة والنقل والاستثمارات المشتركة.

وعلى الصعيد السياسي وضع جلالة الملك عبد ﷲ الثاني الرئيسة باشيليت في صورة الجهود المبذولة لدفع عملية السلام وضمان استمراريتها ونجاحها.

وأكد جلالته ضرورة حل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي وفقا لقرارات الشرعية الدولية وحل الدولتين الذي قال ان "لا بديل له لحل الصراع".

من جانبها اشادت الرئيسة باشيليت ب"الدور الفاعل الذي يقوم به جلالته في الوصول الى السلام العادل وتكريس قيم التسامح والاعتدال."

وفي تصريحات صحفية عقب المباحثات اكد جلالته ان الاردن ينظر الى تشيلي باعتبارها احدى الدول "الاكثر مبعثا للالهام في العالم" لدورها القيادي في العلاقات الدولية متعددة الاطراف والاقتصاد العالمي والشؤون الثقافية.

وشدد جلالته على ان البلدين يستطيعان ايجاد مجالات جديدة للتعاون والاتفاق بينهما بما يعزز علاقات الشراكة الاقتصادية بين دول الجنوب لتحقيق الازدهار الاقتصادي لشعوبها.

واشار جلالته الى اهمية التنسيق الدبلوماسي بين البلدين لانهاء النزاعات الاقليمية والحوار بين الثقافات.

من جانبها اكدت باشيليت على ان زيارة جلالته لتشيلي تفتح افاقا جديدة لعلاقات اوثق بين البلدين والشعبين، مضيفة ان بلادها ستعمل بكل جهدها لتجعل الاتفاقيات التي وقعت بوجود جلالته مثمرة واساسا لمزيد من التعاون والعلاقات الاقوى.

واشارت باشيليت الى ان الجميع يشتركون في مزايا العولمة ومشاكلها ولهذا فان منهج التعددية في العلاقات الدولية وآليات التعاون التي من بينها القمة العربية اللاتينية وسيلة للاستفادة من العولمة ومواجهة مشاكلها.

واكدت ان الاردن وتشيلي ملتزمان بنجاح آلية القمة العربية اللاتينية.

وحول قضية الشرق الاوسط اكدت باشيليت ضرورة الالتزام بقواعد الحل السلمي للنزاعات وتنفيذ القرارات الدولية، مشيرة الى ضرورة الموازنة بين حق الفلسطينيين في الاستقلال واقامة دولتهم المستقلة وبين حق اسرائيل في الوجود والامن.

وحضر جلالة الملك عبدﷲ الثاني والرئيسة باشيليت توقيع مذكرات تفاهم بين الحكومتين الاردنية والتشيلية لتعزيز التعاون بينهما في مجالات السياحة وتشجيع الاستثمار اضافة الى اتفاقية حول الاشغال العامة والاسكان وتجديد برنامج التعاون العلمي والثقافي بينهما للاعوام 2008 - 2010.

وفي مقابلة مع وكالة الانباء الاردنية (بترا) قال المدير التنفيذي لمؤسسة تشجيع الاستثمار معن النسور ان السوق التشيلية سوق واعدة نظرا لاقتصادها الجيد والقوي، مما يعطي امكانيات كبيرة للمنتجات الاردنية للدخول اليها والمنافسة.

واضاف ان مذكرة التفاهم الموقعة بين هيئتي الاستثمار في البلدين ستزيد من حجم الاستثمارات المتبادلة وتؤسس للارتقاء بالعلاقات الاقتصادية، مشيرا الى ان رجال الاعمال التشيليين مهتمون بالاستثمار في النحاس الذي توجد كميات كبيرة منه في وادي عربة.

وقال النسور ان الاردن مهتم بتشكيل شراكات مع تشيلي بغرض الدخول كذلك الى منطقة الشرق الاوسط.

ومن المقرر ان ينعقد غدا في سانتياغو منتدى الاعمال الاردني في التشيلي الذي تنظمه مؤسسة تشجيع الاستثمار لعرض الافاق الاستثمارية في الاردن وعقد شراكات مع رجال الاعمال التشيليين.

على صعيد آخر قام جلالة الملك عبد ﷲ الثاني بزيارات الى مجلس الشيوخ التشيلي والتقى رئيسه ادولفو زالديبار والمحكمة العليا والتقى رئيسها اوربانو مارين ومجلس النواب والتقى رئيسه فرانشيسكو انسينا.

وكان جرى لجلالته بحضور جلالة الملكة رانيا العبدﷲ في ساحة الدستور في سانتياغو مراسم استقبال رسمي حيث تقدمت الرئيسة ميشيل باشيليت المستقبلين وعزفت الموسيقى السلامين الملكي الاردني والوطني التشيلي ،وتفقد جلالته حرس الشرف الذي اصطف لتحيته.

واستهل جلالة الملك عبد ﷲ الثاني وجلالة الملكة رانيا العبد ﷲ زيارتهما الرسمية بزيارة الى صرح برناندو اوهجنز حيث استمعا الى شرح عن المراحل التاريخية التي مرت بها تشيلي ووضع جلالته اكليلا من الزهور على الصرح.