الزاوية الإعلامية
قال جلالة الملك عبدﷲ الثاني ان "الحرب الهمجية" التي تشنها إسرائيل على لبنان أضعفت أصوات الاعتدال في المنطقة وأدخلت الشرق الأوسط في دوامة عنف سيدفع الجميع ثمنها.
وشدد جلالته أن لا حل عسكرياً للأزمة في لبنان، واعتبر انه طالما هناك احتلال سيكون هناك مقاومة، وأكد أن احتلال إسرائيل للأراضي العربية هو أساس الصراع في الشرق الأوسط.
وقال جلالته في مقابلة مع صحيفتي الرأي والغد نشرتاها اليوم انه على من يريد أن يطغى صوت العقل في المنطقة أن يعالج أسباب الأزمات لأنه "لا بد للاعتدال أن يحقق إنجازاً حتى يؤمن به الناس". واضاف "عكس ذلك، لن يجد الناس خياراً إلا رفض أصوات الاعتدال وتبني وسائل أخرى للدفاع عن حقوقهم".
ورأى جلالة الملك، الذي طالب المجتمع الدولي تحمل مسؤوليته الاخلاقية والسياسية في وقف "العدوان الإسرائيلي على لبنان"، أنه "إما سلاح يعيد الحقوق ويرفع الظلم ويعطي الأمل، وإما دخول في دوامة من العنف والعداء".
وقال جلالته إنه لا يمكن لأحد أن يقبل ما يجري في لبنان وأن "هذه الأعمال الإجرامية أعمال مدانة، وإن العدوان الإسرائيلي على لبنان تجاوز كل حد ويجب أن يتوقف فوراً".
وأوضح جلالة الملك عبدﷲ الثاني أن الغضب على ما يجري في لبنان وغزة ليس فقط على المستوى الشعبي "فنحن أيضا غاضبون .. رأينا المذبحة التي ذهب ضحيتها الأطفال والنساء في قانا".
وقال جلالته "نحن نشاهد مناظر القتل والدمار في لبنان الذي نعتبره نموذجا للتقدم والديمقراطية والانفتاح، ونغضب جدا حين نرى الحرب الهمجية عليه".
وشدد جلالته أنه لا حل عسكريا للأزمة في لبنان وأن إسرائيل لن تحمي نفسها بدباباتها وبسلاح الجو بل من خلال الوصول الى سلام عادل يعيد الحقوق العربية.
وقال جلالته إن على إسرائيل أن تدرك أنه "لا حل في الجنوب اللبناني دون اتفاق مع الحكومة اللبنانية ولا حل في فلسطين دون إعادة الحقوق الفلسطينية".
وشدّد جلالة الملك أنه "يجب أن يدرك العالم أن القضية الفلسطينية هي الأساس في كل ما يجري، وهي جوهر الصراع، وعليه ان يعترف بأن للشعب الفلسطيني أرضا محتلة يجب استعادتها".
وأكد جلالة الملك أن "الشعوب العربية ترى في حزب ﷲ الآن بطلاً لأنه يواجه العدوان ويدافع عن أرضه".
وتلك، قال جلالته، حقيقة على أميركا وعلى العالم أن يفهماها. "طالما هناك عدوان واحتلال، سيكون هنالك مقاومة وسيكون هنالك امتداد شعبي ودعم للمقاومة".
وأضاف جلالة الملك، الذي أكد أن الأردن سيستمر بتقديم كل دعم ممكن للبنانيين، أن "الحرب لن تحقق شيئا. (ذلك أن) نهاية الصراع في إحقاق الحقوق، في رفع الظلم، في اقناع الناس بأن هناك عملية سلمية ستنهي الاحتلال وستوفر بداية لحياة آمنة كريمة".
وشدد جلالته أنه "يجب أن تصمت المدافع حتى تجد أصوات الاعتدال من يسمعها". وأوضح أنه لا يمكن أن "ينام الناس ويفيقوا على صور القتل.. على صور أطفال قانا، على مشاهد الدمار في لبنان وفي غزة ويقولون نريد اعتدالا. الاعتدال يحتاج إنجازاً وآن للشعوب العربية أن ترى إنجازاً وآن لأميركا وأوروبا والعالم كله أن يدرك ذلك".
وقال جلالته إن المطلوب عربياً هو أن تكون هناك خطة استراتيجية موحدة في مواجهة التحديات سواء في فلسطين أو العراق أو لبنان. وعرض جلالته نتائج اللقاءات التي أجراها مع قادة عرب على مدى الأسابيع الماضية قبل ان يؤكد أن صفحة جديدة في التعاون بين الدول العربية بدأت.
وحذر جلالة الملك من أن غياب موقف عربي موحّد لمواجهة التحديات الإقليمية سيكون "خيانة لشعوبنا".
لكن جلالته بدا متفائلا حول إمكانية إطلاق جهد فاعل حين قال "هناك إدراك انه إذا لم نتحدث بصوت واحد فإننا سندفع الثمن".
وحذر جلالة الملك من أن "تهميش الدور العربي وترك القرار العربي نهباً لقوى إقليمية سيترتب عليه تحالفات لن تكون إطلاقاً لصالح العرب".
وربط جلالته بين الأزمات في لبنان وفلسطين والعراق لناحية تأثيرها على الرأي العام العربي الذي سيتملكه اليأس إذا لم يتم معالجة أسباب الصراع والتوتر في المنطقة في إطار يضمن إعادة الحقوق العربية.
وفي رد على سؤال حول انعكاس الخلافات بين دول عربية وإيران والأزمات الإقليمية الأخرى على علاقات الشيعة بالسنة قال جلالته "إن القضية ليست دينية والموضوع ليس سنة وشيعة".
ووصف جلالته بـ"المجرم" كل من يحاول زرع الفتنة بين السنة والشيعة.
وأضاف "أنا سليل آل البيت ووحدة الصف الإسلامي رسالة نحملها وندافع عنها".