جلالة الملك لـ "العرب اليوم" نسعى الى تطوير الاعلام وجعله اعلام دولة يكشف الحقائق ويقدم المعلومة الصحيحة للمواطن بكل تجرد وموضوعية

16 آيار 2007
عمان ، الأردن

قال جلالة الملك عبدﷲ الثاني ان ما نسعى إليه جميعا هو تطوير الإعلام والنهوض به وجعله إعلام دولة يعكس الصورة المشرقة للوطن وان يضع "إعلامنا" نصب عينيه كشف الحقائق وتقديم المعلومة الصحيحة للمواطن بكل تجرد وموضوعية لتعزيز مفهوم المساءلة والمكاشفة والمؤسسية وصولا إلى المجتمع الأمثل الذي نسعى إلى تحقيقه جميعا.

واكد جلالته في مقابلة مع صحيفة العرب اليوم (بمناسبة العيد العاشر لصدورها) ونشرتها اليوم.. على قدرة أبناء أسرتنا الأردنية الواحدة على المشاركة الفعلية والمؤثرة في الانتخابات القادمة البلدية والنيابية واختيار من يمثل صوتهم وصوت الوطن ويمثل قناعاتهم ويخدم مصالحهم.. ويضع المصلحة الوطنية فوق كل الاعتبارات الشخصية أو الفئوية، بعيدا عن لغة الشعارات التي لا تنسجم مع الواقع، ولا تحاكي طبيعة التحديات التي تواجهنا..

وقال جلالته في المقابلة التي اجراها الزميلان طاهر العدوان رئيس التحرير وفهد الخيطان مدير التحرير "هذا باعتقادي هو الضمانة لنجاح جهودنا المتواصلة لبناء الأردن والتحضير للمستقبل" مؤكدا على أننا ماضون في طريق الإصلاح والتطوير ولا بد أن نصل في النهاية إلى أهدافنا في إصلاح حقيقي في كافة المجالات.

واضاف جلالته اننا مقبلون على انتخابات بلدية ونيابية ونتطلع لاختيار الأصلح لتتشكل الأرضية التي من الممكن أن تكون نواة للتغيير والتطوير وظهور حكومات تكون لها القدرة الكافية بالتوافق والتعاون مع البرلمان على تنفيذ برامجها، سواء كانت حكومات برلمانية أو غير ذلك.

ودعا جلالته القطاع الخاص الى أن يوظف طاقاته وإمكاناته لرفد حركة البناء ومسيرة التنمية المستدامة وخلق فرص العمل للاردنيين لمواجهة مشكلتي الفقر والبطالة مؤكدا جلالته ان تحسين الظروف الحياتية والمعيشية للمواطن الأردني هو في قمة أولوياته وان الجهود منصبة دوما على تهيئة الظروف الملائمة للتخفيف من معاناة المواطنين الناجمة عن ارتفاع الأسعار مشيرا الى أن الارتفاع الهائل في أسعار المحروقات، أدى إلى ارتفاع كبير في أسعار السلع الأخرى، مما أسهم في زيادة معاناة المواطنين.. لذلك تم أطلاق العديد من المبادرات، التي تستهدف توفير الحياة الأفضل للمواطنين.

وفيما يتعلق بنقص موارد الطاقة في الأردن قال جلالته اننا نسعى الى توطين تكنولوجيا الطاقة النووية وتوظيفها للاستخدامات السلمية كأحد البدائل لاحتياجاتنا وفق إستراتيجية محددة.

واضاف جلالته أن فرص نجاحنا في هذا المضمار قوية وتبعث على التفاؤل مشيرا الى انه ستواجهنا مصاعب تمويلية لكن ما لمسناه من دعم من عدة جهات عربية ودولية سيمكننا من التغلب على هذه الصعاب وإيجاد مصادر تمويلية تفي بالغرض لانجاز المشروع.

ووجه جلالته المشاركين في اعمال المنتدى الاقتصادي العالمي بالبحر الميت للنظر بكل عمق إلى قضايا المنطقة وتحدياتها بما يسهم في التوصل إلى رؤى وتصورات ومبادرات مشتركة وقابلة للتطبيق تساعد على معالجة مشاكل منطقتنا مشيرا الى أن المنتدى يشكل فرصة أمام القطاع الخاص الأردني للاستفادة من هذا الملتقى الدولي وتبادل الخبرات وإثراء التجربة وتعميق علاقات التعاون مع القطاع الخاص العربي والأجنبي، وإقامة المشروعات المشتركة.

وقال جلالته ان مبادرة المدن التنموية والاقتصادية التي أطلقناها ستكون نواة للعديد من الأنشطة الاقتصادية والتنموية، في العديد من المناطق، تستهدف مساعدة هذه المناطق على إحداث تغيير حقيقي في مستوى معيشة المواطن فيها والمناطق المجاورة لها.. ونحن نريد أن تكون منطقة إربد التنموية إلى جانب منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة ومنطقة المفرق التنموية وكذلك المنطقة التنموية التي ستقام في الجنوب، حلقات تنموية متكاملة، تسهم في إحداث نقلة نوعية في مسيرة التنمية المستدامة بأبعادها المختلفة، وخاصة في مجال مكافحة الفقر والبطالة وتوفير فرص العمل للشباب وتحسين المستويات الحياتية للمواطنين في كافة أنحاء المملكة.. ولقد وجهنا الحكومة إلى توفير كل التسهيلات لضمان نجاح هذه المناطق.

واعرب جلالته عن ايمانه بأن مبادرة شباب كلنا الأردن، سيكون لها دور بارز في هذا الاتجاه وقال: "آمالنا معقودة على الشباب ونحن نعول كثيرا عليهم في مختلف مناطق المملكة، للمضي قدما في ترجمة الأفكار التي يطرحونها على أرض الواقع.. فعلى عاتقهم تقع مسؤولية تطوير مستقبل الأردن".

واعرب جلالته عن تقديره البالغ للدعم الاقتصادي الذي تقدمه دول مجلس التعاون الخليجي للمملكة خاصة المملكة العربية السعودية على دعمها ومساعدتها للاردن في تنفيذ برامجه الاقتصادية والتنموية مشيرا جلالته الى أن نسبة كبيرة من الاستثمارات الخارجية في الأردن هي خليجية .. وقال جلالته ..نأمل أن تتوسع دائرة المشاريع الممولة خليجيا لتشمل قطاعات أخرى داعيا الحكومة الى انهاء حالة تعدد الجهات المعنية بالاستثمار وتوحيد الجهود تحت مظلة واحدة لتسهيل الإجراءات أمام المستثمرين من اجل ضمان استمرار تدفق الاستثمارات التي تسهم في دفع عجلة النمو الاقتصادي إلى الأمام.

وفيما يتعلق بالجهود لتحريك عملية السلام قال جلالته انه إذا فشلت جهود السلام أو أفشلت إسرائيل هذه الجهود فهي الخاسرة بعد الفلسطينيين.. أقول إذا فشلت هذه الجهود، فإنه لدينا إستراتيجيتنا للتعامل مع هذا الواقع، لكن لا نريد أن نكون متشائمين.

واكد جلالته الموقف الاردني الداعم للأشقاء الفلسطينيين في نيل كافة حقوقهم المشروعة وإقامة دولتهم المستقلة على ترابهم الوطني، بما في ذلك حق اللاجئين بالعودة وقال:" لا احد بمقدوره أن يزايد علينا في هذا الشأن".

واكد جلالته انه تم توجيه الدعوة له لزيارة إسرائيل وقال: "نحن ننظر إلى الأثر والفائدة التي يمكن أن تحققها هذه الزيارة حال القيام بها.. وإذا ما لمسنا أن الزيارة ستحقق أهدافها في إعادة إطلاق عملية السلام، فإننا سنقوم بها، خدمة للقضية الفلسطينية وللشعب الفلسطيني الشقيق".

وفيما يتعلق بحدود الدور الاردني في الملف الفلسطيني والتصور المحتمل للعلاقة المستقبلية مع الجانب الفلسطيني اكد جلالته انه لا مطمح لنا ومأرب، بأي دور في الضفة الغربية.. ونحن لا نلعب إلا دور الداعم والمساند للشعب الفلسطيني حتى تتحقق له كل آماله وتطلعاته وحقوقه الوطنية المشروعة وفي مقدمتها إنهاء الاحتلال وبناء الدولة المستقلة القابلة للاستمرار، وعكس ذلك هو مجرد أفكار لا أساس لها من الصحة ومضيعة للوقت.

وبخصوص ما يجري في العراق قال جلالته ان الوضع في العراق وصل إلى مرحلة في غاية الخطورة والتعقيد و نأسف ونتألم لما يجري من اقتتال وتناحر وقتل عشوائي يروح ضحيته يوميا العشرات من الأبرياء من أبناء الشعب العراقي الشقيق وقال جلالته ان المخرج الوحيد للازمة هو في توجه عراقي جاد لتحقيق المصالحة الوطنية بما يضمن مشاركة جميع مكونات الشعب العراقي وفئاته وأطيافه في عملية سياسية مبنية على أسس واضحة تحقق العدالة في التمثيل ويتساوى فيها الجميع بالحقوق والواجبات.. مؤكدا ان أبواب الأردن ستبقى مفتوحة أمام العراقيين، للالتقاء والتحاور والخروج بأفكار وتفاهمات، تسهم في إعادة لحمة الصف العراقي، والمحافظة على وحدة العراق.

وحول تزايد احتمالات المواجهة العسكرية بين أمريكا وإيران قال جلالته انه إذا وقعت الحرب لا سمح ﷲ، فإن المنطقة بأسرها معرضة للأخطار.. مؤكدا ان حل المشكلة، لا يتم إلا من خلال الحوار والطرق الدبلوماسية..