جلالة الملك في حديث وطني وقومي شامل

عمان
15 آب/أغسطس 2002

أعلن جلالة الملك عبد الله الثاني أن الانتخابات النيابية ستجري خلال فصل الربيع القادم. مؤكداً جلالته ثقته بوعي المواطن الأردني في اختيار من يمثله في مجلس النواب ممن عرف بالانتماء والكفاءة والمعرفة وحرصه على أن تكون الانتخابات حرة ونزيهة وتجسيداً لإرادة المواطنين.

وأكد جلالته في خطاب وطني وقومي شامل أن مسيرتنا الديمقراطية ستبقى موضع اهتمامنا ورعايتنا وسنحرص على صونها وحمايتها من كل ما يمكن أن ينحرف بها عن مسارها الصحيح.

وقال جلالته أن التنمية الاقتصادية لا بد أن ترافقها تنمية للحياة السياسية والفكرية والثقافية والاجتماعية مما يستدعي وجود أحزاب وطنية تستمد برامجها وأهدافها من رؤيتها الواضحة والتزامها بقضايا الوطن ومصالحة العليا، مشيراً جلالته إلى الإنجازات التي تحققت للأردن خلال السنوات الثلاث الماضية حيث ارتفع معدل النمو الاقتصادي وتم إيجاد العديد من المشاريع والاستثمارات وفرص العمل.

وأشار جلالة الملك عبد الله الثاني إلى أن جهوده تركزت من اليوم الأول لبداية الهجوم الإسرائيلي على المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية على الاتصال بالدول المؤثرة في العالم لوقف الهجوم وحث إسرائيل على إنهاء احتلالها للأراضي الفلسطينية ، مؤكداً جلالته لهذه الدول أن الاحتلال الإسرائيلي هو سبب الصراع في المنطقة... وأن الشعب الفلسطيني هو وحده الذي يختار قيادته ويتخذ قراراته الوطنية. وأكد جلالته أن الأردن يقف إلى جانب أشقائه الفلسطينيين منذ ثورة عام 1936 وسنستمر في دعمهم والدفاع عن حقوقهم بكل الوسائل الممكنة وفي كل المنابر والمحافل الدولية حتى يستعيدوا أرضهم ويقيموا دولتهم المستقلة على ترابهم الوطني وعاصمتها القدس الشريف... ولا يأتي ذلك في باب تزكية أنفسنا أو الدفاع عن مواقفنا ولا من باب المنّ على أشقائنا فهذا واجبنا.

وقال جلالته أن الحديث عن الخيار الأردني مرفوض جملة وتفصيلاً ولن يكون الأردن بأي حال من الأحوال بديلاً عن القيادة الفلسطينية ولا طرفاً في تسوية القضية الفلسطينية أو التحدث بالنيابة عن الشعب الفلسطيني.

وشدد جلالته على ضرورة الحفاظ على وحدتنا الوطنية القائمة على وحدة الرؤية والهدف والانتماء للوطن الذي نريده وطناً لكل الأردنيين تسوده روح العدالة والمساواة وتكافوء الفرص واحترام حقوق الإنسان.

ودعا جلالة الملك عبد الله الثاني إلى تسوية الموضوع العراقي من خلال الحوار مع الأمم المتحدة بدلاً من التهديد بالقوة. مؤكداً أن صوت الأردن كان الأقوى والأكثر تأثيراً في العالم الغربي لوضع حد لمعاناة العراق واحترام سيادته ووحدة أراضيه وسنستمر في تقديم كل ما نستطيع من أجل العراق، لكن القرار في نهاية المطاف هو قرار القيادة العراقية، وهي التي تتحمل مسؤولية هذا القرار أمام شعبها وأمتها والعالم.