جلالة الملك: مستمرون في جهودنا لتحقيق الاصلاحات الهيكلية وتنشيط اقتصادنا الوطني وتعزيز الحياة السياسية

عمان
18 تشرين الثاني/نوفمبر 2004

اكد جلالة الملك عبدالله الثاني اننا مستمرون في جهودنا لتحقيق الاصلاحات الهيكلية وتنشيط اقتصادنا الوطني وتعزيز الحياة السياسية والديمقراطية في الاردن مشيرا جلالته الى ان هناك عملا ما زال ينتظرنا وان التغيير الذي يدوم هو التغيير العميق الذي لا يتحقق بين ليلة وضحاها.

كما اكد جلالته خلال كلمة وجهها للمشاركين في مؤتمر التبادل الاخباري 2004 الذي يعقد حاليا في مدينة الجارف البرتغالية ويعد من اهم المؤتمرات الاعلامية في العالم حيث يشارك فيه اكثر من 500 من ابرز القيادات الاعلامية القائمين على مؤسسات الاذاعة والتلفزة العالمية ان الاردن يعمل على استصدار قوانين لاعادة هيكلة المؤسسات الاعلامية التي تملكها الدولة كما وضعت مسودات قوانين لجعل القطاع الاعلامي اكثر انفتاحا وحرية ولفتح قنوات البث العامة امام المحطات التلفزيونية والاذاعية الخاصة.

وشدد جلالته على ان الاسلام وهو دين السلام متجذر في قيم السماحة واحترام الاخرين مضيفا جلالته ان الغالبية العظمى من مسلمي العالم يتوقعون في ايامنا هذه ان يكونوا شركاء بصورة كاملة في قرننا الحادي والعشرين على اساس السلام والاحترام المتبادل.

وفي معرض حديثه عن الدور الهام الذي تلعبه وسائل الاعلام العربية المرئية والمسموعة في نجاح مساعي الاصلاح والسلام في المنطقة ونقل الاخبار بصورة منزهة عن الهوى تستند الى المعرفة والانصاف والموضوعية.

وحذر جلالته من ان المتطرفين يسعون الى ايجاد منابر يتحدثون من خلالها ووسائل تساعدهم على الظهور داعيا جلالته الصحفيين الى حرمانهم من هذه المنابر ونبذ ممارسات العنف التي يرتكبونها.

واكد جلالته ان تحقيق الاستقرار في العراق واعادة بنائه وترسيخ الديمقراطية والمحافظة على سيادته هي مسالة ملحة للمنطقة باكملها وللعالم باسره.

وفيما يتصل بالنزاع العربي الاسرائيلي شدد جلالته ان استمرار هذا النزاع جلب معه معاناة لا توصف للجانبين واعاق مسيرة التنمية الاقليمية لافتا جلالته الى التزام الدول العربية بالتوصل الى حل دائم ومتوازن لهذا النزاع يستند الى اقامة دولة فلسطينية مجاورة ذات سيادة وقابلة للحياة وديمقراطية وتوفير امن حقيقي لاسرائيلي لتعيش بسلام مع جيرانها.

وحث جلالته الصحفيين على سماع اصوات الفلسطينيين والاسرائيليين التي تنادي باحلال السلام ومساعدتهم على ان يتحدثوا بصوت اعلى من صوت الدبابات والقنابل.

وجرى حوار رد خلاله جلالته على اسئلة عدد من المشاركين في المؤتمر حيث اكد ان الاردن مستعد لمواصلة جهوده لانعاش خارطة الطريق مشيرا الى انه من خلال مباحثاتنا مع القادة الاوروبيين والادارة الامريكية لمسنا انه سيكون هناك بعد الانتخابات الرئاسية في امريكا زخما جديدا لاحياء العملية السلمية.

وشدد جلالته على ان اقامة دولة فلسطينية مستقلة واحلال السلام في المنطقة امران ملحان مؤكدا انه ما لم يتم ايجاد حل للصراع الفلسطيني الاسرائيلي فان منطقة الشرق الاوسط لن تنعم بالامن والاستقرار الحقيقي.

واعرب جلالته عن اعتقاده بان مستقبل الاسرائيليين اذا ما ارادوا ان يكونوا جزءا من المنطقة سيكون له ثمن ..والثمن هو تامين مستقبل الشعب الفلسطيني من خلال اقامة دولته على ترابه الوطني.

واكد جلالته انه بعد رحيل الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات لم يعد يوجد هناك اي عذر امام الاسرائيليين وبعض اعضاء الادارة الامريكية حول عدم وجود شريك للسلام داعيا جلالته الاشقاء الفلسطينيين الى تماسكهم ووحدة قيادتهم للمضي قدما في عملية السلام.

واعرب جلالته في هذا السياق عن تطلعه للقاء الرئيس الامريكي جورج بوش خلال الاسبوعين المقبلين لبحث كيفية المضي قدما بعملية السلام واحيائها فالاجواء مهيأة الان وعلينا اغتنامها.

وفيما يخص الوضع في العراق اكد جلالته دعمه لكل الجهود المبذولة الهادفة الى اعادة الامن والاستقرار الى العراق حتى يتمكن العراقيون من تحقيق تطلعاتهم في تامين مستقبل مشرق.

وقال جلالته ان العراق الذي يعد مهدا للحضارات يجب ان تتضافر كافة الجهود ليعود الى المجتمع الدولي بكل القدرات التي يتمتع بها الشعب العراقي والموارد العظيمة التي يمتلكها العراق مؤكدا جلالته ان تحقيق هذا الهدف سيحقق مستقبلا افضل للمنطقة.

وردا على سؤال حول ايران وعلاقاتها المتوترة مع الغرب قال جلالته ان مسالة ايران هي في الاساس مع الدول الغربية مؤكدا ان لايران دورا حيويا تقوم به في المنطقة ونحن بحاجة الى ان تكون ضمن المجتمع الدولي وتسوية المشاكل التي تواجهها مع الغرب.

وقال جلالته ردا على سؤال حول دور وسائل الاعلام في معالجة قضايا المنطقة ان وسائل الاعلام العربية تضطلع بدور حيوي في احداث الاصلاح وبناء المعرفة وما نريده منها هو ان تتحلى بالمصداقية والموضوعية مشيرا جلالته الى ان غالبية هذه الوسائل تحاول ان تسير في هذا الاتجاه.

واشار جلالته في هذا السياق الى اهمية ان تقوم وسائل الاعلام المختلفة في اداء رسالتها على النحو الذي يسهم في بناء جسور التفاهم والحوار بين الشعوب وتصويب الوضع في الشرق الاوسط لاحلال السلام والازدهار بدلا من التحريض على العنف والكراهية.